آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

زيارة مايك بومبيو لمصر "قد تطيح برئيس الجامعة الأميركية في القاهرة"

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- زيارة مايك بومبيو لمصر "قد تطيح برئيس الجامعة الأميركية في القاهرة"

وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو
القاهرة - اليمن اليوم

"أشكر فرانسيس ريتشاردوني (رئيس الجامعة الأمريكية في القاهرة). شكرا لخدماتك للولايات المتحدة بجانب المهام التي تقوم بها هنا." هكذا استهل وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الخطاب الذي ألقاه في الجامعة الأمريكية في القاهرة، في العاشر من يناير/كانون الثاني الماضي. لكن هذا الشكر تحول إلى تهديد لبقاء رئيس الجامعة في منصبه.

وخلال أقل من شهر، تسببت الزيارة في تصويت كل من الجمعية العمومية لأساتذة الجامعة ومجلس شورى الجامعة بسحب الثقة من ريتشاردوني، بنسبة أصوات تعدت 80 في المئة.

وتعود الواقعة إلى زيارة بومبيو للقاهرة الشهر الماضي، إذ وضع ريتشاردوني إحدى قاعات الجامعة الأمريكية - والحرم الجامعي بشكل عام - تحت تصرف السفارة الأمريكية، لاستضافة المؤتمر الصحفي الذي عقده بومبيو أثناء زيارته لمصر. واتُخذ القرار بشكل فردي، دون اتباع الإجراءات الإدارية المعتادة عند استقبال الشخصيات العامة، وعلى رأسها التشاور مع ممثلي الفئات المختلفة بالجامعة.

وفُرضت تدابير أمنية على الحرم الجامعي في يوم الزيارة، فيما يتعلق بالدخول والخروج وحرية الحركة داخل الجامعة، واقتصرت الدعوة على من اختارتهم السفارة الأمريكية من الشخصيات العامة ووسائل الإعلام، وإقصاء مجتمع الجامعة.

ووصف ريتشاردوني الزيارة بأنها "فرصة ليعرف الجمهور حول العالم أن الجامعة الأمريكية في خدمة مواطني مصر والعالم العربي، ومنارة لنظام التعليم الحر الأمريكي"، وذلك في بريد إلكتروني أُرسل إلى عموم الجامعة بعد يومين من الزيارة. كما أثنى على تعاون طلبة وأساتذة الجامعة، وحسن استقبالهم لوزير الخارجية الأمريكي وزوجته، قبل أن يذكر لاحقا في الرسالة نفسها أن ترتيب الزيارة تم في سرية.

تحرك غير مسبوق
وأثارت الزيارة استياء الأساتذة والطلبة، الذين اعترضوا على وضع الجامعة في شبهة الربط بالخارجية الأمريكية، ووكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي أيه)، بجانب شخص بومبيو المثير للجدل بسبب تصريحاته بتأييد التعذيب ورفضه لغلق معتقل غوانتانامو.

ويقول طاهر المعتز بالله، رئيس اتحاد الطلبة السابق ومؤلف كتاب "الحركة الطلابية في الجامعة الأمريكية"، في حوار مع بي بي سي إن التصويت بسحب الثقة أمر غير مسبوق في تاريخ الجامعة، "كما أنه تحرك يقوده أساتذة الجامعة لأول مرة، على خلاف التحركات السابقة التي كان يقودها الطلاب وينضم إليها بعض الأساتذة."

وأشار المعتز بالله إلى سياسات التضييق على الأساتذة التي تنتهجها الإدارة مؤخرا، "إذ تحاول الجامعة تقليص عدد الأساتذة الدائمين بالجامعة، وزيادة أعداد الأساتذة المؤقتين، بغية الحد من أي أصوات معارضة لسياسة الجامعة." وأضاف أن خلفية ريتشاردوني الدبلوماسية غالبا ما دفعته إلى التصرف بهذه الطريقة، "فالسفير عادة ما يمثل وينفذ السياسات التي تُملى عليه، ولا يشارك في وضعها بالضرورة."

وهنا تجدر الإشارة إلى تصريح رئيس الجامعة في اجتماع مع الأساتذة، في الثالث من فبراير/شباط، برر فيه الواقعة بأن "جهة ما" هي التي طلبت منه استضافة كلمة بومبيو في حرم الجامعة.

وبحسب ميثاق الجامعة الأمريكية في القاهرة، فهي مؤسسة تعليمية غير مسيسة وغير هادفة للربح. ودائما ما تعاملت إدارتها بحذر مع الوقوع في شبهة اتخاذ موقف سياسي أو استضافة شخصيات تُسقط توجهاتها على صورة الجامعة.

وتضمن خطاب بومبيو عددا من النقاط الشائكة، إذ استهله بانتقاد لاذع لسياسات الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما. ثم استرسل في الثناء على سياسات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وتعاون دول الخليج في "محاربة الإرهاب"، وتعاون النظم العربية الحالية مع إسرائيل، والتأكيد على الاستمرار في العمليات العسكرية في اليمن، ومواجهة "محاولات إيران للهيمنة على المنطقة".

"هوس أمني"
وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها إدارة ريتشاردوني سخط مجتمع الجامعة، وذلك منذ توليه إدارة الجامعة عام 2015، إذ أقام لنفسه آنذاك حفل تدشين مهيب وباذخ داخل حرم الجامعة، قالت الإدارة إن تكلفته كانت هدية من رعاة الجامعة.

كما اتخذت الإدارة العديد من الإجراءات الصارمة، من بينها منع الطالبات المنتقبات من الدخول إلى الجامعة، وفرض قيود على الأنشطة الطلابية بمنع التدريبات وجلسات النقاش السياسية، وزيادة المصروفات الدراسية بشكل غير مسبوق.

كذلك أضافت الإدارة عددا من التدابير الأمنية غير المسبوقة، من بينها وضع كاميرات مراقبة في كل أنحاء الحرم الجامعي، وتعزيز إجراءات التفتيش على البوابات، ومحاولة مراقبة الصفحات الطلابية على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقول المعتز بالله إن هذه الإجراءات تشي بهوس أمني غير طبيعي، كما أنها تقلص قدرة الطلبة على بناء الشخصية، "فالعامل الأقوى الذي تستمد منه الجامعة سمعتها هو حرية التعبير والأنشطة الطلابية التي تساعد على بناء الشخصية. وتقييد الأنشطة وكبت الحريات، كنوع من الربط بينها وبين الاحتجاجات الطلابية، لا يصب في صالح الجامعة."

مساحة للتفاهم
ويعمل طلبة الجامعة حاليا على الانضمام للحراك المطالب بإقالة رئيس الجامعة. وبحسب أحد الطلاب الفاعلين في الحراك، رفض ذكر اسمه، ثمة دعوات حاليا إلى تصويت طلابي بسحب الثقة من رئيس الجامعة والضغط على الإدارة، رغم كونه تصويتا رمزيا لدعم موقف الجمعية العمومية للأساتذة.

وكان مجلس أوصياء الجامعة قد ناشد الأساتذة تأجيل التصويت لحين استكمال الاجتماعات المقررة بين مجلس أوصياء الجامعة وأعضاء هيئة التدريس الأسبوع المقبل.

وأكد ريتشاردوني في رسالة إلكترونية موجهة لعموم الجامعة يوم الثلاثاء أنه على يقين "أن مجلس أوصياء الجامعة يشاركني في الإصرار على إجراء المقابلات المحددة مسبقا (قبل التصويت) مع الأساتذة والموظفين والطلبة، في ضوء الاحترام المتبادل والتفاهم والمصارحة بخصوص كل الأمور."

وأتى التصويت قبل يوم من الزيارة نصف السنوية لمجلس أوصياء الجامعة، الذي يجتمع الأسبوع المقبل للبت في أمر إقالة رئيس الجامعة.

ويرجح كل من المعتز بالله وعضو الحراك الطلابي أن ينتهي الأمر إلى حل وسط بالإبقاء على ريتشاردوني حتى نهاية فترته في نهاية العام الدراسي 2018-2019، وعدم التجديد لفترة أخرى.

ويقول عضو الحراك الطلابي: "أشك أن يتخذ مجلس الأوصياء قرارا بفصله. لكن قد نشهد تعيين رئيس جديد للجامعة في العام المقبل."

كما قال المعتز بالله إن مجلس الأوصياء هو من عين رئيس الجامعة من البداية، وغالبا ما سيلجأ للإبقاء عليه حتى نهاية فترته.

وتتزامن هذه الأزمة مع احتفال الجامعة الأمريكية بمرور مئة عام على تأسيسها، شهدت خلالها تعيين 11 رئيسا. وفي حالة حدوثها، ستكون تلك المرة الأولى التي يتم فيها سحب الثقة من رئيس الجامعة بمثل هذا التصويت.

وريتشاردوني هو دبلوماسي سابق، خدم كسفير للولايات المتحدة في تركيا، ومصر، والفلبين وبالاو، وقائم بالأعمال في أفغانستان. وهو ليس أول دبلوماسي أمريكي يتولى رئاسة الجامعة، إذ سبقه كريستوفر ثورون (1969 - 1974)، وريتشارد بيدرسون (1977 - 1990).

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة مايك بومبيو لمصر قد تطيح برئيس الجامعة الأميركية في القاهرة زيارة مايك بومبيو لمصر قد تطيح برئيس الجامعة الأميركية في القاهرة



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 20:26 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إتيكيت كتابة الإيميل و طريقه تعاملك مع الاشخاص

GMT 09:26 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

الدباسي يعلن انضمام ناقلة نفط إلى أسطول "البحري"

GMT 20:17 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كراينوفيتش يتأهل إلى ربع نهائي بطولة باريس بيرسي

GMT 05:53 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

بيلا حديد تسحر العيون بإطلالة هي الأجرأ على الإطلاق

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 09:38 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 02:49 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إلغاء 5 رحلات دولية في مطار القاهرة بسبب قلة عدد الركاب

GMT 20:35 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد المصارعة "wwe" ينفي وفاة بيغ شو في حادث سير

GMT 05:37 2019 السبت ,20 إبريل / نيسان

طرابلس... معركة النفط والدم

GMT 04:19 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

حلم السادات

GMT 09:25 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen