آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

(الكل يقرر نيابة عن السوريين)

اليمن اليوم-

الكل يقرر نيابة عن السوريين

بقلم / جهاد الخازن

مصير سورية تقرره روسيا وإيران وتركيا، وربما قررته الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة. كل دول العالم تقرر مصير سورية، ويبقى السوريون بعيدين عن تقرير مصيرهم.

اجتماع آستانة الأخير تمخض عن اتفاق روسي- إيراني- تركي على إنشاء أربع مناطق آمنة، بهدف «تخفيف التصعيد» في سورية، في محافظة إدلب وريف حمص والغوطة الشرقية لدمشق ودرعا.

علينا جميعاً تأييد كل خطوة توقف النزف السوري، وتسمح بعودة اللاجئين والنازحين، وتضمن الاستقرار، إلا أن اتفاق آستانة يثير قلق كل مَنْ يحب سورية وأهلها لأسباب عدة أختار منها ثلاثة.

السبب الأول أن السوريين لا يُستشارون في مصيرهم، فالقرار بأيدي دول تختار نيابة عن النظام والمعارضة اللذين حضرا اجتماع آستانة، كمراقبَيْن أكثر من مشاركَيْن، والاتفاق فرض على الطرفين.

السبب الثاني أن الأكراد مسلحون والولايات المتحدة أعلنت أنها ستقدم لهم أسلحة جديدة، وهم يسيطرون على مناطق من شمال سورية. مع ذلك، تركيا تنتقد الموقف الأميركي وتطلب تغييره، أي أنها تريد أن تصبح الولايات المتحدة شريكة لها في قمع الأكراد، وهم من المنطقة وموجودون في إيران والعراق وسورية وتركيا، حتى لو أنكر رجب طيب أردوغان ذلك.

السبب الثالث يعود إلى دروس التاريخ، وبعض الأصدقاء من الخبراء في الشأن السوري نبهني إلى أن «المناطق الآمنة» قد تكون مقدمة لتقسيم سورية، فأثناء الانتداب الفرنسي في بداية القرن الماضي تعرضت سورية للتقسيم. مع بداية الانتداب عام 1920 كانت هناك «دولة دمشق» و «دولة العلويين» و «دولة حلب»، وأيضاً إسكندرونة وعاصمتها أنطاكية، و «دولة الدروز» وعاصمتها السويداء. في ربع القرن الذي تلى الانتداب، تغيرت الخريطة لكن بقي التقسيم. كتب التاريخ تقول إن فرنسا وحّدت عام 1923 دولة دمشق وحلب والعلويين وعاصمتها حلب. وفي بداية 1925 أقيمت دولة سورية وضمت دمشق وحلب فقط وبقي الدروز والعلويون مستقلين إلى عام 1936 عندما أعيد ضمهم، إلا أنهم بقوا عملياً خارج الجماعة حتى أعيد ضمهم إلى الدولة السورية عام 1941.

الآن هناك وجود روسي وقاعدتان روسيتان في طرطوس واللاذقية، وهناك وجود إيراني قوي، وأيضاً مقاتلون من «حزب الله»، وهناك محاولات عربية تنتصر للمقاومة الوطنية. هل نرى بداية الدولة العلوية مع أن غالبية الموجودين فيها اليوم من المسلمين السنّة النازحين من حمص وحلب وإدلب؟ معلوماتي، وقد درست تاريخ الشرق الأوسط الحديث في جامعة جورجتاون، أن السنّة يشكلون 70 في المئة من أهل سورية، والعلويين 12 في المئة، والمسيحيين 12 في المئة، مع أقليات أخرى تتنازع الستة في المئة الباقية.

الأميركيون موجودون أيضاً في شرق سورية حيث يدعمون الأكراد في حربهم ضد إرهاب «داعش». وثمة وجود قوي لإيران و «حزب الله» حول دمشق، وعلى حدود لبنان، خصوصاً في ريف حمص. ثم هناك مناطق «درع الفرات» بين حلب وحدود تركيا، وهذه المناطق قد تصل إلى خمسة آلاف كيلومتر مربع، وفيها وجود لقوات تركية.

بكلام آخر، هناك أربع مناطق آمنة هدفها «تخفيف التوتر» ومنطقة روسية وأخرى إيرانية وسادسة تركية وسابعة أميركية.

إذا كنت أرى ما هو موجود حقاً على رغم دخان التعمية المحيط بنا جميعاً، فربما كان على السوريين أن يخوضوا حرب استقلال جديدة ليستعيدوا حقهم في قرارهم الوطني بعيداً عن هذه الدولة أو تلك. سورية بلدي. هي بلد كل مواطن في المشرق العربي. وأنتظر أن تعود كما عرفناها جميعاً وأحببناها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكل يقرر نيابة عن السوريين الكل يقرر نيابة عن السوريين



GMT 07:34 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

المسار السياسي

GMT 15:15 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الأخبار الأخرى مهمة أيضاً

GMT 13:12 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

اقرأوا وجه الرجل!

GMT 15:44 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

سباتاً ومعاشاً !

GMT 15:49 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

روسيا ورقة إيرانية… في سوريا
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 12:14 2018 الخميس ,16 آب / أغسطس

استراتيجية مكافحة الجريمة الاقتصادية

GMT 01:21 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

منع دخول الصحافين حضور تصوير أخر حلقات "30 يوم"

GMT 11:08 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

أوبل تجعل Astra الشهيرة أجمل وأكثر اقتصادية

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 07:12 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

تعرّف على أفضل ناطحات السحاب المذهلة في العالم

GMT 20:41 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الميسري يترأس اجتماعًا مع اللجنة الرئاسية لمحافظة تعز

GMT 06:11 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ملابس طويلة وجديدة لاسترخاء هادئ في الشتاء البارد

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 12:24 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

نجوم أجانب يرتدون ملابس مستعملة وقديمة

GMT 13:00 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

Huawei"" تطلق "قاتل MacBook" بنظام تشغيل "Windows 10"
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen