حماة - سانا
فى الطريق بين مدينة حماة ومصياف يجذب الناظر تحفة معمارية متكاملة بلونها الوردى القرمزى أنه دير الصليب الاثرى الذى تتوسطه كنيسة كبيرة ومجموعة من المدافن.
وتذكر المهندسة سهام زكار مديرة آثار حماة لنشرة سانا سياحة ومجتمع أن باحة الدير مربعة الشكل يفصلها عن مستوى سطح الارض ست درجات وأقواسها بنيت على الطراز الرومانى بتصميم فريد.
وتشير زكار الى أن الدير يضم عددا من المدافن الأثرية أشهرها المدفن الكبير المكون من غرفة تضم ثلاثة توابيت حجرية وعدة صلبان متوزعة فى الدير وبنيت من الحجر الكلسى وسقفها مبنى على شكل قبة هرمية مربعة من الداخل.
وتوضح مديرة الآثار أن هناك صفين من الأعمدة الجانبية تتمركز فى الصحن المركزى للدير وكل صف عبارة عن خمسة أعمدة ترتفع نحو عشرة أمتار لافتة الى أنه لم يتبق منها الا قواعدها المبنية من حجارة كلسية كبيرة ذات لون وردى منحوتة بشكل دقيق وتم تزيين الجدران بلوحات من الفريسك.
وتلفت زكار الى جمالية مدخل الدير النارتكس المبلط بالحجر وهو امتداد للواجهة الأمامية للدير التى أصابها الخراب بفعل الزمن ولم يتبق منها الا قسمان فى الجنوب والشمال فى كل منهما مدخل يوصل الى النارتكس الذى تتصل به غرفة المعمودية ذات الشكل المربع تضم جرن المعمودية المكون من قطعة حجرية واحدة.
وفن البناء يظهر فى وحدة المواد المستعملة فالجدران بحسب زكار مبنية من حجر كلسى كبير الحجم منحوت ومعتنى به ومرتكزة على الصخر المنحوت مباشرة أما الزخرفة فهى منحصرة فى الأبواب والهيكل والتيجان.
وتضيف ان الصحن المركزى كان أكثر عرضا وعلوا وإضاءة وبفضل اتساع الفسحة بين الأعمدة فقد ربطت الصحون الجانبية بالصحن الرئيسى وبدت الحنية أكثر سعة وعمقا و نشأ عن ذلك ارتباط أفضل بين أقسام البناء المختلفة أما الأرض ففرشت بالفسيفساء وطليت الجدران بالكلس ومن ثم نقشت بالدهان وزينت برسوم هندسية وزخرفية.
وختمت زكار بالإشارة الى أنه خصص فى الطابق الثانى من الدير قسم للنساء مبنى على طراز الطقوس البيزنطية فى القرنين الخامس والسادس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر