ستكون حلبة البحرين الدولية بالصخير "موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط" على موعد مع الحدث السنوي الكبير الذي يعد من أكبر الفعاليات الرياضية والاجتماعية والتجارية على مستوى الشرق الأوسط والعالم، سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج 2016، والذي سيقام في الفترة من 1 حتى 3 أبريل المقبل، وهو السباق الذي يجري للمرة الثانية عشرة في مملكة البحرين منذ أقيم السباق الأول في 4 أبريل 2004 ودخل التاريخ باعتباره أول سباق جائزة كبرى للفورمولا واحد يقام في الشرق الأوسط. وأعطيت جائزة أفضل سباق جائزة كبرى منظم من قبل الاتحاد الدولي للسيارات.
ويأتي سباق الفورمولا واحد لهذا العام ومملكة البحرين قد اكتسبت مكانة دولية مرموقة في حسن استضافة وتنظيم السباق الدولي، بعد أن نالت البحرين شرف تنظيم السباق الأول الذي سيقام في عاصمة أذربيجان باكو في 19 يونيو القادم في الجولة التاسعة من سباق الفورمولا واحد، وهو تأكيد دولي جديد على ما اكتسبته رياضة السيارات البحرينية من سمعة عالمية ومكانة مرموقة في عالم رياضة السيارات العالمية من خلال ما قدمته طوال السنوات الماضية وما أحرزته من جوائز عالمية في مجال التنظيم، وهذا ليس بغريب على أبنائها من طاقم العاملين بالحلية، وهو الطاقم الذي ساعد العديد من الحلبات الجديدة مثل حلبة مرسى ياس في أبوظبي وحلبة الهند التي استضافت بطولة العالم للفورمولا 1 بين عامي 2011 و2013.
ويقام سباق البحرين تحت الأضواء الكاشفة في ثالث تجربة له منذ الانتقال إلى استضافة سباق ليلي عام 2014، وقد نجحت المملكة خلال العامين الماضيين في تنظيم السباق الليلي والذي كان وراءه عدة أسباب تتمثل بالسعي إلى إتاحة فرصة أمام عدد أكبر من الجماهير للحضور إلى الحلبة ومتابعة السباق بعد نهاية أشغالهم، إضافةً إلى تحسن الظروف المناخية في فترة المساء مع انخفاض درجات الحرارة، إلى جانب جمالية سيارات الفورمولا واحد وهي تتألق تحت الأضواء الساطعة في الصحراء ليلاً.
ولا شك فإن النجاح الذي تحققه مملكة البحرين في استضافة سباق الفورمولا واحد ما كان ليتحقق لولا الدعم الذي تحظى به من جانب القيادة الحكيمة والتي وفرت كل الإمكانات لنجاح هذا السباق المهم ، كما تشارك العديد من الجهات الرسمية في رعاية السباق وإنجاحه ومنها وزارة الداخلية التي تقوم بدور كبير في تسهيل منح التأشيرات لزوار البحرين من مختلف دول العالم لحضور السباق، كما تشارك في تأمين السباق وفي انسيابية حركة المرور إلى مقر حلبة البحرين الدولية، ووزارة الخارجية من خلال سفاراتها وقنصلياتها في الخارج، كما تضطلع وزارة الأشغال والبلديات ووزارة شؤون الإعلام وهيئة الثقافة وغيرها من الوزارات والهيئات بأدوار مشهودة لخروج السباق بأبهى صورة ولتعريف العالم بحضارة وتراث البحرين الأصيل، ونقل الصورة الصحيحة الجميلة لمملكة البحرين ..أرض التسامح والتلاقي والمودة والإخاء إلى جميع أرجاء العالم.
وعلى مدى السنوات الماضية، حققت حلبة البحرين الدولية نقلة نوعية من كونها أول حلبة لاستضافة سباقات السيارات في المنطقة لتصبح واحدة من أكبر الحلبات قيمة على التقويم السنوي لبطولة العالم للفورمولا واحد. وقد أسهمت في العديد من المكاسب التي جنتها المملكة باستضافة هذا الحدث العالمي، أبرزها إسهام الحلبة في الترويج لاسم مملكة البحرين دوليًا، فإقامة السباق السنوي قد وضع اسم البحرين على الخارطة العالمية وأصبح اسمها يتردد بين ملايين محبي رياضة سباق السيارات حول العالم. كما يشهد عدد الجماهير التي تحضر السباق السنوي تزايدًا مضطردا فقد بلغ 85 ألف عام 2014، وازداد العدد ليصل إلى 90 ألف شخص عام 2015 وتشهد "قرية الفورمولا واحد" في منطقة الترفيه حضورا جماهيريا كبيرا لمعايشة أجواء الحدث الرياضي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط والاستمتاع بكافة الفعاليات الممتعة الموجهة للأفراد والعائلات.
ولعل الأمر المميز لسباق البحرين هو أنه لا يقتصر مظاهره على المنطقة الترفيهية في حلبة الصخير فقط، وإنما يمتد ليشمل كافة أرجاء المملكة في مهرجانٍ سنوي يقام على مدى أيام السباق.
إلى جانب ذلك أصبحت الحلبة تدر عائدًا اقتصاديًا بشكل مباشر وغير مباشر يرفد الاقتصاد الوطني، فوفقا لدراسات قامت بها "Formula money" ساهم سباق الفورمولا واحد في الناتج الإجمالي المحلي بـ 270 مليون دولار، بينما الأثر السنوي على الاقتصاد المحلي بلغ 295 مليون دولار". وتشهد العوائد المالية المتحققة سنويا من وراء السباق نموا سنويًا ملحوظًا، حيث قدرت العوائد غير المباشرة في عام 2005 بقيمة 321,3 مليون دولار، في حين بلغت عوائدها المباشرة 119 مليون دولار، وفي العام 2007 زادت النسبة لتصل إلى 548 مليون دولار للعوائد غير المباشرة و208 ملايين دولار للعوائد المباشرة، وفي العام 2010 حققت 295 مليون دولار وذلك للعوائد غير المباشرة و134 مليون دولار للعوائد المباشرة، بينما في العام 2012 فقد ضخت الفورمولا 1 في الاقتصاد المحلي ما يقارب 220 مليون دولار ارتفع إلى 300 مليون دولار عام 2015. كما وفر الحدث 3000 آلاف وظيفة ما بين وظيفة دائمة ومؤقتة، وارتفع نمو القطاع السياحي بنسبة فاقت 60% منذ عام 2004 حتى 2015.
وزادت مبيعات تذاكر السباق عام 2015 بنسبة 22% مقارنة بنفس الفترة من العام2014، وزاد عدد الزوار الأجانب 150% عن عام 2013، كما زادت حجوزات غرف الفنادق بأكثر من 14% مقارنة بالعام 2014، وتم بيع جميع قاعات الشركات.
وقد أنشأت الإدارة التنفيذية في حلبة البحرين الدولية أعمالاً مستدامة استنادا إلى تزايد رواج رياضة الفورمولا في المنطقة وتشجيع المشاركة بها. حتى صار بالمملكة اليوم واحدة من أفضل حلبات "الكارتنج" في العالم، التي يقام عليها العديد من البطولات المحلية والإقليمية مثل بطولة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للكارتينج، وبطولة تحدي البحرين الوطنية روتاكس موجو ماكس وسودي سبرينت. وهي البطولات التي تساهم في توعية المواهب الشابة وتشجعيهم على دخول عالم رياضة المحركات ونشر اسمهم في أوساط هذا العالم الضخم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجهود لم تذهب سدىً، ويتمثل ذلك بوجود عدد من السائقين الشباب البحرينيين الذين يتسابقون في أوروبا مع آمال كبيرة من أجل الوصول إلى أعلى المراتب العالمية في المستقبل.
إضافة إلى ذلك سعت إدارة الحلبة إلى جذب سباقات دولية كبطولة التحمل. وأصبحت البحرين مركز تدريبي معتمد لطب رياضة السيارات وهو المركز الوحيد في المنطقة إلى جانب مركز آخر في ألمانيا. وتحفل المنطقة الترفيهية في حلبة الصخير قرية الفورمولا وان بتقديم مزيج مختلف من العروض القادمة من جميع أنحاء العالم منها العروض الموسيقية والثقافية ومنها المهارات والعديد منها مخصص للأطفال.
كل هذه مؤهلات جعلت للبحرين صدى عالمي في تنظيم سباق الفورمولا واحد فهي البلد الرائد في مجال تنظيم سباقات السيارات الدولية، والكفاءة التي يتمتع بها أبناء البحرين جعلتها محط أنظار دول العالم. وما يزال التطوير مستمرًا من أجل مزيد من الاستفادة من استضافة الحدث الهام وكذلك من أجل إمتاع الجماهير البحرينية وضيوف المملكة الذين يفدون للاستمتاع بمشاهدة هذه الرياضة الممتعة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر