دمشق - خليل حسين
استعاد مقاتلو المعارضة المسلحة، اليوم الجمعة، السيطرة على عدة بلدات ومواقع كان تنظيم "داعش" قد سيطر عليها مؤخراً في ريف حلب الشمالي، وذلك بعد معارك عنيفة بين الطرفين وتقديم طائرات التحالف الدولي اسناداً جويا لمقاتلي المعارضة، ما أدى الى مقتل عدد من عناصر تنظيم "داعش" قرب الحدود السورية التركية التي ساهمت مدفعيتها بقصف مركز استهدف تجمعات التنظيم .
ونقلت مصادر اعلامية معارضة عن قائد ميداني في صفوف قوات المعارضة في ريف حلب الشمالي " أن المواجهات أفضت إلى سيطرة فصائل المعارضة على بلدة "تل بطال" ومنطقة مزارع الأحمدية وقريتها، وسط استمرار المعارك في ظل ضربات جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي على مواقع تنظيم "داعش" في بلدة "قره مزرعة" وقرية "البل"، ما أدى إلى تكبد التنظيم خسائر بشرية كبيرة.
واكد القائد العسكري أن " مقاتلي لواء "صقور الجبل" و"فيلق الشام" بالاشتراك مع لواء "السلطان مراد"، باغتوا مقاتلي تنظيم ‹داعش› في مواقعهم التي يتمركزون فيها داخل بلدتي الأحمدية وتل بطال وتمكنوا من قتل عدد منهم، وإصابة عدد آخر.
وكان تنظيم ‹داعش› استعاد السيطرة على هاتين البلدتين إثر معارك عنيفة مع فصائل المعارضة ضمن معارك الكر والفر المتواصلة بين الجانبين.
وفي ريف حلب دارت اشتباكات اليوم الجمعة، بين مواجهات بين قوات النظام والسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل معارضة وإسلامية من جهة أخرى، في عدّة أحياء داخل مدينة حلب ، وسط قصف جوي من الطيران الحربي السوري .
وقالت مصادر في المعارضة السورية " إن قوات النظام المدعومة بميليشيات عراقية وأفغانية، شنت عدّة هجمات على جبهات صلاح الدين وسليمان الحلبي وجمعية الزهراء من جهة دوار المالية، وسط اشتباكات مماثلة عند جبهتي بستان الباشا والميدان، تمكن مقاتلو فرقة السلطان مراد ولواء السلطان محمد الفاتح من صد الهجوم ".
وردت فصائل المعارضة على قصف القوات الحكومية باستهداف تجمعاتها في الخالدية والعامرية بقذائف مدفع جهنم، وسط سقوط عدّة قذائف هاون على أحياء السليمانية وعوجة الجب والإسماعيلية، ما أوقع عدداً من الجرحى في صفوف المدنيين، تزامن ذلك مع قصف جوي للطيران الحربي لقوات النظام على أحياء كرم الجبل والكلاسة وبعيدين والزيتونات، دون ورود أنباء عن إصابات في صفوف المدنيين".
وتحاول القوات الحكومية بشكل يومي التقدم نحو الأحياء الخارجة عن سيطرتها، وسط معارك واشتباكات مع فصائل المعارضة المسلحة في تلك المناطق. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة والصواريخ ، عدّة قرى خاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حلب الجنوبي، اقتصرت أضرارها على المادية، وذلك بعد توقفه لمدة ثلاثة أشهر بعد الهدنة التي العنت نهاية شهر شباط فبراير الماضي .كما ردت قوات المعارضة بقصف مواقع لقوات سورية الديمقراطية في منطقة منغ ومطارها شمال حلب بعد استهدافهم من قبل قوات سورية الديمقراطية.
واليوم الجمعة، عمت تظاهرات مدناً وبلدات وقرى سورية "رفضاً للفيدرالية ، حيث خرجت في كل من حي الوعر في مدينة حمص و مدينتي الرستن و تلبيسة في ريف حمص الشمالي، وبلدة الحراك في ريف درعا، ومدن جسر الشغور وبنش ومعرة النعمان وبلدات سرمدا والدانا وكفردريان وكفرنبل بريف إدلب، وحي الفردوس بمدينة حلب ومدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي. وطالب المتظاهرون بـ" إسقاط النظام وتوحيد الفصائل ورفض الفيدرالية والتقسيم".
وفي محافظة الرقة، قصفت طائرة حربية يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي أماكن في منطقة جامع النور بمدينة الرقة حيث استهدفت سيارة تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، ولم ترد إلى الآن معلومات عن حجم الخسائر البشرية، في حين نفذت طائرات حربية صباح اليوم غارة على مناطق في مطار الطبقة العسكري الذي يسيطر عليه تنظيم "الدولة الاسلامية" دون أنباء عن إصابات حتى اللحظة.
أما في محافظة حمص، فلا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم"الدولة الاسلامية" من جهة أخرى في محيط مدينة القريتين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، وسط قصف طائرات ومروحية روسية وسورية على مناطق الاشتباك بالإضافة لاستمرار القصف الجوي على بلدة السخنة في ريف حمص الشرقي والواقعة على بعد نحو 70 كلم من مدينة تدمر.
هذا، ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة مقتل 2658 شخصاً، خلال شهر آذار/ مارس الماضي، وتوزعت الخسائر البشرية على الشكل التالي::
الشهداء المدنيون: 588 بينهم 125 طفلاً دون سن الـ 18، و89 مواطنة فوق سن الثامنة عشر توزعوا على الشكل التالي:
223 مواطناً بينهم 43 طفلاً و45 مواطنة استشهدوا في غارات للطائرات الحربية الروسية والسورية وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، و90 مواطناً بينهم 23 طفلاً و5 مواطنات استشهدوا بقصف ورصاص قناصة قوات النظام، و28 مواطناً استشهدوا تحت التعذيب في المعتقلات الأمنية السورية وأقبية المخابرات، و5 مواطنين بينهم 3 أطفال ومواطنة فارقوا الحياة جراء سوء الأوضاع الصحية وتردي الأحوال المعيشية ونقص الدواء والعلاج اللازم، و13 مواطناً بينهم 7 أطفال ومواطنتان اثنتان استشهدوا جراء قصف لطائرات التحالف الدولي، و67 مواطناً بينهم 23 طفلاً و12 مواطنة استشهدوا بقذائف ورصاص قناصة الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة، و7 مواطنين تم إعدامهم على يد الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة، و38 مواطناً بينهم 4 أطفال و3 مواطنات أعدمهم تنظيم "الدولة الإسلامية"، و45 مواطناً بينهم 10 أطفال و12 مواطنة استشهدوا بقذائف ورصاص قناصة وإطلاق نار من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية"، و60 مواطنا بينهم 10 أطفال و9 مواطنات استشهدوا في تفجير عربات مفخخة وتفجير أحزمة ناسفة وانفجار عبوات ناسفة وعلى أيدي مسلحين مجهولين في عدة مناطق، و11 مواطناً بينهم طفل وطفلة ومواطنة منهم 7 مواطنين لا يزالون مجهولي الهوية استشهدوا برصاص حرس الحدود التركي، ومواطن استشهد برصاص حرس الحدود الأردني.
مقاتلون من الفصائل الإسلامية والفصائل المقاتلة والوحدات الكردية من الجنسية السورية:: 376
منشقون عن قوات النظام :: 2
قوات النظام:: 414
عناصر اللجان الشعبية، وقوات الدفاع الوطني، والمخبرين الموالين للنظام:: 335
مقاتلون من حزب الله اللبناني:: 13
مقاتلون موالون للنظام من جنسيات غير سورية غالبيتهم من الطائفة الشيعية: 65
مقاتلون من الكتائب الإسلامية المقاتلة وتنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، وجيش المهاجرين والأنصار من جنسيات غير سورية: 854
الضحايا مجهولو الهوية: 11
الرغم من استمرار استشهاد المزيد منهم، إنما يدل على أن قتلة أبناء الشعب السوري، بإمكانهم وقف قتلهم لهذا الشعب حينما يريدون ويكون هناك ضغوطات دولية حقيقية عليهم.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر