آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

المسافة من شرم الشيخ لمحطة مصر!

اليمن اليوم-

المسافة من شرم الشيخ لمحطة مصر

بقلم - عماد الدين حسين

فى التاسعة إلا الربع صباحا اتصلت بى محطة فضائية عربية كبيرة، لإجراء حوار معى فى الثانية عشرة ظهرا، بشأن تفسير سلوك الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وأركان نظامه فى التهجم المتكرر ضد الحكومة المصرية، عقب نجاح القمة العربية الأوروبية فى شرم الشيخ يومى الأحد والإثنين الماضيين.
فى العاشرة تقريبا بدأت الأخبار العاجلة تتوالى عن اشتعال حريق داخل جرار قطار بمحطة مصر، ما أدى لخسائر بشرية ومادية فادحة. فى الحادية عشرة إلا الربع، اتصلت بى المحطة الفضائية العربية لتعتذر لى عن الحديث فى موضوع «الحمى التركية ضد مصر»، على أن عن حادث محطة مصر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
لا أتحدث عن أمر شخصى، ولكنه أمر تكرر مع الجميع، لأن خبر كارثة محطة مصر، صار هو الموضوع الأول الرئيسى فى صدارة كل وسائل الإعلام الكبرى المحلية والعربية والدولية، بما فيها تلك الصديقة جدا لمصر حكومة وشعبا، لأنهم فى النهاية يبحثون عن الأخبار مهما كانت كارثيتها!.
فى هذا اليوم غيرت فضائيات «سكاى نيوز عربية»، و«العربية» و«الحدث» والـ«بى بى سى»، و«روسيا اليوم» خريطة برامجها، بحيث صار حادث محطة مصر هو محور التغطية المفتوح، وهذا الأمر تكرر فى كل المواقع الإلكترونية المصرية والعربية والإذاعات، إضافة بالطبع للصحف الورقية.
شخصيا تكلمت فى أكثر من فضائية عن الحادث، واستمعت إلى أحاديث ومداخلات زملاء وخبراء ومسئولين كثيرين.
القاسم المشترك الأكبر فى هذه المداخلات كان يدور حول مصطلحات مثل: «الإهمال، التقصير، الفوضى، انعدام الكفاءة، تفشى المحسوبية، غياب ثقافة المحاسبة، قلة الموارد، غياب التدريب والتأهيل».
وأسئلة من قبيل: لماذا تتكرر هذه الحوادث بصورة دورية وعلى فترات متقاربة، ومتى نجد حلولا حكومية جذرية لهذه المشكلة، وهل الحل هو تحميل مسئولية مثل هذه الحوادث الضخمة لمحولجى أو سائق أو حتى رئيس هيئة السكة الحديد ووزير النقل، بل وكل مجلس الوزراء، ولماذا لا تنفق الحكومة على تطوير السكة الحديد بدلا من الإنفاق على مشروعات أخرى، قد لا تكون ذات أولوية قصوى؟!.
ما أقصده من كل الكلام السابق أن عدم معالجة الخلل الشامل فى مرفق مثل السكة الحديد أو غيره من المرافق الحيوية الأخرى، سوف ينسف كل الجهود أو معظمها، التى تتحقق فى مجالات أخرى مهما كان بريقها.
ذاكرة وسائل الإعلام الحديثة، خصوصا السوشيال ميديا، صارت مثل ذاكرة السمك، تنسى بسرعة، وتجرى خلف الحوادث الجديدة مهما كانت قسوتها وبشاعتها.
الجميع كان يتحدث عن الإنجاز الذى تحقق فى شرم الشيخ خلال القمة العربية الأوروبية. وأن سر غضب أردوغان ونظامه من هذه القمة، هو السبب الجوهرى وراء هجماته المتكررة ضد الحكومة المصرية.
للأسف كل ذلك تلاشى، وأفسح الطريق فقط للحديث عن الكارثة. وكان منطقيا أن استدعاء كل التعبيرات والمصطلحات السلبية، التى تخصم من رصيد الحكومة المصرية، ولا تضيف إليها بالمرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
الدرس المستفاد من هذه القصة هو أن تدرك الحكومة المصرية بصورة لا ليس فيها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟، بأن الإصلاح لابد أن يكون شاملا.
لا يكفى أن أصلح منظومة الدعم، وأترك منظومة النقل، ولا يكفى أن أشيد أفضل الطرق، وأترك سائقى المقطورات يدمرونها بالحمولات الثقيلة، لا يكفى أن أبدأ فى إصلاح منظومة التعليم فى حين أن منظومة وثقافة التوك توك كفيلة بأن تدمر وتفسد بشكلها الراهن أى منظومة قيمية وأخلاقية مهما كانت النوايا الطيبة للقائمين عليها.
سوف نكتشف أن خطأ سائق أو موظف صغير، لم يجد من يعلمه أو يحاسبه ويردعه، قد يتسبب فى خسائر فادحة تكلفنا الكثير، وتهدر قيمة إنجازات ضخمة تحدث هنا وهناك.
على الحكومة أن تؤمن أن الإصلاح عملية شاملة وتحتاج صرامة شديدة، وقيادات وكوادر نموذجية حتى تستطيع أن تقنع الناس البسطاء بتصديقها.
فى ظل سطوة وسائل التواصل الحديثة خصوصا السوشيال ميديا، علينا أن نفهم الأمور جيدا. وهى أن الإعلام يتغذى على المصائب والكوارث. هذا لا يسىء إلا الإعلام، ولكن يفترض أن نبحث عن الطرق التى تمنع أو تقلل الأخطاء والكوارث وليس أن نلوم الإعلام كما يعتقد البعض مخطئا.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع          

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسافة من شرم الشيخ لمحطة مصر المسافة من شرم الشيخ لمحطة مصر



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 01:20 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة مي عز الدين تشبّه والدتها بالحياة والأكل والشرب

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 10:15 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

رامي جمال يحيي حفلًا غنائيًا في الفيوم 5 آذار

GMT 22:48 2016 الخميس ,05 أيار / مايو

طريقة عمل بلح بالبشاميل

GMT 20:39 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد رمضان يظهر في شخصيتين خلال فيلمه الجديد "الكنز"

GMT 00:56 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

الفنان أحمد الفيشاوي يرفض الرد على الشائعات

GMT 00:57 2017 الخميس ,13 تموز / يوليو

هيفاء وهبي تنسحب من بطولة فيلم "ثانية واحدة"

GMT 05:36 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

علماء يكشفون السبب الرئيسي لبدانة الأطفال

GMT 12:11 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

طرد الأهلي يجعل من النني أسطورة في أرسنال

GMT 04:04 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

دراسة تكشف أن الملح غير مسؤول عن ضغط الدم

GMT 19:33 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

هواوي تطلق سلسلة هواتف Y Series 2018 فى الأسواق المصرية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen