آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

حرب اليمن تهدد بمزيد من المعاناة والانهيار لمواطنيها

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- حرب اليمن تهدد بمزيد من المعاناة والانهيار لمواطنيها

حرب اليمن تهدد مزيدًا من المناطق الريفية النائية
عدن ـ عبدالغني يحيى

 كان الطفل أحمد عبده، يبلغ من العمر ستة أعوام حين بدأت حرب اليمن، والآن في التاسعة من العمر، وهو صغير جدًا ليقوم برحلة يومية لمسافة أربعة أميال من قرية عونقبة الجبلية في المرتفعات الوسطى في البلاد، ليصل إلى أقرب سوق يوفر الغذاء، حيث المشقة والذعر، ويقول: "قبل الحرب كان باستطاعتك أن تأكل كل ما تريده، دجاج وشوكولاتة، أي شيء، الآن فقط قليلًا من الشاي وحفنة من الطعام، وقطمة واحدة فقط".حرب اليمن تهدد بمزيد من المعاناة والانهيار لمواطنيها

واستخدم سكان عونقبة المولدات الكهربائية حتى عام 2010، ولكن الآن يوجد في القرية كلها تلفزيون واحد لـ46 عائلة، وكذلك مسجد ومتجر صغير، يبيع علبة السردين بأكثر من ضعف سعرها في الأسواق على الطريق الرئيسي أسفل الجبل، حيث يدفع المدنيين في اليمن ثمن الحرب الأهلية التي تشارك فيها الأطراف المتحاربة، ويرفضون الخضوع لبعضهم البعض، مما دفع إلى حصار البلد الأفقر عربيًا، وجعل الحياة صعبة بدرجة كبيرة.حرب اليمن تهدد بمزيد من المعاناة والانهيار لمواطنيها

وتصاعد القتال في وسط اليمن في 22 آذار / مارس 2015 بعد أن قام المتمردون الحوثيون الشماليون، بدعم من الوحدات العسكرية الموالية للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، بالانتقال إلى مدينة تعز، على بعد 10 أميال شمال شرقي عونقبة، وبعد أربعة أيام، قام ائتلاف تشكل بسرعة من الدول، بقيادة المملكة العربية السعودية، بشن حملة جوية، لرد قوات الحوثي وصالح، والتي كانت تسيطر آنذاك على أكبر أربع مدن في اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، وأجبرت الرئيس عبد ربه منصور هادي، الخروج من البلاد والذهاب إلى العاصمة السعودية الرياض.

واستمرت المعركة ضد الحوثيين للسيطرة على تعز من قبل الفصائل المتناغمة  "مقاومة تعز" منذ ذلك الحين، وتجسد المدينة الصراع المضطرب الذي قسم الأمة بين قوات الحوثي وصالح باستخدام أساليب الحصار للحد من وصول الإمدادات بما في ذلك المياه والغذاء والأدوية في واحدة من أكثر المناطق ندرة في المياه.

وظهر الحصار الذي يفرضه السعوديون على اليمن، في محاولة لسحق المتمردين الحوثيين، وقبل الحرب، كانت اليمن تستورد 90% من غذائها، والذي يأتي من ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيين حاليًا، كما أن التحالف الذي تقوده السعودية يفرض قيودًا شديدة على الواردات وأغلق منافذ الدخول بالكامل في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر.

واشتملت عملية تشديد الحصار، التي قالت المملكة العربية السعودية إنها ضرورية لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى المتمردين، على وقف المساعدات الإنسانية من دخول البلاد، وفي يوم الخميس الماضي، قالت وكالات إن المساعدات ما زالت مغلقة بعد يوم واحد من إعلان التحالف السعودي أنه سيسمح بدخول الإمدادات الإنسانية.

وتعرضت قرية أحمد للحصار لمدة خمسة أشهر خلال العام الأول من الحرب، وسقط قذائف الهاون عليها والصواريخ أيضًا، على الرغم من أنها منطقة ريفية نائية، ولكنها قادرة على زراعة المحاصيل الأساسية خلال موسم الأمطار، ولكن الصراع لم يمكنها من البقاء على قيد الحياة.

وأكد أحمد أن سعر القمح ارتفع من 4 آلاف ريال إلى 7300، وكذلك السكر من 7 آلاف إلى 14 ألفًا، بالإضافة إلى العديد من الموادد الغذائية، وتوقفت المدارس مع بدأ الحرب، فلا توجد رواتب لدفعها للمعلمين، وأغلقت مدرسة أحمد في تعز منذ آيار/ مايو الماضي، وحتى قبل القيود المفروضة على المساعدات، التي قدم في وقت سابق من هذا الشهر، يواجه 7 ملايين يمني خطر المجاعة، بعدما حذرت منظمة إنقاذ الطفولة يوم الجمعة الماضي من أن هناك 600 طفل يتضورون جوعًا دون سن الخامسة نتيجة الحصار المشدد.

ويبحث والد أحمد عن عمل منذ عام 2015، وهو ما ساهم في تقسيم العائلة، حيث يعيش شقيقاه وشقيقتيه ووالديه، فوق التلال الجبلية، ويبقى هو في عونقبة لرعاية أجداده وعمتيه، ورغم صوته الطفولي، يبدو أحمد أكبر من سنه، ويقول" حين بدأ الحرب أتيت إلى هنا، ولا أريد العودة بسبب القتال والحوثيين، فهم يضايقونك ودومًا ما يطلبون الهوية الخاصة، ويسألون ماذا تفعل هنا، هل أنت من داعش، حتى لو كنت طفلًا".

وتعيش ناما علي، 50 عامًا، على الجانب الآخر من الصراع في محافظة الريمة التي تسيطر عليها الحوثيين، بعد فرارها من الصراع في بلدتها في يريم، وهي المنطقة التي تشهد أعلى نسبة وفيات بفعل مرض الكوليرا، الذي اجتاح البلاد منذ نيسان/ أبريل الماضي، ومن المتوقع أن يصل عدد الحالات المشتبه بها إلى مليون حالة في نهاية العام.

وحذرت منظمة "أوكسفام" يوم السبت من حدوث زيادة جديدة فى انتشار المرض، حيث من المتوقع أن يكون هناك 8 ملايين شخص بدون مياه جارية صالحة للشرب خلال أيام مع نفاد إمدادات الوقود بسبب الحصار المستمر على الموانئ الشمالية، ويعد التعليم قضية هامة على هامش هذا الصراع، حيث قصفت العديد من المدارس من جانب الائتلاف السعودي، ولا يتمكن الطلاب من الذهاب إلى المدارس.

وتؤكد ناما التي شهدت الحرب بين الشمال والجنوب في الستينات، أن هذا الصراع الراهن تأثر به الجميع، حتى الأماكن البعيدة عن القتال، موضحة أن هذه الحرب قتلت الأطفال والنساء ودمرت البلاد، موجهة اللوم إلى التدخل العسكري الذي تقوده السعودية، وتعتبر الحرب في اليمن نزاعًا بالوكالة في صراع إقليمي كبير بين السعودية وإيران، والذي جعل حياة ملايين اليمنيين قاتمة، خاصة بعد إعلان وكالات الإغاثة عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بسبب تفشي وباء الكوليرا في التاريخ الحديث، وبالنسبة للذين يعيشون في المناطق الريفية النائية سوف يزداد الأمر سوءا في المستقبل.

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب اليمن تهدد بمزيد من المعاناة والانهيار لمواطنيها حرب اليمن تهدد بمزيد من المعاناة والانهيار لمواطنيها



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:39 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 00:00 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 02:44 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 04:08 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انخفاض أسعار السيارات الكهربائية خلال العامين المقبلين

GMT 02:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

هويدا ابنة صباح تدخل في مرحلة خطيرة من اليأس

GMT 17:20 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

جوارديولا يُزاحم برشلونة على صفقة جديدة

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,24 آب / أغسطس

10 زيوت عطرية لا بد أن تتوفر دائماً في منزلك

GMT 20:10 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

علاج البروستاتا بالأعشاب

GMT 04:27 2016 الأربعاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة سيلينا غوميز تتألق في مطار لوس أنجلوس
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen