آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الأغلى في تكلفة المعيشة ولا يخشى سكانها السرقات والجريمة

رحلة تحوُّل سنغافورة من "مُستعمَرة" إلى الدولة الأكثر أمانًا في العالم

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- رحلة تحوُّل سنغافورة من "مُستعمَرة" إلى الدولة الأكثر أمانًا في العالم

مدينة سنغافورة
واشنطن - اليمن اليوم

تتصدر سنغافورة قائمة أغلى مناطق العالم من حيث تكلفة المعيشة، إلا أنها تُصنّف الدولة الأكثر أمانًا في العالم، فعلى عكس الحياة في الكثير من المدن الكبرى، لا يخشى السكان هنا السرقات أو العنف، ويعد معدل الجريمة في سنغافورة من بين أدنى المعدلات في العالم، كما أن معدل الضرائب بسنغافورة من بين أقل معدلات الضرائب في العالم، ولا يزيد إجمالا عن 22 في المئة.

احتفلت سنغافورة عام 2015 بمرور خمسين عاما على استقلالها، وبعد أربع سنوات من هذا التاريخ بدأت الاستعداد للاحتفال بمرور 200 عام على تأسيسها عندما وضعها السير ستامفورد رافلز كمركز تجاري لشركة الهند الشرقية التابعة لبريطانيا.

وخلافًا للاحتفالات التي شهدها عيد الاستقلال الخمسين، يجرى الاحتفال بالذكرى المئتين للتأسيس من خلال إحياء لحظات ذات مغزى خاص في تاريخ البلاد، نظرا لاختلاف الآراء إزاء الاستعمار البريطاني للجزيرة ورفض الكثيرين من سكان سنغافورة للاحتفال بهذه الذكرى من الأساس. لكن الهيئة المعنية بتنظيم الاحتفالات تقول إن هذه المناسبة تعد فرصة لكي يتأمل المواطنون في الماضي الاستعماري الذي لا يعود إلى 200 عام فقط بل إلى 700 عام إجمالا، والتفكير في القيم التي ساهمت في وصول سنغافورة إلى ما هي عليه الآن.

وأقــــــرأ أيـــضـا :

"أومي شيو" مطعم يدمج حرفية المطبخ الياباني ونكهات أميركا الجنوبية

وقد حددت الهيئة تلك القيم بالانفتاح والتعددية الثقافية وتقرير المصير، وهي القيم التي يثمنها الكثيرون ممن يعيشون هنا. ويقول إل جي هان، صاحب مطعم لابيرنث الحائز على نجمة ميشلان: "سنغافورة بلد له هويته الخاصة، فالتنوع في العرق والدين يمتزج بسهولة في التفاعل الاجتماعي وفي الطعام والمعالم الموجودة في البلاد. ورغم هذا التنوع، هناك العديد من القواسم المشتركة بين السنغافوريين في الطريقة التي يتحدثون بها والقيم التي يلتزمون بها، وقبول الناس باختلاف مشاربهم".

ورغم ما تتمتع به سنغافورة من تنوع ثقافي، ما زال موقفها إزاء الميول الجنسية المختلفة لم يتطور بعد، ولا تزال تلتزم بقاعدة ورثتها من العهد الاستعماري البريطاني تحظر مثلية الجنس، رغم الطعن على هذا الحظر مرارا أمام المحاكم. وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن هذا الحظر سيخضع لمراجعة قضائية جديدة في 2019 بعد أن ألغت الهند حظرا مماثلا يعود للعصر الاستعماري.

إن مزيج الثقافات في تلك البلاد يساعد الوافدين إليها، ولاسيما الغربيين، على التكيف بسرعة. وتقول ألكسندرا فيغ، أمريكية تعيش في سنغافورة منذ ثلاث سنوات وتكتب مدونة للرحلات بعنوان "مسافرة عذراء" إن سنغافورة "بوابة رائعة لآسيا، سواء جغرافيا بفضل كونها مركزا رائعا لمقاصد سياحية أخرى قريبة مثل بالي وبوراكاي؛ أو ثقافيا لعلاقاتها المتجذرة بالغرب، ولاسيما بريطانيا."

وتضيف: "يُشاهد المتجول في سنغافورة المعابد البوذية جنبا إلى جنب مع المتاجر المشيدة على الطراز البريطاني، وأسواق الطعام المحلية التي تقدم وجبات الدجاج والأرز الصيني إلى جانب الأرز المقلي على الطريقة الإندونيسية وشطائر اللحم على الطريقة الغربية".

وحسب تقرير أصدرته مؤخرا مؤسسة "إكونوميست انتليجنس يونيت"، إذ يصل سعر استئجار شقة صغيرة مكونة من غرفة واحدة إلى 1394.50 دولارا أمريكيا، بينما يصل متوسط سعر السيارة الجديدة إلى نحو 73.978 دولارا أمريكيا. وتتسم سنغافورة بالنظافة الفائقة وسهولة المواصلات، حيث تندر الاختناقات المرورية. ويرجع ذلك جزئيا للقيود التي تفرضها الحكومة على السيارات وارتفاع أسعار المركبات.

ويقول جوردن بيشوب، كندي يعيش في سنغافورة ويعمل كمحرر بصحيفة "هاو آي ترافل، إن أسواق الطعام المفتوحة في سنغافورة ليست كباقي الأماكن التي تقدم أطعمة في الشوارع، مشيرا إلى أن اثنين من محال البيع بتلك الأسواق قد حصلا على نجمة ميشلان عام 2016، وهو أمر غير مسبوق بالمرة.

ولا تتوقف التعددية الثقافية عند الطعام، بل لدى السكان لغتهم الخاصة التي تعكس بوتقة الانصهار تلك، وهي لغة لا تعترف بها الحكومة (بل اتخذت مؤخرا خطوات لإثناء الناس عنها) ألا وهي لغة الـ"سنغليش" التي تمزج بين الإنجليزية ولغات أخرى مثل الماندرين والهوكين والكانتونيز فضلا عن لغة الملايو والتاميل، والتي يتحدث بها الناس في المناسبات غير الرسمية.


وتقول أليسون أوزاوا ساندرز، وهي أمريكية تعيش في سنغافورة منذ خمس سنوات وتشارك في كتابة "دليل المغتربين إلى سنغافورة": "يمكنك أن تترك سيارتك مفتوحة أو حقيبة يدك بدون مراقبة. وكامرأة يمكنني الخروج ليلا في أي منطقة دون أن أشعر بالقلق على سلامتي. وكأم، لا يساورني القلق من أنني لو غفلت عن أولادي لحظة فسوف يتعرضون للخطف".

يقول بينو تشوا، الذي يقيم في سنغافورة منذ 11 عاما: "البعض يقول إن الحياة هنا مملة، لكنني شخصيا أرى أن ما يشعرون به من رتابة يرجع للأمن والراحة، وهو أمر أفضله كثيرا على القلق يوميا من التعرض للسرقة في الشارع".

وتظهر ملامح النشاط التجاري بوسط المدينة، حيث يتنقل الموظفون بخطى سريعة، لكن يستطيع المرء أن يهرب من صخب المدينة إلى المناظر الطبيعية الخلابة في أماكن قريبة.

يقول دانيال بيرنهام، متخصص البحث عن الرحلات الجوية الآسيوية بشركة سكوتس تشيب فلايتس للرحلات، "لا تبعد شقتي أكثر من 25 دقيقة سيرا على الأقدام عن الغابات الكثيفة، حيث يمكن الاستمتاع بمشاهدة الطيور البرية. وتضم سنغافورة عددا كبيرا من الحدائق الوطنية الجميلة والكثير من أشكال الحياة البرية، بالنظر إلى حجمها وكثافتها السكانية".

ونظرا لصغر مساحة تلك الجزيرة، يُنصح السكان بالاستفادة بمطار تشانغي الذي يتمتع بشهرة عالمية ورخص أسعار الطيران للسفر للخارج. ويقول بيرنهام: "إذ شعرت بالملل، من السهل أن أستقل الطائرة للقيام برحلة للخارج".

تقع سنغافورة شمال خط الاستواء بدرجة واحدة ومناخها حار طوال العام، وهو ما يعني أن المغتربين يكونون بحاجة لبعض الوقت للتعود على تلك الأجواء.

تقول أوزاوا ساندرز: "على المرء أن يعتاد التعرق طوال الوقت، وستترك الرطوبة أثرها على شعرك فلن يبدو كهيئته ببلدك الأصلي". ويشير بيرنهام إلى أنه لا غنى عن أجهزة التكييف في كل مكان بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

يقول بيرنهام: "كثير من الزوار والمغتربين يخلطون تصورهم للحياة في سنغافورة بما يشاهدونه في أفلام مثل 'آسيويون أثرياء بجنون' أو بحياة المغتربين المترفين الذين تدفع شركاتهم نفقات انتقالهم للعيش بسنغافورة، لكن تكلفة العيش في سنغافورة لن تكون فلكية لو عشت كما يعيش السكان المحليون الذين يستأجرون مسكنا شعبيا ويطبخون في المنزل ويستخدمون المواصلات العامة. وبالتالي، فإن تكلفة المعيشة بهذه الطريقة ستكون أقل بكثير مقارنة بالولايات المتحدة".

وقـــــــد يهمك أيـــــضًا :

برانش هيليشوس من غوردن رامزي في منتجع سيزر بالاس

مطاعم في دبي تطير بك إلى بلدان مختلفة

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة تحوُّل سنغافورة من مُستعمَرة إلى الدولة الأكثر أمانًا في العالم رحلة تحوُّل سنغافورة من مُستعمَرة إلى الدولة الأكثر أمانًا في العالم



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 23:44 2016 الأحد ,29 أيار / مايو

كريم طبيعي وبسيط يزيل رائحة العرق بسهولة

GMT 01:36 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

جامعات يابانية تستعرض برامجها الدراسية في "نجاح 2016"

GMT 14:51 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بدر الشعيبي ينشر صورة طفلته الجديدة على موقع "إنستغرام"

GMT 22:15 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

المؤتمر الوطني يعتمد تشكيل حكومة الوفاق الوطني

GMT 06:57 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 3

GMT 09:22 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مليارات من الجراد تجتاح كينيا

GMT 13:21 2021 الجمعة ,02 تموز / يوليو

السيارات الطائرة ستصبح حقيقة بحلول 2030
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen