آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

أصبحوا في حَيرة من أمرهم بفعل الوضع الاقتصادي المتدهور

مئات الآلاف من السر في اليمن يُعانون في العيد بسبب ضيق الحال

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- مئات الآلاف من السر في اليمن يُعانون في العيد بسبب ضيق الحال

معاناة الاسر من متطلبات العيد
عدن- صالح المنصوب

يعاني مئات الآلاف من الأسر في اليمن من ظروف صعبة، وأصبحوا في حيرة من أمرهم أمام أسرهم وأولادهم في إيجاد متطلبات العيد من كسوة وحلويات بفعل الوضع الاقتصادي المتدهور لهم، مما جعل الفرحة تختلف وقد غابت لعيد الفطر المبارك في اليمن كليا، عن ما كنت عليه في السنوات السابقة، فنكهة العيد أصبحت غائبة لدى عامة أفراد الشعب اليمني، كانت تحضر فيها كل معاني السرور وتبادل القبلات الصادقة، لكن بفعل الحرب والظروف الاقتصادية أصبحت الأعياد منقوصة وبلا نكهة، بسبب الواقع المؤلم الذي تعيشه البلد بفعل الحرب، التي أثرت على كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية، والوضع الاقتصادي كان له الأثر الأكبر, فتجد معظم الأسر اليمنية لم تكتمل لديها الفرحة وتعيش مأساة حقيقية، ووجع أنها لا تستطيع أن توجد أدنى متطلبات العيد، مطالب العائلة كثيرة جدا كما يقول البعض لكن اليد قصيرة لعدم وجود المال الكافي بل الغيرموجود أصلا، وأصبح قدوم العيد لدى الكثير من اليمنيين أشبه بكابوس لأنهم مطاردون بأزمات لا تهدأ، يصارعون الفقر والجوع ويعانون من تدهور اقتصادي وتوقف مصادر الدخل، وتوقف رواتب مئات الآلاف من الموظفين الذين يعيلون نحو أكثر من 6 ملايين نسمة، للشهر التاسع.

وبث ناشطون صورا على مواقع التواصل الاجتماعي، تبين وضع اليمنيين في العيد وكيف أن الحرب أعادتهم إلى العصور الأولى ويعيشون في غابة تغيب عنها الخدمات وكل مظاهر الحضارة الحديثة ومنها الملابس. البعض نشر صورة لطفلته، وقد قام بتغطية بعض أجزائها بأوراق كبيرة من الشجر، في تعبير يجسد عدم قدرته على شراء ملابس جديدة للعيد.

يقول عبدالله مهيوب إن الأسر أصبحت تعجز عن شراء ملابس جديدة في العيد لأطفالها وتعتمد على مساعدات جمعيات ومؤسسات خيرية تقوم بتوزيع كسوة العيد أو يمر العيد عليها حزينا وباهتا بلا ملابس ودون حلويات، بينما تلجأ عائلات إلى شراء ملابس قديمة من أسواق (الحراج).

ويعيش نحو نصف سكان اليمن البالغ تعدادهم نحو 26.8 ملايين نسمة في مناطق متضررة بشكل مباشر من الصراع. ويحتاج أكثر من 21.1 مليون يمني (80% من السكان) إلى مساعدات إنسانية، وقد اضطر 2.8 ملايين يمني إلى النزوح قسرا داخل البلاد. وتقول الأمم المتحدة إن اليمن الغارق في الحرب والأزمات يعاني واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم، وإن نحو 17 مليونا من سكان اليمن البالغ عددهم 26 مليون نسمة يفتقرون إلى الغذاء الكافي وإن ثلاثة ملايين طفل على الأقل يعانون سوء التغذية ويواجهون "خطرا كبيرا". ولا تقتصر تداعيات الحرب والأزمات المعيشية على المواطنين الذين فقدوا مصادر دخلهم والموظفين الذين توقفت رواتبهم، فالشركات التجارية والتسويقية عانت أيضا من ركود في نشاطها نتيجة الحرب والصراعات، مقارنة بالأعوام السابقة، فقد تراجعت مبيعات مختلف السلع الكمالية وأولها الملابس بشكل ملحوظ، نظرا لتركيز المستهلكين على شراء احتياجاتهم الضرورية.

وأوضح تجار للملابس الرجالية أن هناك عدم إقبال على شراء الملابس وأن المبيعات في هذا الموسم تكاد تكون معدومة وعند مستوى الصفر، ويقول أديب الدبعي، تاجر ملابس رجالية، إن تدني القدرة الشرائية للمواطنين أفضى إلى إحجامهم عن شراء الملابس الرجالية، وأنه خلال أول أسبوعين من رمضان لم تتجاوز أرباح مبيعاته 16 ألف ريال".

وفي العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة تحالف المتمردين الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، تحضر مظاهر العيد جزئيا في بعض المناطق، ونرى زحمة الأسواق في شارعي حدة الذي يصنف بأنه "حي الأثرياء" وشارع هائل وهو أحد أهم مراكز التسوق في المدينة. لكن أصحاب المحال التجارية يقولون بأن زحمة الأسواق وهمية وليست حقيقية، وسط تأثير كبير على النشاط الاقتصادي الذي يديره القطاع الخاص في البلاد، حسب دراسات اقتصادية.

وفي العاصمة المؤقتة عدن حيث مقر الحكومة، تسبب ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية في ركود حركة الأسواق خلال شهر رمضان، وفي حرمان آلاف الأسر من شراء ملابس العيد لأطفالها.

وارتفعت صرخات سكان عدن من ارتفاع أسعار الملابس قبل العيد، وكتب رئيس تحرير صحيفة عدن الغد فتحي بن لزق، في صفحته بموقع التواصل "فيسبوك"، عن واقع ارتفاع الأسعار في المدينة، وقال أنصح الأسر العدنية التي تريد شراء ملابس بأسعار رخيصة واحتياجات العيد أن يسافروا إلى صنعاء لشراء احتياجاتهم من المولات التي تم افتتاحها هناك خلال فترة الحرب وما بعدها، هناك سيجدون كل احتياجاتهم من ملبس بأسعار رخيصة مقارنة مع ما يباع في عدن".

و اعتبر أستاذ الاقتصاد في جامعة عدن يوسف سعيد، أن انخفاض الطلب على الاستهلاك بشكل عام يشمل جميع المدن اليمنية وليس حالة مميزة لمدينة عدن فحسب، وأن تراجع الطلب والزحام على التسوق يرجع غالبا لتدني القدرة الشرائية. ويغيب العيد بشكل كلي وتختفي مظاهره تماما في مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن) والتي تشهد معارك مستمرة ويفرض الحوثيين حصارا عليها بسيطرتهم على المنفذين الشرقي والغربي، فيما تهدد عصابات مسلحة حركة التسوق وأدت إلى احجام العائلات عن الخروج إلى الأسواق، خاصة بعد اختطاف امرأة خمسينية تعمل مديرة مدرسة أهلية، قبل أيام، وسرقة مصوغاتها وقتلها ثم رميها في ممر لمجاري السيول. وقال جهاد مقبل، موظف: "العيد اليوم لا طعم له في تعز، ما زال الحوثيون يقصفون الأحياء السكنية عشوائيا وهذا يمنع الناس من الخروج أو الاحتفال أو القيام بزيارات للأقارب، كما أن حديقة الألعاب الوحيدة التي تمثل متنفس للسكان في العيد لا تزال تحت سيطرة الحوثيين وهي مهجورة وربما تحولت الى موقع عسكري ".

 

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مئات الآلاف من السر في اليمن يُعانون في العيد بسبب ضيق الحال مئات الآلاف من السر في اليمن يُعانون في العيد بسبب ضيق الحال



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

اليمن اليوم-

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

اليمن اليوم-

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

اليمن اليوم-

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

اليمن اليوم-

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

اليمن اليوم-
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen