آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

أُدرجت ضمن قائمة التراث العالمي "اليونيسكو" في كانون الأول 1997

"دُقة" ثاني أهم مدينة رومانية في أفريقيا تقع في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- "دُقة" ثاني أهم مدينة رومانية في أفريقيا تقع في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية

مدينة "دقة" التونسية
تونس- حياة الغانمي

تعتبر مدينة "دقة" التونسية، وتعني "الجبل الصخري" وهي تقع في الشمال الغربي للبلاد التونسية على بعد 120 كيلومترا غرب العاصمة، أبرز شاهد على آثار مدينة رومانية كاملة، كانت تمتد على مسافة 70 هكتارًا، ونشأت دقة سنة 500 قبل الميلاد، وكانت آنذاك تابعة إلى الإمبراطورية القرطاجينية، ومن ثم أحتلها الرومان وأصبحت واحدة من أهم المدن في العالم، وثاني أهم مدينة رومانية في شمال أفريقيا بعد مدينة قرطاج التي تقع في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية.

دُقة ثاني أهم مدينة رومانية في أفريقيا تقع في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية

وأدرجت دقة، المعروفة قديما باسم "ثوقة" ضمن قائمة التراث العالمي "اليونيسكو" في ديسمبر/كانون الأول 1997، وهي أحد أهم المواقع الأثرية في تونس وشمال أفريقيا وأكثرها جمالا وجاذبية، إذ توجد فيها أطلال تمثل حقبا تاريخية متعاقبة، بدءًا من الآثار  القرطاجية، مثل ضريح "آتيبان بن أبتيمتاح"، أحد أمراء نوميديا "الذي عاش في القرن الثالث إلى القرن الثاني قبل الميلاد"، مرورا بالمعابد الرومانية وانتهاء بالتحصينات البيزنطية.

ويشير التاريخ إلى أن مدينة دقة التاريخية، كانت حليفًا لروما ضد القرطاجيين ولهذا لم تدمرها القوات الرومانية التي غزت قرطاج سنة 146 قبل الميلاد. ثم ضمها قيصر روما إلى امبراطوريته، بعد حوالي قرن من ذلك، وظلت تشهد نهضة وازدهارًا لا نظير لهما، حتى منتصف القرن الثالث الميلادي.ولا تختلف عمارة مدينة «دقة» عن عمارة المدينة الرومانية التقليدية، مثل مدينة بومبي في إيطاليا وجرش في الأردن، فالطراز المعماري الروماني يبدو واضحا وجليا فيها. ففي وسط مدينة "دقة"، توجد الساحة والسوق والممرات، والحمامات الساخنة والمسرح الروماني ، والمنازل الخاصة والمتواضعة والمعابد، ولعلّ أشهرها معبدا ساتورن وسيليستيس والكابيتول، وهي قريبة في ذلك من هندسة مدينة بومبي.

دُقة ثاني أهم مدينة رومانية في أفريقيا تقع في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية

وتأسست دقة في القرن الرابع قبل الميلاد، ثم أصبحت عاصمة لملوك نوميديا، ومقرا للأمراء المحليين والسكان الأصليين. وخلال مراحل تطورها الأولى، تأثرت "دقة" بمدينة قرطاج   التي أسسها الفينيقيون، القادمون من السواحل الشرقية للبحر المتوسط. ويقف الضريح الليبي القرطاجي، بطوله البالغ 21 مترا، شاهدا على هذه المرحلة التي وقعت فيها المدينة تحت تأثير حضارتين مختلفتين. ويقال إن الملك "ماسينيسا" (148 قبل الميلاد) كان يأمل في توحيد كل المماليك النوميدية تحت قيادته، لكنه لم يتمكن من تحقيق حلمه، وعندما غزا الرومان قرطاج واستولوا عليها، ضموا مدينة "دقة" إلى حكمهم دون أن يدمروها.

دُقة ثاني أهم مدينة رومانية في أفريقيا تقع في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية

وتأثر السكان الأصليون في "دقة" بالنمط المعماري الروماني  وتبنوه، فصارت الأسر الثرية والمتنفذة، تقيم النصب التذكارية مثل الرومان  ولذلك فإننا نجد العديد من هذه النصب، تنتشر في كل مكان من المدينة، كما نقشوا على حجارتها الكتابات التي تخلد أعمالهم، وتتناول مهنهم وظروفهم.

ويحتوي الموقع الذي حولته تونس إلى أهم موقع أثري في البلاد، على عدد كبير من أجمل المعالم الأثرية، حيث يٌعتبر المسرح الروماني الذي يتسع إلى أكثر 3500 شخص، من أجمل تلك المعالم، ويقع المسرح في مدخل المدينة الأثرية حيث كانت تقام فيه المسرحيات والطقوس الدينية، ويشمل المسرح ثلاث أجزاء، المدارج، الأركسترا وخشبة المسرح، كما توجد بعض المدارج للأغنياء.

دُقة ثاني أهم مدينة رومانية في أفريقيا تقع في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية

ودام استعمال المسرح لقرون طويلة، والطريف أن كتب التاريخ شهدت على نص للقديس اوغستان في القرن الخامس الميلادي، يلوم فيه السكان لأنهم يذهبون إلى المسرح أكثر من ذهابهم إلى الكنيسة. اما مبنى الكابتول فقد شُيد في بداية النصف الثاني من القرن الثاني ميلادي ويعود تاريخه بين 166 و167، وهو المبنى الذي كان يسكن فيه القيصر "الحاكم"، ويضم قواعد حجرية فخمة ترتفع بشموخ في الموقع الذي مازال محافظا على أغلب المباني التي كان يسكنها الرومان وقتها.

ويحتل مبنى الكابيتول أكبر مساحة ، من بين المباني الأخرى ويقع بجانب المسرح الروماني الكبير، حيث كان الملك يستمتع بالعروض فيه، كما يوجد طريق سري يربط ما بين القصر والمسرح حتى أنه يبدو وكأن المسرح ملحق بالقصر، وهو من أجمل المعالم الرومانية في شمال أفريقيا وهو مخصص لعبادة الثالوث الإلهي لمدينة روما، بني على النمط الروماني وبه مدرج يفتح على بوابة بأربع أسوار وساريتين في الداخل وفي الأعلى توجد نقشة تمثل رجلا محمولا على نسر.

ويضم الموقع الأثري "بدقة" العديد من الأصنام الصخرية التي تعبر كل واحدة منها عن ملامح الأشخاص الذين عاشوا في تلك المدينة، التي تضم التاريخ الفينيقي والعمارة الرومانية، وتتميز الأصنام بكبر حجمها وبالرداء الفاتح الذي كان يرتديه الملوك ورجال المدينة، الأصنام واقفة بين ثنايا القصر ولكن اللافت فيها أن كل الأصنام الموجودة بالموقع مقطوعة الرؤوس، ولا أحد يعرف الأسباب المباشرة لذلك ولكن حارس الموقع الأثري هناك قال إن السبب قد يعود إلى قدم تلك الأصنام ومن الممكن أن تكون قد قٌطعت بفعل الطبيعة، وليس بفعل فاعل، اما البيوت الموجودة في تلك المدينة الرومانية فتتميز بأن أرضيتها مفروشة بلوحات فسيفسائية كبيرة الحجم وملونة، الشيء الذي يدل على الروح الفنية التي كان يتمتع بها سكان تلك المدينة التي تحولت اليوم إلى معلم سياحي بامتياز، ودقةّ مع أنها قديمة المنشأ والتاريخ إلا أن المميزات المعمارية كانت متطورة جدًا فيها، فكل المباني منتظمة البناء والشكل، ولعل هذا الثراء والتنوع الذي يعرفه المشهد العمراني التاريخي والطبيعي في دقة هو الذي يفسر إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي.

 

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دُقة ثاني أهم مدينة رومانية في أفريقيا تقع في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية دُقة ثاني أهم مدينة رومانية في أفريقيا تقع في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية



GMT 15:53 2021 الإثنين ,05 تموز / يوليو

5 أشياء عليك معرفتها قبل السفر لقضاء إجازتك

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 01:20 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة مي عز الدين تشبّه والدتها بالحياة والأكل والشرب

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 10:15 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

رامي جمال يحيي حفلًا غنائيًا في الفيوم 5 آذار

GMT 22:48 2016 الخميس ,05 أيار / مايو

طريقة عمل بلح بالبشاميل

GMT 20:39 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد رمضان يظهر في شخصيتين خلال فيلمه الجديد "الكنز"

GMT 00:56 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

الفنان أحمد الفيشاوي يرفض الرد على الشائعات

GMT 00:57 2017 الخميس ,13 تموز / يوليو

هيفاء وهبي تنسحب من بطولة فيلم "ثانية واحدة"

GMT 05:36 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

علماء يكشفون السبب الرئيسي لبدانة الأطفال

GMT 12:11 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

طرد الأهلي يجعل من النني أسطورة في أرسنال

GMT 04:04 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

دراسة تكشف أن الملح غير مسؤول عن ضغط الدم

GMT 19:33 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

هواوي تطلق سلسلة هواتف Y Series 2018 فى الأسواق المصرية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen