صنعاء - خالد عبدالواحد
يحتفل الملايين من أطفال اليمن بيومهم العالمي للطفولة، ما بين القتل والتشريد ناهيك عن المجاعة وسوء التغذية التي أودت بحياة المئات منهم ووباء الكوليرا الأكثر انتشارًا في العالم والذي أفقد الكثير حياتهم، ناشطون يمنيون أطلقوا حملة إلكترونية لتسليط الضوء على واقع الطفولة في اليمن.
لا يعلم ياسين الجبلي كيف يحتفل في خيمته التي يسكنها نازحًا في مخيم ضروان شمال العاصمة صنعاء مع أسرته التي أضحت تمد يدها للناس. ويقول ياسين (8 أعوام) النازح من مديرية ميدي في محافظة حجة شمال اليمن إلى العاصمة صنعاء، أن اليوم العالمي شيئ يشعره بالإحباط حيث أضحى يتسول ليأكل في هذا اليوم بعد أن فقد أباه في المعارك، حيث كان يقاتل مع جماعة الحوثيين، مؤكدًا أن أمله في الحياة أن تتوقف الحرب ويعود إلى منزله في محافظة حجة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق عن أن 7 ملايين يمني مهددون بالمجاعة بينهم مليونا طفل باتوا على حافة الموت بسبب سوء التغذية المنتشرة جراء الحرب في البلاد،وقال المدير التنفيذي لليونيسف السيد أنتوني ليك ، ان هناك نحو 400 ألف طفل في اليمن معرضون لخطر الوفاة بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم،واحتمال أن يمتد هذا الوضع ليشمل عشرات الآلاف من الأطفال الآخرين، ما يعني ان عشرات الآلاف من الكوارث على المستوى الشخصي للأطفال وللأهل المفجوعين، هو أمر غير إنساني على الإطلاق، مؤكدا ان الأطفال ليسوا مسؤولين عن الصراعات أو المذابح التي يقوم بها البالغون، ولكنهم أول ضحاياها.
وقالت منظمة اليونسيف للأمومة والطفولة ان 4.5مليون طفل محرمون من التعليم بسبب الحرب التي تعيشها البلاد ، ونزوح الالاف من الأسر، وتدمير المدارس، بالاضافة الى تحويل المئات منها الى معسكرات للقوات المتحاربة ومخازن اسلحة. مليشيا الحوثي وصالح من جهتها تواصل قصفها المدفعي على الأحياء السكنية في مدينة تعز جنوب اليمن والتي غالبا ما يكون الضحايا هم من الأطفال بالاضافة الى قناصة المليشيات التي تستهدف بشكل مباشر الاطفال، ناهيك عن الالغام التي تحصد ارواح الكثير منهم وبشكل شبه يومي.
وأوضح التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في تقرير له بعنوان "أطفال اليمن في مرمى النيران"عن سقوط 300 قتيل و1804 جريح من الأطفال اليمنيين في محافظة تعز جراء القصف المدفعي المتواصل على أحياء المدينة من قبل مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية خلال الفترة من 11 أبريل/نيسان 2015م وحتى 18 سبتمبر/أيلول 2017م".
وتعد جماعة الحوثيين ذات النصيب الأكبر لتجنيد الأطفال، وقد وثّق تجنيدها 1529 طفلاً ويقدّر عدد المجنّدين لديهم بأكثر من 12 ألف طفل مجند، خصوصاً في الفترة الأخيرة، بعد مقتل عدد كبير من مقاتليهم، خلال المعارك مع قوات الجيش اليمني. وسجلت منظمة سام لرصد حقوق الإنسان في الشرق الأوسط 107 حالة انتهاك بحق أطفال اليمن خلال شهر اكتوبر منها 36 حالة تجنيد من قبل مليشيا الحوثي وصالح في محافظات الحديدة وإب وعمران، واكدت المنظمة ان هناك زيادة مقلقة في انتهاكات الطفولة خلال شهر أكتوبر أغلبها في محافظتي تعز و الحديدة، بسبب القصف العشوائي والتجنيد غير القانوني للأطفال.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر