آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

أحلام جماعة الإخوان المستحيلة!

اليمن اليوم-

أحلام جماعة الإخوان المستحيلة

بقلم - مكرم محمد أحمد

 لا أظن أن جماعة كاذبة ومنافقة مثل جماعة الإخوان يمكن أن تنجح فى خداع الشعب المصرى الذى خبرها وعرفها لأكثر من 70 عاماً، وشهد تلونها كالحرباء تحت كل الظروف، أيام الملك فاروق، وتحت حكم الاحتلال البريطانى الذى أسبغ عليها رعايته منذ البداية، ولا يزال يرعى فلولها حتى اليوم، ومع بداية ثورة يوليو وهى تداهن عبدالناصر ورفاقه أملاً فى أن تركب موجة الثورة إلى أن اكتشف عبد الناصر خداعها وقطع جميع حبالها مع ثورة يوليو، إلى جريمة المنشية حيث ضبطت متلبسة بمحاولة اغتيال عبدالناصر، وظلت رغم كل الدلائل والقرائن تصطنع البراءة إلى أن نجحت قياداتها فى أن تغسل يدها من الجريمة، عندما أصدر الهضيبى مدونته الشهيرة (لا هم إخوان ولا هم مسلمون)، يتهم الجهاز السرى للجماعة بارتكاب محاولة الاغتيال، تاركاً الآلاف من أعضائها فى السجون ، لتصبح جماعة الإخوان المعطف الذى خرجت من تحته كل جماعات العنف والتكفير والإرهاب فى مصر والعالم العربى .

ضيعت جماعة الإخوان حياة مئات الآلاف من الشباب المصرى والعربى، راحوا ضحية هذا التنظيم الحديدى الذى حوّلهم إلى مجرد أدوات للكراهية والقتل، وببغاوات لا تحسن سوى الاستظهار والحفظ، وقطعان ماشية لا تحسن استخدام عقولها، تعجز عن أن تفكر أو تتأمل أو تتدبر فى خلق الله، لا تجيد سوى العنف، وبرغم الكوارث الضخمة التى ارتكبتها الجماعة على طول تاريخها وضيعت أجيالاً متتابعة من الشباب يندر بل يستحيل أن تجد رؤية نقدية واحدة تراجع أيا من تجارب هذه الجماعة المنافقة التى يحكمها عصبة من الشيوخ ماتت ضمائرهم، ولم يعُد يهمهم سوى أن يبقى التنظيم ويستمر!

التنظيم هو السيد الأكبر وهو قدس الأقداس الذى ينبغى الحفاظ عليه، هو فى نظر الجماعة، أبقى من الوطن، عندما يصبح الإختيار ضرورياً بين التنظيم والوطن فإن الإجابة المعروفة للجماعة « طز فى الوطن» .

والمؤسف والغريب أن تصر الجماعة على الاستمرار فى الكذب رغم علمها بأن أكثر من 90 مليون مصرى عاشوا وعايشوا عن قرب تجربة الجماعة وهى تختطف ثورة يناير من الشباب المصرى الذى انقسم على نفسه لتصبح الجماعة التى كانت ضالعة فى نفاق نظام حكم الرئيس مبارك حتى العظم سيدة الموقف، ضبطت الجماعة وهى تحرق مبنى الحزب الوطنى فى ميدان التحرير وتحاصر أقسام الشرطة وتغلق بالجنازير دور المحاكم وتحاصر المحكمة الدستورية العليا كى يمتنع عليها الاجتماع، وتقود المظاهرات المسلحة من مقر الاعتصام فى رابعة العدوية إلى ميدان التحرير، ورغم أن كل الأحداث موثقة بالصوت والصورة بما فى ذلك حوادث تعذيب المواطنين فى القصر الجمهورى ومجازر كرداسة التى يشيب لها رأس الوليد، تُصر الجماعة الكاذبة على أن التظاهرات كانت سلمية وأنها لم تمارس أيا من صور العنف، والأشد غرابة من ذلك أن تتصور الجماعة أن المصريين ضعاف الذاكرة إلى هذا الحد وأن الناس يمكن أن تصدق الجماعة مرة أخرى، ولأنهم يعرفون جيداً أن العقبة الكؤود التى تمنع عودتهم هى القوات المسلحة تنشط الجماعة، من أجل تقبيح صورة الجيش فى عيون المواطنين تسخر من تضحياته وتصفه بأقذع الاتهامات، لكن المصريين يعرفون جيداً حجم الكراهية التى تكنها الجماعة ليس للقوات المسلحة فقط ولكن لجميع عموم الشعب المصرى الذى خرج فى ثورة يونيو فى أكبر تظاهرة عرفها تاريخ الإنسانية، 40 مليون مصرى يهتفون فى جميع ميادين المدن المصرية يسقط حكم المرشد والجماعة.

ويتساءل المرء، ما هى أسباب هذه الجسارة التى تجعل جماعة الإخوان تتصور وهماً أنها لا تزال تشكل البديل؟!, ولماذا تشتط فى وقاحتها وكأن عودتها للحكم بات أمراً أكثر احتمالاً، رغم أن كل الدلائل تؤكد أن ذلك يدخل ضمن رابع المستحيلات؟!

وأظن أن مصدر الجسارة أن الجماعة فقدت كل شىء ولم تعد تأمل فى شىء، كما أنها تعرف جيداً أن عودتها تدخل بالفعل ضمن رابع المستحيلات، لأن جماعة الإخوان لن تكون آمنة إلا أن تجهز على معظم مؤسسات الدولة المصرية وغالبية الشعب المصرى، فضلاً عن أن كل المؤشرات تقول إن الرئيس عبدالفتاح السيسى سوف يكسب يقيناً معركته مع جماعة الإخوان، وهذا ما تقوله أرقام الاحتياطات النقدية التى ارتفعت إلى أكثر من 38 مليار دولار بينما هبط التضخم الذى كان قد تجاوز 35 فى المائة إلى حدود 13 فى المائة مع نهاية هذا العام، كما أن وصول معدلات التنمية إلى 55 العام المقبل بات أمراً مؤكداً، فضلاً عن التحسن المهم الذى طرأ على الصادرات والسياحة وحجم الاستثمارات المباشرة بما يؤكد أن مصر تخرج بالفعل من عنق الزجاجة وأنها سوف تنتصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحلام جماعة الإخوان المستحيلة أحلام جماعة الإخوان المستحيلة



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:39 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 00:00 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 02:44 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 04:08 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انخفاض أسعار السيارات الكهربائية خلال العامين المقبلين

GMT 02:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

هويدا ابنة صباح تدخل في مرحلة خطيرة من اليأس

GMT 17:20 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

جوارديولا يُزاحم برشلونة على صفقة جديدة

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,24 آب / أغسطس

10 زيوت عطرية لا بد أن تتوفر دائماً في منزلك

GMT 20:10 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

علاج البروستاتا بالأعشاب

GMT 04:27 2016 الأربعاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة سيلينا غوميز تتألق في مطار لوس أنجلوس
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen