كوالالمبور - وليد محسن
صعَّدت الحكومة الماليزية من حملتها المتزايدة الثقيلة لتكميم أفواه المعارضة وصرف الأنظار عن فضيحة التمويل ومزاعم فساد تهز عرش إدارته؛ ففي وقتٍ سابق من الأسبوع الجاري، رحَّلت اثنين من الصحافيين الأستراليين الذين حاولوا سؤال رئيس الوزراء المحاصر نجيب عبدالرزاق بشأن مبالغ مالي قدره 680 مليون إسترليني في حسابه البنكي، وأغلقت

وتبين الأسبوع الماضي أن المحققين الفيدراليين في أميركا أصدروا مذكرة استدعاء لتيم ليسنر، وغولدمان ساكس، وكان ليسنر قد عاد إلى الولايات المتحدة نهاية العام الماضي من أجل الإجازة الشخصية، ثم غادر بعدها الشركة هذا الشهر، وكان مسؤولاً عن عمليات عملاقة في وول ستريت في ماليزيا عندما قدم مشورة للصندوق على سلسلة من الصفقات المربحة، ويسعى مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل في الوقت الحالي إلى التحدث معه في الوقت الذي يتم فيه جمع معلومات عن دور ساكس كجزء من التحقيق في تمويل الصندوق، وخلال فترة وجودهما في المنطقة، بات ليسنر وزوجته كيمورا لي سيمونز مصممة الأزياء والعارضة السابقة مقربين من نجيب وزوجته روزما منصور.
وأشارت التقارير إلى أن لو تايك جو الذي يشتهر باستهتاره في إنفاق المال يعد صديقًا مقربًا للعائلة الأولى في ماليزيا، وبدأ في أوائل العقد الثاني من عمره في استثمار الأموال ليس فقط على الحياة الليلية الصاخبة، وإنما أيضًا من أجل جذب الانتباه في سوق العقارات وروائع الفن، ومن المرجح أن يكون المشتري للوحة بيكاسو "نساء الجزائر" في أيار / مايو الماضي مقابل ما لا يقل عن 141 مليون دولار، لتكون أغلى لوحة تم شراؤها خلال مزاد، وأصرّ لو على أنه لم يتصرف بشكل غير صحيح، فيما ذكر المتحدث باسمه العام الماضي أنه ساهم في تأسيس صندوق "أم.دي.بي1"، ولكنه أنكر التقارير الذي قالت إنه تصرف كمستشار غير رسمي للصندوق، حيث أنه جمع ثروته كمستثمر.
وساهم ابن زوجة ريزا عزيز في تمويل فيلم "ذئب وول ستريت" من بطولة ليوناردو دي كابريو الذي ظهر في دورالمحتال المالي عديم الضمير، وأصدرت شركته للإنتاج بيانًا أوضحت فيه أنها لم تشارك في أيّة أنشطة غير لائقة، بعدما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يبحث في تمويل الشركة، ولم تقتصر التحقيقات في الصندوق الذي أسَّسه نجيب العام 2009 على الولايات المتحدة، حيث ذكر ممثلو الادعاء في سويسرا الشهر الماضي أنهم يعتقدون سرقة مبلغ 4 مليارات دولار من الشركات المملوكة للدولة الماليزية في التمويل الذي كان مخصصًا لمشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما تحقق أيضاً بريطانيا وهونغ كونغ والسلطات السنغافورية في أنشطة الصندوق.
وتتابع فرنسا عبر مسؤوليها في تحقيق منفصل المزاعم بدفع رشاوى في صفقة الغواصات المربحة عندما شغل نجيب منصب وزير الدفاع، كما سلط ذلك التحقيق الضوء على أكثر الحلقات المخلة في التاريخ الماليزي الحديث، وهي مقتل العارضة المنغولية العام 2006 والتي كانت صديقة نجيب واشتركت معه في صفقة الغواصات، وواجه اثنين من فريق الحراسة في الحكومة، أحدهما كان مكلفًا بحماية نجيب في إحدى الأيام اتهامات بقتلها وتفجير جسدها بالمتفجرات، وسط تكهنات بأنها كانت تهدد بالخروج إلى العلن والكشف عن حقيقة هذه المزاعم، إلا أن نجيب أنكر تورطه في مزاعم الرشوة، ولكن التحقيق الفرنسي يقدم تحدياً آخرًا في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من التدهور الاقتصادي الحاد.
وكان رئيس الوزراء يأمل بتهدئة الشكوك الشهر الماضي عندما تمت تبرئته من قبل المدعي العام من ارتكاب أيّة مخالفات على خلفيه المبالغ المالية بقيمة 680 مليون دولار، التي وجدت في حساباته المصرفية أثناء التحقيق في صندوق "أم.دي.بي1"، إلا أن التبريرات بكون هذه المبالغ منحة من المملكة العربية السعودية لم تجدِ.
<img alt="مصور " أيه.بي.سي"="" لوي="" إيروغلو="" "على="" اليمين"="" والصحافي="" لينتون="" بيسر="" اليسار""="" data-cke-saved-src="http://www.alyementoday.com/img/upload/Alarabialjadeed-2.jpg " src="http://www.alyementoday.com/img/upload/Alarabialjadeed-2.jpg " style="height:350px; width:590px">
وأصبح الدكتور مهاتير محمد ناقدًا شرسًا على نحو متزايد لنجيب مع التطورات المتلاحقة في الفضيحة المالية، كما يخوض في الوقت الحالي مهمة انتحارية بحسب ما صرح به مراقب سياسي من أجل الإطاحة برئيس الوزراء، وأبدى الدكتور مهاتير استعداده لمشاركة أي شخص في هدف التخلص من نجيب رزاق كرئيسًا للوزراء من أجل إنهاء الفساد الذي تعاني منه ماليزيا، وأصبح الحزب الأداة المخصصة لدعم نجيب والإبقاء عليه في السلطة، على الرغم من الأشياء الخطأ التي يقوم بها، ومن ثم بات بقاء مهاتير عضواً في الحزب عائقاً أمام ما يحتاج أن يفعله، وأشار مهاتير إلى أن هناك أشخاصًا يجلسون معه ويعرضون تأييدهم له، طالبين منه أن يؤدِ واجبه لأن رئيس الوزراء يعمل على تدمير البلاد.
ووصف شقيق نجيب بنفسه هذا المشهد بالحرب الضروس، حيث يتحد الخصوم والحلفاء السابقين في الصراع على العروش، وحافظ رئيس الوزراء على قبضته الصارمة على السلطة منذ بدأت الفضيحة عن طريق استبعاد النقاد من مجلس الوزراء وتضييق الخناق على المعارضة من وسائل الإعلام والأكاديميين.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر