آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

ماذا أرادت إسرائيل من عملية خان يونس؟

اليمن اليوم-

ماذا أرادت إسرائيل من عملية خان يونس

بقلم - جيهان فوزى

عملية عسكرية نوعية فى شرقى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة قامت بها إسرائيل، وكان لها أن تؤدى إلى تغيير المشهد على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية، هذه العملية الفاشلة التى حاول فريق من النخبة تنفيذها مساء الأحد الماضى تفرض إسرائيل عليها تعتيماً واسعاً، فالمعلومات المتوافرة حتى الآن هى أن قوة خاصة فى الجيش الإسرائيلى تسللت إلى عمق ثلاثة كيلومترات فى القطاع مستخدمة سيارة مدنية، وأن مقاتلين من كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس اكتشفوا هذه العملية السرية، وحدث اشتباك بمشاركة الطيران الحربى الإسرائيلى، ما أدى إلى سقوط شهداء فلسطينيين ومقتل قائد الوحدة الإسرائيلية، وهو ضابط برتبة مقدم وإصابة آخر، وتمنع الرقابة العسكرية نشر أية تفاصيل حول هوية القتيل، سوى الإشارة إليه بحرف «م» وعُمره 41 عاماً. الجيش الإسرائيلى ينفى أن هدف هذه العملية العسكرية هو اغتيال أو أسر قائد عسكرى فى المقاومة، لكنه يرفض الكشف عن طبيعة هذه العملية العسكرية السرية وهدفها، إذن ما الهدف من العملية فى ظل أجواء تهدئة هشة هى قيد الاختبار من الطرفين (حماس وإسرائيل)؟ بينما أوحت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أهميتها دون الخوض فى التفاصيل التزاماً بقرار حظر النشر فى الموضوع.

من الواضح أن هناك هدفاً أمنياً كبيراً كانت إسرائيل متجهة إليه، وأن خطأ معيناً غيَر مسار العملية المركبة، فهل كان هناك عناصر فى المنطقة لديهم معلومات عن مكان الجنود المأسورين فى غزة مثلاً دفع إسرائيل للقيام بهذه المخاطرة الأمنية؟ أم أن هناك معلومات جاءت للقيادة الأمنية عن هدف معين موجود فى منطقة معينة وأرادوا أن يصلوا إليه؟ والاحتمال الآخر كما يراه المحللون مرتبط بوزير الجيش أفيغدور ليبرمان الذى يريد تعطيل ما تم الاتفاق عليه بشأن التهدئة لأنه غير راض عنها، خاصة أن نتنياهو خارج البلاد وليبرمان هو المسئول، رغم أن فرضية عدم علم نتنياهو بالعملية مشكوك فيها، لأنه يعلم أكثر من سواه معنى المغامرة بإدخال جنوده فى عش الدبابير فى غزة وربما جاء سفره للتضليل.

حتى الآن لا يمكن الجزم بأهداف العملية، ووفق تصريحات الناطق باسم الجيش الإسرائيلى، فإنه يمكن اعتبار هذه العملية مركبة واستخبارية من الدرجة الأولى، فالوحدة التى دخلت القطاع هى وحدة النخبة، وضباط وجنود مدربون لذا فإن العملية أكبر بكثير من مجرد عملية اغتيال أو خطف! الناطق باسم الجيش الإسرائيلى رونين منليس يؤكد أن «أية عملية عسكرية كهذه توضع لها خطط مفصلة جداً ومصادقات واسعة على الخطط فضلاً عن استعراضها أمام القيادات السياسية والعسكرية وتقودها قيادة رفيعة جداً»، وكان لافتاً أيضاً بيان الجيش الذى أعلن كشفه عن أن العملية هى جزء صغير جداً من أنشطة عسكرية هدفها ترسيخ تفوق إسرائيل ولم يكن هدف العملية تصفية أو اختطافاً!

 وبغض النظر عن أهداف العملية التى ما زال يكتنفها الغموض والسرية، إلا أنها أثبتت فشلها بعد سقوط سبعة شهداء، كما أنها كشفت أيضاً عن أن المقاومة الفلسطينية يقظة ومستعدة لأى ضربات مفاجئة، فضلاً عن أن تبادل الضربات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل قائمة رغم التهدئة، فالعملية بحد ذاتها -كما ترى وسائل الإعلام الإسرائيلية- تنفذ فى ظروف خاصة وذلك عندما لا تتوافر معلومات استخبارية من الأجهزة الأمنية أو من العملاء، وربما جاءت لاختبار قدرات المقاومة الفلسطينية العسكرية، فعملية كهذه ليست أمراً مألوفاً فى السنوات الأخيرة.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا أرادت إسرائيل من عملية خان يونس ماذا أرادت إسرائيل من عملية خان يونس



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 23:44 2016 الأحد ,29 أيار / مايو

كريم طبيعي وبسيط يزيل رائحة العرق بسهولة

GMT 01:36 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

جامعات يابانية تستعرض برامجها الدراسية في "نجاح 2016"

GMT 14:51 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بدر الشعيبي ينشر صورة طفلته الجديدة على موقع "إنستغرام"

GMT 22:15 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

المؤتمر الوطني يعتمد تشكيل حكومة الوفاق الوطني
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen