عدن- صالح المنصوب
تنتشر النقاط الأمنية بشكل ملفت في الطرق الرئيسية بين المدن اليمنية، منها تابعة لجهات أمنية وأخرى تخضع لمسلحين من أصحاب النفوذ، وتجدها بكثرة على مداخل مدينة عدن، ويقول مسافرين أن بعض النقاط تقوم بالإبتزاز والجباية، لصالح شخصيات غير معروفة، وتمارس الإهانات بطريقة تعسفية لبعض المسافرين، وتصل الأمور احيانا إلى منعهم من دخول مدينة عدن، ويعاني منها كثيرًا أبناء المحافظات الشمالية.
وبين نقطة وأخرى لا توجد سوى كيلومترات قليلة، والذي يبعث الحيرة أنك لا تعرف من يديرها بعضها وإلى أي جهة تخضع. ويشير مراقبون البعض أن هناك نقاط تفتيش لكنها تمارس الجباية بأخذ مبالغ مالية على القاطرات التي تغادر عدن، ويكرر في أكثر من نقطة حتى أن الحمولة لا تصل لصاحبها، إلا وقد هدر مبالغ طائلة من المال، وهذه المبالغ لا تذهب إلى حسابات أو موارد الحكومة، ومن النقاط ما تمارس الابتزاز على المسافرين بحجة أنهم من أبناء مناطق الشمال، وهذا ما تألم منه المواطن علي عبده ناضلنا لإزاحة فساد وإقامة دولة مدنية وعدالة ومساواة، واليوم يبرز لنا فساد أقبح.
والكثير من المسافرين من صنعاء في اتجاه عدن، يبدون مخاوفهم من السفر نحو عدن، بسبب المضايقات والتصنيفات وتوجيه التهم، وغياب السلطات الحكومية التي تقوم بدورها لحماية مواطنيها، وهذا ما يمنعهم من السفر على الرغم من ضرورته كالسفر للمغادرة عبر مطار صنعاء، لمرض أو مهمة أو قضاء عمل هناك، ولكن يستغرب البعض أن يرى باصات النقل الجماعي تغادر من عدن إلى صنعاء، وتعود من صنعاء إلى عدن محملة دون أي منع لها، بعكس ما يحدث في باصات الأجرة الصغيرة من تدقيق، وهي الأخرى ايضا نقاط جماعة الحوثي وصالح الذي لا تختلف عن نقاط عدن.
ويفيد بعض المسافرين أنك عندما تدخل مربع مناطق الحوثي، تبدأ رحلة نقاط تقوم بالتفتيش بدقة، للبحث عن مطلوبين وعبر البطاقة الشخصية، وتمارس الانتهاكات والإهانات بحق البعض، ومنهم من تقوم باعتقاله وايداعه في السجون، بعدها يتم المساومة بإطلاق بمبالغ مالية، وهذا ما حدث لكثيرون في طريق الضالع إب وطريق الضالع صنعاء.
ويرى مهتمون أنها نفس المخاوف التي تحضرك وأنت مسافر إلى عدن هي نفسها وأنت مسافر إلى صنعاء، وأصبح المواطن يعيش معاناة وخوف، من هذا وذاك. وفي الطرقات الممتدة تجد العشرات من النقاط لا تدري لمن تخضع، حتى أنها لا توجد بزة أمنية توحي بأنهم رجال أمن فالزي المدني يبقى حاضر، ويؤكد ناشطون حقوقيون أن كثرة وتعدد النقاط التي لا تخضع لجهات حكومية تعد خطر يهدد حركة المسافرين وتقيد حرية التنقل لديهم بين المدن اليمنية بسبب الحرب.
وقال أحد سائقي الباصات فضل عدم ذكر اسمه، أنه قام بنقل عشرات الجنود من حدود محافظة إب، لغرض نقلهم إلى محافظة مأرب هربًا من نقاط جماعة الحوثي، وعند الوصول إلى مداخل مدينة الضالع، تم منعهم مع أنهم يمثلون المقاومة والجيش الوطني.
وأضاف "لكن لانعرف كيف تتصرف هذه النقاط ؟ وما الهدف من منع المسافرين؟ لكنهم يجيبون أن لديهم توجيهات، لكن لا نعرف ممن تصدر هذه التوجيهات. وهكذا تبقى الطرقات مهددة بنقاط المسلحين، والتي حولوها إلى نقاط جباية، وانتهاك لحرية التنقل للمواطنين دونما جهة رقابية تحاسبهم، على الرغم من علم الجهات الأمنية والحكومة بما يجري إلا أنها تغض الطرف، ويعود لأسباب غير معروفة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر