وفد حمساوي يغادر القاهرة بعد لقاء في جهاز المخابرات المصرية

غادر الوفد الحمساوي الذي يرأسه موسى أبو مرزوق القاهرة إلى الدوحة للقاء قيادة حماس في الخارج والتشاور معهم، الأربعاء، من المتوقع ان يتوجه إلى أكثر من دولة  - أعضاء منه وليس كامل الوفد -  في محاولة لرأب صدع العلاقات المتصدعةً .
وأشار قيادات حماس، في تصريحات إلى "العربي الجديد" إلى بياني خليل الحية وموسى أبو مرزوق الصادران بعد انتهاء اللقاءات، وقال مسؤول رفض كشف اسمه أن المباحثات في القاهرة لم تنته حتى اللحظة مع جهاز المخابرات المصرية وأنّ الوفد سيعاود الالتقاء بالمسؤولين عن الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات بعد عودته من الجولة الخارجية .
وتتوقع مصادر أن تكون جولة الوفد للتشاوي في شأن عدة مسائل ومطالب جهاز المخابرات المصرية من حماس ، وبعد انتهاء اجتماعات الوفد مع المخابرات المصرية وصف الحيّة اللقاءات، بأنها تمت في جو من "المسؤولية والشفافية"، وأن الحركة تُقدّر دور مصر التاريخي تجاه قضايا الأمة والقضية الفلسطينية بشكل خاص، مع حرصها الكامل على  استقرار وأمن مصر وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
 
ورفض حماس المساس بالأمن القومي المصري، وعدم السماح بأي حال من الأحوال أن ينطلق من غزة ما يضر بأمن مصر وشعبها، مع ضرورة تخفيف مصر من معاناة القطاع وفي مقدمته فتح معبر رفح، و قال رئيس الوفد موسى أبو مرزوق، عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "كثرت التكهنات حول زيارة وفد الحركة للقاهرة، فمنهم من أفشل الزيارة في منتصفها، ومنهم من وضع شروطًا ونسبه لمصدر أمني، ومنهم من نصب نفسه قيّمًا على الشعب وتحدث باسمه، ومنهم من هدد وفد الحركة"، مضيفًا: "على العكس تمامًا وجدنا مسؤولين يحملون لفلسطين كل الحب، ولقضايا مصر كامل المسؤولية، وعبرنا وبوضوح شديد عن حرصنا على أمن مصر وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
 
والتئم وفد حماس في الدوحة في لقاء مع خالد مشعل للتباحث في شأن ابرز نتائج لقاءات وفده مع المخابرات المصرية ومن المتوقع أن تناقش قيادة حماس كافة المعيقات والأحداث في قطاع غزة ، والخروج برؤية جديدة إلى الحركة في الإقليم، وقال مراقبون إن المباحثات مع حماس لم تصل إلى حدها النهائي ولم يتم الاتفاق على كل شيء.
 وأشارت مصادر صحافية مصرية إلى العرب اليوم أن لقاء أجرته صحيفة الأهرام مع موسى أبو مرزوق رئيس الوفد ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس سحبته من بوابتها الإلكترونية ولم تنشره في الورقية؛ ما يعطي دلالة على أن العلاقات الثنائية لا تزال على حالها ولم تتقدم كثيرًا.
 
واعتبر المحلل الكاتب حسام الدجني أن "سيناء" هي مربط الفرس في المباحثات بين الوفدين في القاهرة – مشيرًا إلى أنّ اللقاءات بين الطرفين كانت معمقة ومن الطبيعي أن تستمر وقتًا أطول، وكشف مستشار سابق لإسماعيل هنية أن اللقاء تم بمساعي سعودية وهو ما أكده الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي، وقال إن اتصالات ولقاءات سعودية مهدت إلى اللقاء بين حماس ومصر.
 
وقال الدكتور محمود الزهار إن الحركة لا تنكر ما تربت عليه و ما تربي عليه ابنائها هو على منهج الإخوان المسلمين، مؤكدًا أن الحركة لا تأخد أوامرها من أي جهة، مضيفًا: "عندما قمنا بالانتفاضة الأولى في 77 لم نستشر الإخوان المسلمين في مصر نحن تنظيمًيا لسنا تابعين إلى أوامر من تنظيم الإخوان المسلمين في مصر أو غير مصر سواء في الأردن او السعودية او في أي مكان اخر، وبالتالي استقلالية عملنا و استقلالية خطتنا و برامجنا معروفة وواضحة إلى الجميع".