آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

رسالة كوفى عنان للعالم خلال تسلمه جائزة نوبل للسلام 2001

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- رسالة كوفى عنان للعالم خلال تسلمه جائزة نوبل للسلام 2001

كوفى عنان
بلال رمضان -اليمن اليوم

رحل عن عالمنا اليوم كوفى عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، الحائز على جائزة نوبل للسلام 2001، حيث وافته المنية بعد فترة قصيرة من المرض، وفى هذا السياق، ننشر كلمة كوفى عنان، التى ألقاها خلال حفل تسلمه جائزة نوبل للسلام، والتى أكد خلالها على معانى وقيم أساسية لا غنى للعالم عنها.

اليوم، فى أفغانستان، ستولد فتاة. سوف تمسكها والدتها وتطعمها وتريحها وتهتم بها - مثلما تفعل أى أم فى أى مكان فى العالم. فى هذه الأعمال الإنسانية الأكثر أساسية، لا تعرف الإنسانية أى انقسامات. ولكن لكى تولد فتاة فى أفغانستان اليوم، فإنها ستعيش ظروفا يعتبرها الكثيرون منا فى هذه القاعة غير إنسانية.

أنا أتحدث عن فتاة فى أفغانستان، لكننى قد ذكرت على نحو جيد طفلاً أو بنتاً فى سيراليون. لا أحد اليوم غير مدرك لهذه الفجوة بين الأغنياء والفقراء فى العالم. لا يستطيع أحد اليوم أن يدعى أنه جاهل بالتكلفة التى يفرضها هذا الانقسام على الفقراء والمحرومين الذين يستحقون الكرامة الإنسانية والحريات الأساسية والأمن والغذاء والتعليم أكثر من أى منا. لكن التكلفة لا يتحملها أحد بمفرده. فى نهاية المطاف، يتحملها جميعنا - الشمال والجنوب، الأغنياء والفقراء، رجال ونساء من جميع الأعراق والأديان.

إن الحدود الحقيقية اليوم ليست بين الدول، بل بين الأقوياء والضعفاء. واليوم، لا تستطيع أى جدران فصل الأزمات الإنسانية أو حقوق الإنسان فى جزء من العالم عن أزمات الأمن القومى فى منطقة أخرى.

يخبرنا العلماء أن عالم الطبيعة صغير ومترابط إلى درجة أن فراشة ترفرف بجناحيها فى غابات الأمازون يمكن أن تولد عاصفة عنيفة على الجانب الآخر من الأرض. يُعرف هذا المبدأ باسم "تأثير الفراشة". اليوم، ندرك، ربما أكثر من أى وقت مضى، أن عالم النشاط البشرى له "تأثير الفراشة" الخاص به - للأفضل أو للأسوأ.

السيدات والسادة،

دخلنا الألفية الثالثة من خلال بوابة النار. إذا كان اليوم، بعد رعب 11 سبتمبر، فإننا نرى بشكل أفضل، أن البشرية غير قابلة للتجزئة. التهديدات الجديدة لا تفرق بين الأجناس والأمم أو المناطق. لقد دخل انعدام الأمن الجديد كل عقل، بغض النظر عن الثروة أو الوضع. إن إدراك أعمق للسندات التى تربط بيننا جميعاً - فى الألم كما هو الحال فى الرخاء - قد استحوذ على الصغار وكبار السن.

ربما كان القرن العشرون الأكثر دموية فى تاريخ البشرية، دمرته صراعات لا حصر لها، ومعاناة لا توصف، وجرائم لا يمكن تصورها. مرة تلو الأخرى، تسببت مجموعة أو أمة فى عنف شديد على بلد آخر، غالباً مدفوعاً بالكراهية والشعور اللاعقلانى، أو غطرسة متعطشة وعطش للسلطة والموارد. رداً على هذه الكوارث، اجتمع قادة العالم فى منتصف القرن لتوحيد الأمم كما لم يحدث من قبل.

تم إنشاء منتدى الأمم المتحدة حيث يمكن لجميع الدول توحيد الجهود لتأكيد كرامة وقيمة كل شخص، وتأمين السلام والتنمية لجميع الشعوب. وهنا يمكن للدول أن تتوحد من أجل تعزيز حكم القانون، والاعتراف باحتياجات الفقراء ومعالجتها، والحد من وحشية الإنسان والجشع، والحفاظ على موارد وجمال الطبيعة، والحفاظ على المساواة فى الحقوق بين الرجال والنساء، وتوفير الأمن للمستقبل. أجيال.

وهكذا، فإننا نرث منذ القرن العشرين القوة السياسية، فضلاً عن القوة العلمية والتكنولوجية، التى - إذا كانت لدينا الإرادة لاستخدامها فقط - تمنحنا الفرصة لتخطى الفقر والجهل والمرض.

فى القرن الحادى والعشرين، أعتقد أن مهمة الأمم المتحدة سوف يتم تحديدها من خلال وعى جديد أكثر عمقا بقدسية وكرامة كل حياة بشرية، بغض النظر عن العرق أو الدين. وهذا يتطلب منا النظر إلى ما وراء إطار الدول، وتحت سطح الأمم أو المجتمعات. يجب أن نركز، كما لم يحدث من قبل، على تحسين ظروف الأفراد والنساء الذين يمنحون الدولة ثروتها وشخصيتها. يجب أن نبدأ بالفتاة الأفغانية الشابة، مدركين أن إنقاذ حياة واحدة هو إنقاذ البشرية نفسها.

على مدار السنوات الخمس الماضية، تذكرت أن ميثاق الأمم المتحدة يبدأ بالكلمات التالية: "نحن الشعوب". ما لا يُعترف به دائمًا هو أن "نحن الشعوب" مكونة من أفراد تدعى إدانتهم لأصولهم الأساسية. غالباً ما يتم التضحية بالحقوق فى المصالح المفترضة للدولة أو الأمة.

تبدأ الإبادة الجماعية بقتل رجل واحد - ليس بسبب ما فعله، ولكن بسبب هويته. تبدأ حملة "التطهير العرقى" بإدارة جار واحد آخر. يبدأ الفقر عندما يحرم طفل واحد من حقه الأساسى فى التعليم. ما يبدأ بالفشل فى الحفاظ على كرامة حياة واحدة، غالباً ما ينتهى بكارثة لأمم بأكملها.

فى هذا القرن الجديد، يجب أن نبدأ من الفهم بأن السلام لا يقتصر على الدول أو الشعوب، بل على كل دولة

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة كوفى عنان للعالم خلال تسلمه جائزة نوبل للسلام 2001 رسالة كوفى عنان للعالم خلال تسلمه جائزة نوبل للسلام 2001



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:39 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 00:00 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 02:44 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 04:08 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انخفاض أسعار السيارات الكهربائية خلال العامين المقبلين

GMT 02:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

هويدا ابنة صباح تدخل في مرحلة خطيرة من اليأس

GMT 17:20 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

جوارديولا يُزاحم برشلونة على صفقة جديدة

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,24 آب / أغسطس

10 زيوت عطرية لا بد أن تتوفر دائماً في منزلك

GMT 20:10 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

علاج البروستاتا بالأعشاب

GMT 04:27 2016 الأربعاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة سيلينا غوميز تتألق في مطار لوس أنجلوس
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen