آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

القضيّة الفلسطينيّة: لا هذا ولا ذاك!

اليمن اليوم-

القضيّة الفلسطينيّة لا هذا ولا ذاك

بقلم - حازم صاغية

عقود عاشت القضيّة الفلسطينيّة بوصفها مثال الوضوح القاطع الذي لا يشوبه غموض ولا تشوّش. لفظيّاً على الأقلّ، كانت «قضيّة العرب الكبرى» و «قضيّة الوجود لا الحدود» و «القضيّة المركزيّة» و «القضيّة التي يتقرّر موقفنا من دول العالم على ضوء موقفها منها»، وطبعاً «البوصلة». البعض ببراءة ردّدوا هذه العبارات. البعض بخبث ردّدوها بعدما صنعوها.

تعاقبت الأحداث والتطوّرات التي خلخلت هذه الصورة: من الصلح المصريّ – الإسرائيليّ إلى الصلح الأردنيّ – الإسرائيليّ إلى الصلح الفلسطينيّ – الإسرائيليّ. الحروب الأهليّة في العالم العربيّ، وكثير منها ارتبط بفلسطين وإسرائيل، خفّفت من وهج القضيّة. الثورات العربيّة وما تلاها من نزاعات وثورات مضادّة انتزعت منها بعض ما تبقّى من ضوء.

الآن: بنيامين نتانياهو يزور سلطنة عُمان. تطبيع رياضي مع أكثر من دولة. مصر تتوسّط بين الفصائل الفلسطينيّة في غزّة وإسرائيل. الأردن اختلف مع إسرائيل لكنّ الخلاف يدور حول ملحقين في معاهدة السلام ونظام خاصّ للاستثمار في جيبين صغيرين. مشروع «صفقة القرن» لتصفية القضيّة الفلسطينيّة يلوح في الأفق. الإيرانيّون والأتراك – الذين ينوون دائماً الصلاة في المسجد الأقصى – خفّفوا مؤخّراً من غلوائهم الإيمانيّة.

فلسطينيّاً، سلطة رام الله، التي ترتبط بالتنسيق الأمنيّ مع الإسرائيليّين، تعاني الإفقار السياسيّ المطلق لكنّها تحرص، مع هذا، على عدم سلوك الطريق الراديكاليّ. «حماس» تطلق صواريخها ظانّةً أنّها تفضي بها إلى موقع في عمليّة سياسيّة ما. «الجهاد الإسلاميّ» تزايد على «حماس» بالمعنى نفسه الذي تزايد فيه «حماس» على «فتح» وسلطتها.

القضيّة الفلسطينيّة التي كانت كلّ شيء، أو وُصفت كذلك، تكاد تصبح لا شيئاً. من قضيّة العرب الكبرى إلى قضيّة هي بالكاد فلسطينيّة. محلّ الوضوح القاطع حلّ، في أحسن الحالات، غموض مقيم.

لا هذا ولا ذاك... علماً أنّ الكثير من هذا جاء من ذاك. القضيّة الفلسطينيّة ليست كلّ شيء، لكنّها ليست لاشيئاً. ليست القضيّة الوحيدة والفريدة، ولا هي المركز لمحيط غير موجود. لكنّها قضيّة حقّ وعدل في مواجهة احتلال للأرض وطمس للهويّة واستبداد بالسكّان. فوق ذلك اعتباران: إسرائيل، كطاووس نوويّ أوحد في المنطقة، أمر مقلق لدول المنطقة، ومسؤوليّة العرب عن وصول الموضوع الفلسطينيّ إلى ما وصل إليه أمر ملزم أخلاقيّاً لدول الجوار وشعوبها.

الخوف اليوم، بعد هزيمة الثورات ومشاريعها الوطنيّة والديموقراطيّة، أن ننتقل إلى روايتين عابثتين: واحدة تريد أن ترتاح كلّيّاً من قضيّة الفلسطينيّين باسم «صفقة القرن» أو ما يشبهها، وأخرى تريد بعث تلك القضيّة بالمعنى اللفظيّ القديم، مراهنةً على خواء التحوّلات العربيّة والفشل المرجّح للوعود والصفقات الدوليّة.

معادلتا «القضيّة هي كلّ شيء» و «القضيّة هي لا شيء» هما وجها عملة واحدة وتعبيران عن فكر واحد وعن مَكر واحد مشطور نصفين. مع هذا فاجتماع المعادلتين في الوقت نفسه، في المكان نفسه، قد يكون مصدراً لمزيد من الكوارث التي لا تحتملها المنطقة، وطبعاً لا يحتملها الفلسطينيّون.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القضيّة الفلسطينيّة لا هذا ولا ذاك القضيّة الفلسطينيّة لا هذا ولا ذاك



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 01:20 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة مي عز الدين تشبّه والدتها بالحياة والأكل والشرب

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 10:15 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

رامي جمال يحيي حفلًا غنائيًا في الفيوم 5 آذار

GMT 22:48 2016 الخميس ,05 أيار / مايو

طريقة عمل بلح بالبشاميل

GMT 20:39 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد رمضان يظهر في شخصيتين خلال فيلمه الجديد "الكنز"

GMT 00:56 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

الفنان أحمد الفيشاوي يرفض الرد على الشائعات

GMT 00:57 2017 الخميس ,13 تموز / يوليو

هيفاء وهبي تنسحب من بطولة فيلم "ثانية واحدة"

GMT 05:36 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

علماء يكشفون السبب الرئيسي لبدانة الأطفال

GMT 12:11 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

طرد الأهلي يجعل من النني أسطورة في أرسنال

GMT 04:04 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

دراسة تكشف أن الملح غير مسؤول عن ضغط الدم

GMT 19:33 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

هواوي تطلق سلسلة هواتف Y Series 2018 فى الأسواق المصرية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen