آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

هل يستطيع الحريري؟!

اليمن اليوم-

هل يستطيع الحريري

بقلم/ مكرم محمد أحمد

رغم أن بعض اللبنانيين المرتبطين بحزب الله يرفضون تصديق قصة سعد الحريرى رئيس وزراء لبنان التى أذاعها على العالم أجمع، ويجهدون أنفسهم بحثاً عن أى ثغرة تنقذ ماء وجه حسن نصر الله الذى يصر على أن الحريرى كان شبه معتقل فى الرياض، مع أن الحريرى خرج بشحمه ولحمه على التليفزيون يؤكد أنه حر يستطيع أن يغادر الرياض إلى بيروت غداً، وأنه كتب إستقالته دون إملاء من أحد ، هدفه من ذلك أن يحدث صدمة إيجابية تمنع حزب الله من أن يأخذ لبنان إلى حافة الهاوية كما فعل مرات سابقة، وأنه يمكن أن يعيد النظر فى استقالته شريطة أن يقبل حزب الله بإعادة صياغة علاقته بالدولة اللبنانية بحيث لا يصبح الحزب فوق الدولة، وتعود الأمور إلى نصابها الصحيح، ويتوقف الحزب عن أن يكون شريكاً فى أى حرب خارج لبنان، ويقبل بالجيش الوطنى اللبنانى قوة ردع عسكرية وحيدة تملكها لبنان الدولة.

والحق أن الحريرى الذى لا يزال يحظى بإجماع لبنانى واسع فتح بإعلانه إمكانية العودة إلى منصب رئيس الوزراء الطريق إلى تسوية الأزمة، إن أدرك حزب الله حجم الخطر الذى يتهدد لبنان إذا انهارت وحدة لبنان، فضلاً عن رغبة إسرائيل العارمة فى إنهاء وجوده، وعدم ممانعة الولايات المتحدة فى تقليم أظافره، والجفاف المتواصل فى شعبية الحزب فى العالمين العربى والإسلامى بعد أن جاوز دوره، وأصبح طرفاً مصدراً للمتاعب وحليفاً لإيران على حساب وحدة لبنان، خاصة أن تكليف رئيس وزراء جديد سوف يؤدى إلى انقسام حاد بين الكتل اللبنانية فى ظل غياب قدرة أى مرشح آخر غير الحريرى على الحصول على الأغلبية البرلمانية.

كما أن الحريرى يحظى بثقة كل الطوائف المسيحية التى تفضل أن تكون فى حالة وفاق مع السعودية، دليل ذلك الزيارة الراهنة التى يقوم بها البطريرك المارونى مار بطرس إلى الرياض، لأن الكنيسة المارونية حريصة على علاقات جيدة مع السعودية قدر حرصها على دعم حياد لبنان فى نزاعات المنطقة الإقليمية، وقدر قلقها من نفوذ حزب الله المتزايد وتمدده خارج أراضى لبنان، إضافة إلى وجود نصف مليون لبنانى فى السعودية ودول الخليج تشكل تحويلاتهم 60 فى المائة من مجمل التحويلات إلى لبنان.

ومن ثم فإن السؤال الصحيح، هل يقبل حزب الله بأن يكون مجرد حزب لبنانى شيعى لا يشكل جزءاً من محور إقليمى يعادى السعودية والعرب ويعمل لحساب طهران؟! وهل يملك الإرادة السياسية التى تمكنه من أن يعمل خارج نفوذ إيران ؟! وهل يسحب قواته فى اليمن التى تدرب الحوثيين على إطلاق الصواريخ الإيرانية الصنع؟!، وهل يلتزم بسياسة جديدة فى سوريا تساعد على تسوية الحرب الأهلية؟! أم أن حسن نصر الله مجبر على أن يلتزم سياسات طهران التى تهدد أمن السعودية والخليج وتقلق كل العرب، أم أن حسن نصر الله لا يدرك مدى خطورة عدم استجابة لبنان لهواجس أمن السعودية ودول الخليج ولا يعرف حجم الضعف المتزايد الذى طرأ على مكانة حزب الله فى الشارعين المصرى والعربى ولا يقدر معنى أن تسحب السعودية رعاياها من لبنان تحسباً لأن يتعرضوا إلى أى مخاطر تأتى من طهران وحزب الله!

وأظن أن حسن نصر الله يعرف أن أغلب القوى السياسية اللبنانية تفضل أن تكون فى صف العرب والسعودية إن ظلت طهران وحزب الله على خيارهما الراهن، معاداة السعودية والعرب، والتدخل السافر فى الشأن العربي، ومحاولة اختراق أمن العرب والخليج، وبالطبع فإن سعد الحريرى الذى كان يستشعر دائماً أن هدف إيران إقحام لبنان فى الصراع الإقليمى لمصلحة طهران، يعرف جيداً أن نجاحه فى إعادة الأمن والاستقرار إلى لبنان وسحبه من حافة الهاوية رهن بوقوف كل القوى اللبنانية مع سعد الحريرى فى حواره المنتظر مع حزب الله، لأن فشل سعد الحريرى وهو الأصلح والأكفأ فى ترميم الموقف اللبنانى وتصحيح العلاقة بين حزب الله والدولة اللبنانية يمكن أن يؤدى إلى مضاعفات خطيرة لا يتحملها لبنان.

وأظن أنها الحالة الوحيدة فى التاريخ التى يرتهن فيها حزبً طائفى وطناً متنوع الأعراق والأديان يضم السنة والشيعة والعرب والدروز والمسيحيين بجميع طوائفهم اعتاد التسامح والتعايش المشترك بدلاً من الكراهية وتصدير الثورة إلى جيرانه!

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يستطيع الحريري هل يستطيع الحريري



GMT 23:53 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

أردوغان محشوراً فى الزاوية

GMT 02:21 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

مصاعب العلاقات التركية ـ الروسية

GMT 09:54 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

هذه المرة.. هناك فرق

GMT 23:40 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

شبعا والضفة بعد الجولان!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:39 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 00:00 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 02:44 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 04:08 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انخفاض أسعار السيارات الكهربائية خلال العامين المقبلين

GMT 02:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

هويدا ابنة صباح تدخل في مرحلة خطيرة من اليأس

GMT 17:20 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

جوارديولا يُزاحم برشلونة على صفقة جديدة

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,24 آب / أغسطس

10 زيوت عطرية لا بد أن تتوفر دائماً في منزلك

GMT 20:10 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

علاج البروستاتا بالأعشاب

GMT 04:27 2016 الأربعاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة سيلينا غوميز تتألق في مطار لوس أنجلوس
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen