آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

أكثر من هدوء وأقل من حرب

اليمن اليوم-

أكثر من هدوء وأقل من حرب

بقلم : طلال عوكل

العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة يوم الثلاثاء الماضي، أثار لدى فئة من الجمهور الفلسطيني، وفي المستوى الفصائلي والإعلامي تخوفات من انه قد يشكل الشرارة التي تشعل حربا جديدة على قطاع غزة يتحدث الإسرائيليون عن أنها ستكون مختلفة عما سبق.

وعلى الرغم من المعانيات الصعبة التي تركتها الحروب الإسرائيلية الثلاث، وأخطرها الأخيرة العام ٢٠١٤، على قطاع غزة، إلا أن فئات واسعة من السكان تتداول أمر الحرب، باستخفاف ولامبالاة، ذلك انه لم يبق لديهم ما يخسرونه بحرب أو دونها، لقد بلغت الأزمة التي يعانيها سكان القطاع حداً، من الشعور بالإحباط، والقدرية، خاصة بعد الانتكاسة التي أصابت ملف المصالحة التي توقفت عند أول خطواتها.

لا موضوع الحرب، ولا موضوع المصالحة، بقيا ضمن قلق الجمهور الفلسطيني، الذي يكتوي بنار الحصار المتشدد، خصوصا وأن حسابات فتح وحماس، لا تزال متضاربة، فيما يحتفظ كل بروايته لأسباب تعطل المصالحة، تقول حماس إنها قدمت ما عليها وقدمت كل التسهيلات للحكومة لكي تقوم

بمسؤولياتها، بينما تقول حركة فتح إن الحكومة لم تتمكن وانه لا يمكن دمج موظفي حركة حماس، التي ترفض تسليم الجباية الداخلية وملف القضاء، فضلا عن الموقف من موضوع السلاح الذي تصر السلطة على أنها لا تسمح إلا بوجود سلاح الشرعية.

انغلاق ملف المصالحة إلى هذا الحد، يثير لدى الجمهور سؤال الحرب مجددا، حيث إنها قد تكون الخيار المطروح واقعيا من قبل حركة حماس، وهو كل الوقت خيار إسرائيل ولكن وبصرف النظر عن انغلاق الطريق أمام المصالحة إلا أن التصعيد ليس خيارا لحماس والمقاومة، ذلك أنها تدرك أبعادها سواء على السكان المرهقين بالحروب السابقة، أو بالنسبة للمقاومة ذاتها، التي تتوقع حربا من نوع مختلف هذه المرة، من حيث أهدافها، تدرك حماس أن الحرب على غزة خيار إسرائيلي، وهو استحقاق تفرضه على إسرائيل الأبعاد الإقليمية لصفقة القرن، التي تستدعي إضعاف الطرف الفلسطيني إلى أبعد حد ممكن.

حماس لديها خيارات، فهي عملياً يمكن أن تفعل خيار العلاقة مع تيار النائب في التشريعي محمد دحلان، وهي تعرف أن هذا الخيار يفتح عليها علاقات مهمة مع الدول التي تدعم دحلان، ويمكن أن يترجم ذلك من خلال ضخ المزيد من الأموال، وتنشيط المصالحة المجتمعية مجدداً، الأمر مرهون بالقناعة التي يمكن أن تتولد لدى الطرف المصري الذي من المتوقع أن يعاود اهتمامه، من خلال إرسال الوفد الأمني، الذي عليه أن يفحص الأمور على الأرض ويحدد مسؤولية كل طرف عن تعطيل المصالحة.

وثمة خيار آخر لدى حماس يجري تداوله في الأوساط السياسية والفصائلية، وبين النخبة في قطاع غزة، ويقضي بحشد عشرات آلاف الناس نحو الشمال لتجاوز الحدود، تحت شعار ممارسة حق العودة.
مكلف هذا الخيار، لكنه مربك لإسرائيل ولكل الأطراف المهتمة، حيث من المتوقع، أن ترتكب إسرائيل مجزرة بحق مواطنين عزل وسلميين ويقعون تحت مسؤوليتها كدولة احتلال، أما بالنسبة للجانب الفلسطيني فإن ما قد يتكبده من خسائر بشرية، لن يكون اكثر من الخسائر التي تقع خلال حرب شاملة على القطاع. في الحرب الأخيرة العام ٢٠١٤، سقط اكثر من ألفي شهيد ونحو سبعة آلاف جريح، بالإضافة إلى الدمار الواسع الذي أصاب المنازل والمؤسسات والبنية التحتية.

من الجانب الإسرائيلي فإن سكان القطاع يدركون أن مسألة الحرب، هي مسألة وقت فقط، وأنها واقعة لا محالة انطلاقا من فهمهم لطبيعة الاحتلال، واستراتيجياته الأمنية، وتطلعاته الإقليمية.

العدوان الذي وقع مؤخراً، يؤشر على جديد يثير مخاوف الغزيين فالرواية الإسرائيلية تقول إن النشطاء الذين يحتجون سلميا على الحدود، هم من وضعوا العبوة الناسفة وزرعوا فوقها العلم الفلسطيني، وأدت إلى إصابة أربعة جنود إسرائيليين.

من الواضح أن إسرائيل ستستخدم في قادم الأيام هذه الرواية الذريعة لاستخدام القوة المفرطة في مواجهة الشباب الذين يخرجون سلمياً، إلى الحدود ليعبروا عن رفضهم للاحتلال والحصار، الشباب اعلنوا أن يوم الجمعة القادم سيكون يوم غضب وسيخرجون كالعادة صوب الحدود الشمالية والشرقية في تحدٍ واضح للاحتلال وربما كان ذلك بتشجيع من فصائل المقاومة تحضيراً لخيار التوجه بحشود ضخمة نحو الحدود، في حال انغلاق الخيارات.

ثمة من يعتقد بأن العدوان الذي وقع على القطاع كرد على عملية تفجير آلية إسرائيلية وجرح أربعة جنود قد يؤدي إلى تدحرج الأمور نحو حرب يريدها بنيامين نتنياهو، الذي يستعد لمواجهة اتهامات الشرطة في قضايا الفساد وآخرها وجديدها ملف يحمل الرقم ٤٠٠٠.

حصل هذا سابقاً وقد يتكرر مرة أخرى، لكن الظروف الإسرائيلية لا تسمح لنتنياهو أن يلجأ إلى هذا المهرب المكشوف خاصة وأنه تعرض لانتقادات من الأوساط الأمنية، بأنه من اتخذ قرار العدوان الأخير على سورية وأدى إلى سقوط طائرة مقاتلة من نوع إف ١٦.

وفق كل القرارات والحسابات، فإن العدوان الأخير معزول، ومن غير المتوقع أن يتدحرج إلى حرب واسعة، سيكون قرارها في الأغلب وكالعادة بيد إسرائىل وليس بيد المقاومة الفلسطينية.

وفي كل الأحوال فإن سكان القطاع يشعرون بالوحدة، وغياب التضامن وأنهم فاقدو القدرة على التأثير في القرار، وأن مصيرهم بيد أطراف لا تعيرهم اهتماما، وليست مستعدة للتنازل من اجل تخفيف معانياتهم وآلامهم فالأمراض تحصد أرواحهم، والقهر والحرب، فلقد تعددت الأسباب بالنسبة لهم والموت واحد.

المصدر : جريدة الأيام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكثر من هدوء وأقل من حرب أكثر من هدوء وأقل من حرب



GMT 06:38 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

حين يتوحّد الشعب في الميدان

GMT 06:38 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

حين يتوحّد الشعب في الميدان

GMT 07:14 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

في الطريق إلى عدوان واسع
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 02:08 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شينولا تطرح أفضل سماعات للرأس بتصميمات أنيقة

GMT 14:48 2016 الأربعاء ,03 آب / أغسطس

كوكتيل الرمان

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

الجودة في التعليم مسؤولية متقاسمة بين المجتمع والمدرسة

GMT 03:02 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هل تعرفين أثار الضرب على طفلك؟

GMT 22:55 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع لا بورا ملاذ مخصص للسيدات

GMT 13:12 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

أزارو يخلق أزمة بالاتفاق السعودي

GMT 04:46 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

بولتون يؤكّد أن ناسا لديها برنامج يتوقع الجفاف
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen