آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

سفر إلى الواقع

اليمن اليوم-

سفر إلى الواقع

بقلم/ محمد فؤاد

في عز الحصار وفي خضم التهديدات من كل حدب وصوب، وأمام فوهة النيران والعراقيل من الإخوة كما الأعداء، تخلصت قطر من الرهبة والإنغلاق وفتحت أبوابها الأسبوع الماضي للعالم، حيث نظمت ملتقى إعلامي دولي حضره أكثر من 30 صحافيا، يمثلون أشهر المنابر الصحافية الرياضية العالمية، والذين لبوا دعوة اللجنة المنظمة لمونديال قطر 2022.

وحضرت كممثل للمغرب وجريدة "المنتخب"، لأكون الأفريقي الثاني بعد ممثلة تونس، والعربي الخامس في هذا الملتقى الضخم بعد زملاء من الأردن وسلطة عمان ولبنان وقطر، إلى جانب موفدين عن يوميات أوروبية شهيرة من طينة ماركا، لاغازيتا ديلو سبور، ليكيب، تايمز، والعديد من القنوات التلفزية ووكالات الأنباء العالمية المعروفة بوزنها وثقلها في المنظومة الإعلامية الدولية.

كان البرنامج مكثفا طيلة 3 أيام بداية من الساعة الثامنة صباحا وإلى غاية المساء، و جاءت التغطية لمختلف المشاريع والورشات الرياضية وغير الرياضية، حيث تردننا على زيارات مسترسلة لبعض الملاعب قيد التشييد والمرتقب إحتضانها لمباريات مونديال 2022، ومعها مراكز دراسات وتكوينات في مختلف المجالات، ومحطات الميترو والمواصلات، مع عقد بعض المؤتمرات الصحفية وطاولات النقاش مع مسؤولين كبار قطريين في مقدمتهم حسن الذوادي العقل المدبر والمسؤول الأول عن كأس العالم بقطر.

وللأمانة الإعلامية فقطر أثبتت لنا جميعا كوفد صحافي دولي وأقنعتنا بأنها مرشحة لتنظيم إحدى أفضل البطولات على الإطلاق، فما تفعله وتنجزه من مشاريع خرافية من بنيات تحتية ومرافق ينبئ بدورة مونديالية "في أي بي"، ستدهش بلا شك العالم وتؤكد أن العرب لهم القدرة على إحتضان أكبر التظاهرات بميزة مشرف جدا.

بعد المعاينة والتقييم والرصد الميداني، تذكرت متأخرا بأن بلدي المغرب مرشح لتنظيم البطولة الموالية أي نسخة 2026، وإنتابتني قشعريرة الخوف والقلق من الذي شاهدته بقطر وما أشاهده يوميا بالمغرب، وسقطت في عقد مقارنات لا تصح بين البلدين للفوارق الشاسعة بينهما على كافة الأصعدة، والفقر المالي المؤثر لوطني مقارنة مع الغنى الفاحش لقطر.

عقل المنطق وإحساس الواقع يشير أن تنظيم المغرب للمونديال مباشرة بعد قطر صعب إلتحقق ومعقد لكنه غير مستحيل، فإبتعادا عن العواطف والأحلام فيلزمنا الكثير والكثير لإقناع أكثر من 200 إتحاد بالتصويت علينا كملف أضعف على الورق وأخف من ثقل ملف الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا، إلى جانب الشروط الدقيقة والضوابط الصارمة التي تخضعها الفيفا للدول الراغبة في تنظيم كأس العالم، والتي باتت تولي أهمية رئيسية وقصوى لمجالات التنمية البشرية وحقوق الإنسان والرعاية الإجتماعية وباقي القطاعات البعيدة تماما عن القطاع الكروي والرياضي.

لست متشائما ولا فاقدا للأمل، لكنني على يقين تام بأن على المسؤولين المغاربة أن يتخلوا عن جانب الوعود وربطها بالتنفيذ شريطة نيل الثقة وربح الرهان، عليهم أن لا يحلموا كثيرا ولا يبالغوا في بيع الوهم حتى لا نُصدم مجددا، لا يجب أن نسلك طريق إستغلال الصداقات فقط مع إتحادات قارية وأجنبية، ومحاولة كسب تعاطف المجتمع الدولي وأعضاء من أوروبا وأمريكا اللاتينية خاصة، لأن أغلبية هؤلاء لا يقتنعون إلا بالأرقام والمشاريع والمنجزات، بغض النظر عن عدم نزاهة بعضهم وميلهم للعنصرية وتصفية حسابات.

يجب الإستفادة من الدرس القطري الذي لن يزيده كأس العالم غنى ومالا، وإنما سيكسبه نماءا وشهرة وسيشفي غليله كبلد رائد في تنظيم أكبر التظاهرات في كل المجالات، يجب ربط جسور التواصل والإنفتاح مبكرا للتزود بالخبرات والنصائح والدعم من جميع الدول والجهات، كما ينبغي الشروع في إنجاز المشاريع وفق الزمن المحدد وبالضوابط الموضوعة سلفا، مع تعزيزها بدعم لوجيستيكي كبير يخرج إلى حيز الوجود ليُربحنا نقاطا ثمينة.

أنا على يقين بأن قطر الدولة الصغيرة والغنية والجريئة ستغير نظرة العالم للعرب لما قامت وتقوم به من أعمال وإستراتيجيات ضخمة، وأنا على يقين أكثر بأن المغرب بإمكانه أن يحاكي الدوحة نسبيا في التنظيم وبعض المشاريع، لكن شريطة المرور من الأقوال والتصميم إلى الأفعال والتطبيق، فالمونديال لا يُكسب بالإرادة والطموح وتكرار المحاولات، وإنما بالإستفادة من سابق العثرات والأخطاء وتغيير العقليات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سفر إلى الواقع سفر إلى الواقع



GMT 05:10 2018 الإثنين ,05 آذار/ مارس

قناصو الرعب

GMT 18:52 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

من المشعوذ يا منصور

GMT 08:49 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

Come back

GMT 08:47 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

وقاحة مرفوضة

GMT 09:43 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

يميق وبلهندة وزياش.. دلالات

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

تفاصيل وطرق تطور صناعة القش في البلدان العربية

GMT 18:21 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 00:18 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

عبد المجيد الرافعي يعتبر ذاكرة مدينة طرابلس

GMT 01:29 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

هاني جهشان يبيّن أن القتل الجماعي للأسرة ظاهرة خطيرة

GMT 11:31 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

غريفيث يزور مسقط غدًا السبت لإنعاش المفاوضات

GMT 12:50 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

تعرف على مزايا "يوتيوب ميوزيك" الجديدة

GMT 05:11 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

البورصة التونسية تغلق على تراجع في تعاملاتها

GMT 22:45 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

بايرن ميونخ يفقد روبرت ليفاندوفسكي في لقاء ليفركوزن
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen