القاهرة - اليمن اليوم
إن الحب الحقيقي وصدق المشاعر هو أول ما تبحث عنه حواء في الرجل، فإذا كان الرجل محبا لإمرأته التي تبادله نفس المشاعر بصدق وإستطاع أن يثبت لها ذلك بالفعل قبل القول إرتفع قدره عندها، وأسكنته في قلبها للأبد.
ولهذا الرجل مواصفات أخرى تجعله في مكانه أكثر إرتقاءً ليظل راسخا في القلب والعقل والفكر والوجدان، بحيث لا يمكن نسيانه أبدا.
من هو الرجل الذي لا تنساه المرأة أبدا؟
هو الرجل الذي إستطاع أن يملأ حياة المرأة كلها، ولم يحرمها من قربه وعطفه وحنانه، هو رجل راعى الله تعالى فيها، وإهتم بها وأحسن عشرتها، فلم يهنها أبداً، ولم يجرح مشاعرها، ولم يسيء إليها بأي شكل من الأشكال.
هو الرجل الذي فهم جيداً معنى القوامة على المرأة، وتفانى في رعايتها وصيانتها ولم يجعلها عرضة لقلة التقدير والإهانة من أي طرف مهما كانت علاقته به ليكون بذلك محافظا على كرامته وكرامتها.
هو ذلك الرجل الذي ملأ الحنان قلبه فعلم متى يحنو ومتى يقسو وعلم كيف له أن يجعل أنثاه أسعد الناس ليس بالمال ولا بالهدايا الثمينة، لا بل بالمعاملة الطيبة والحياة الهادئة والتقدير وفعل ما تحبه وتشتاق إليه نفسها والبعد عن ما تكرهه، وما يزعجها.
هو رجل حكيم إستطاع أن يفهم بعض الأمور التي ستجعله سعيداً إذا ما أسعد إمرأته، فعاملها كطفلة صغيرة، ودللها وتعامل معها بكل رقة، ورفق وذوق.
فلم تختلف النساء مطلقاً على رجل كهذا كان لإمرأته الأخ والأب والأم والأخت، والصديق المتفاهم الواعي الذي يستطيع أن يفصل بين كونه زوجاً وكونه صديقاً.
هو السند، فما أشد سعادة المرأة عندما تشعر بأن هناك من يحميها ويرعاها ويدعمها ويسندها وقت الشدة، هو أول من يمد يد العون لإمرأته ليقول لها أنا هنا من أجلك فلا تخافي، ولا تحزني.
هو الأمان في زمن كثرت فيه الغدرات وكسرت فيه القلوب وإندثرت فيه أسمى معانى الوفاء والإخلاص.
هو الرجل الذي لم يجرح أنوثه إمرأته ولم يطعنها بسكين الخيانة الحاد، فإحترم أنوثتها ولم يهنها أبداً.
هو الرجل الذي لم يخيرها بينه وبين طموحها، بل ساعدها في الوصول إلى ما تريد تحقيقه، فثقته في نفسه تأبى أن لا يفعل ذلك.
فما أجمله من رجل وما أعظمها من خسارة إذا ما فقدته المرأة لسبب أو لآخر، ويالها من حياة بائسة بعده، فمثل هذا الرجل لا تنساه المرأة أبداً وكيف يحدث ذلك وقد إستطاع أن يحفر حبه وتعلقها به في قلبها ومشاعرها وفكرها ووجدانها.. هو رجل من الصعب حتى التفكير في نسيانه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر