آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

وثقت "هيومن رايتس" حالات خطيرة واقترحت حلولا لردع المتجاوزين

طلاب المدارس اللبنانية يتعرضون للعنف والإهانة والمُعلمين "لا كبير لهم"

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- طلاب المدارس اللبنانية يتعرضون للعنف والإهانة والمُعلمين "لا كبير لهم"

المدارس اللبنانية
بيروت - اليمن اليوم

أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الإنسان، أن أطفال المدارس اللبنانية يتعرضون للعنف والإهانة بشكل مستمر، وأن الحظر الذي يفرضه لبنان على موظفي المدارس لمنعهم من ضرب الطلاب أو الإساءة إليهم لفظيا أو التسبب لهم بالألم بأي طريقة تحت مسمى التأديب، غالباً ما يتم تجاهله.

ووجد تقرير المنظمة "ما بدي ابني ينضرب: العقاب البدني في المدارس اللبنانية"، الصادر في 59 صفحة، أن الأطفال يعانون من العقاب البدني في المدارس بسبب عدم محاسبة المرتكبين. وقالت هيومن رايتس ووتش إنه ينبغي للبنان تطبيق الحظر المفروض منذ زمن على العقاب البدني، واقترحت طُرقا يمكن لوزارة التربية والتعليم العالي عبرها، وبمساعدة الممولين الدوليين، إنهاء هذه الانتهاكات.

وقال بيل فان إسفلد، باحث أول في قسم حقوق الطفل: "العقاب البدني محظور في المدراس اللبنانية منذ عقود، ومع ذلك، لا يزال الطلاب مضطرين على الاختيار بين المعاناة من سوء المعاملة وحرمانهم من التعليم. الراشدون يضربون الأطفال في المدارس اللبنانية، والحاجة إلى معالجة الأمر ملحة".

كشف التقرير، بناء على حالات موثقة لـ 51 طفلا – في المدارس الخاصة والرسمية (الحكومية) في جميع المناطق اللبنانية – تعرضوا للعنف، أن العقاب الشائع يتضمن الإهانة، الشتائم، والصفع على الوجه أو الضرب على اليدين. كما ذكر بعض الطلاب أنواع إساءة أكثر قسوة، مثل الضرب بالعصي والأنابيب المطاطية والأسلاك الكهربائية. وفي بعض حالات "التأديب" المزعومة تفاقم الوضع ليصبح اعتداء خطيرا ويسبب الأذى.

ضربت معلمة تلميذا بكتاب على وجهه فكسرت له سنَّين لمجرد أنه طلب الذهاب إلى الحمام. في حين قال طالب آخر إن أستاذه ضربه على يديه بسلك كهربائي ما خلّف جرحا فيهما "ظل ينزف ليومين أو 3". وقال والد طالبة إن معلمة ضربت ابنته "ضربا قويا" على وجهها حتى تورّم وصار "مثل البندورة" حتى بعد عودتها إلى المنزل بعد بضع ساعات. لم يعلم موظفو المدرسة أهل الطالب أو الطالبة بما حصل في أي من الحالات الموثقة.

تمنع وزارة التربية العقاب البدني منذ سبعينات القرن الماضي، ومنذ 2014 لم يعد قانون العقوبات اللبناني يحمي اعتداء موظفي المدارس على الطلاب. غير أنه غالبا ما يردّ مسؤولو المدارس شكاوى الأهل المقدَّمة بهذا الخصوص، وفي بعض الحالات يضرب الأساتذة أو المديرون الطالب أو الطالبة مرة ثانية انتقاما. في بعض الحالات قدّم الأهل شكاوى لدى الشرطة، لكن دون جدوى. لم تُحِل وزارة التربية أيا من الحالات الموثقة في التقرير إلى التحقيق الجزائي.

قد يؤدي العقاب البدني إلى ألم ومعاناة على المدى القصير وأذىً طويل الأمد. في مقال نُشر في 2018، قال 4 أطباء أطفال لبنانيين، إنهم وجدوا أن العقاب البدني قد يدفع بالأطفال نحو "العدائية، الإجرام والعنف الأسري لاحقا في حياتهم"، بالإضافة إلى السلوك المعادي للمجتمع، اضطرابات القلق ومشاكل أخرى مثل الاكتئاب والميول الانتحارية. في المقابل، "لم تُظهر أي دراسة أثرا إيجابيا للعقاب البدني على المدى الطويل".

واجه تلميذ صعوبات في دروسه بسبب الآثار الجانبية لعلاج السرطان الذي يخضع له، فأهانته المعلمة وشدته من شعره وطردته من الصف بدل مساعدته. وكسرت معلمة أخرى أنف تلميذ بعد أن سألها لماذا تضرب زميله. نقلت والدة الطالب إلى مدرسة أخرى بسبب عدم رضاها عن قرار المدرسة، التي اكتفت بوقف المعلمة عن العمل مؤقتا. وأضافت الوالدة أن ابنها احتاج إلى أكثر من شهر في المدرسة الجديدة ليصدق أن ليس جميع الأساتذة مثل تلك التي ضربته.

ووجدت هيومن رايتس ووتش أن الأطفال السوريين اللاجئين قد يكونون أكثر عرضة من غيرهم للانتهاكات في ظل جو سياسي مشحون بكراهية الأجانب. وقال أطفال سوريون إن موظفي المدرسة أهانوا جنسيتهم، بالإضافة إلى ضربهم، وفي العديد من الحالات منعوهم من استخدام الحمام. امتنعت جميع الأسر السورية في إحدى المناطق التي تستقبل اللاجئين عن إرسال أطفالها إلى مدرسة رسمية محلية لأسبوع في بدايات 2018 بسبب الانتهاكات، حتى رضخت المدرسة ووعدت بإنهاء الضرب والسماح للأطفال باستخدام الحمام.

حذّرت وزارة التربية في 2014 من أن "العقاب البدني المعتمد أصلا قد يشجع الأساتذة غير المدربين بشكل كافٍ على استخدام العنف" مع ارتفاع عدد الطلاب السوريين، مستندة إلى تقييم للأمم المتحدة يقول إن 70 بالمئة من الطلاب، في جميع المناطق اللبنانية، تعرضوا للتأديب العنيف. في 2018، كان عدد الطلاب اللبنانيين والسوريين متساويا تقريبا، مع 210 آلاف لكل من المجموعتين.  

أنشأت وزارة التربية خطا ساخنا ونظام لإحالة شكاوى العنف في المدارس. لكن قالت الأسر إنها حصلت على معلومات ضئيلة، هذا إذا حصلت على أي معلومات على الإطلاق، حول كيفية معالجة القضايا وإذا ما عوجلت أم لا. قالت إحدى الأسر التي قدمت شكوى إن إدارة المدرسة هددتها بتسليمها إلى الشرطة في حال أصرّت على الشكوى. وكحال معظم اللاجئين السوريين في لبنان لا تملك هذه الأسرة إقامة قانونية في لبنان.

في أيار 2018، أطلقت وزارة التربية سياسة شاملة لحماية الأطفال في المدارس، جددت فيها منع العقاب البدني. قالت هيومن رايتس ووتش إن هذه السياسة خطوة إيجابية وستُطبّق في جميع المدارس بحلول 2020. لكن ينبغي للوزارة إيلاء الأولوية لتطبيق القانون كي تتمكن من إنهاء العقاب البدني. عمليا، يجب تحسين آليات التشكي؛ نشر معلومات حول الشكاوى التي تتلقاها الوزارة، نتائج التحقيقات فيها وطريقة معاقبة الانتهاك؛ العمل مع منظمات غير حكومية لمتابعة القضية؛ وضمان حصول جميع الأساتذة على التدريب الكافي.

ينبغي للوزارة أن تُعلن عن التز امها بمتابعة الشكاوى التي يُخفى فيها اسم المشتكي لضمان شعور الأهل والطلاب بأن بإمكانهم التشكي بأمان. ينبغي للوزارة الموافقة على طُرق تحافظ على سرية المعلومات عن الأطفال، وتسمح بمشاركة معلومات حول الشكاوى مع منظمات غير حكومية لديها الموارد والخبرات التي يفتقر إليها النظام التربوي لمتابعة الحالات.

قال فان إسفلد: "يحتاج الأساتذة إلى التدريب الملائم على تأديب الأطفال دون استخدام العنف. والأطفال يحتاجون إلى نظام تعليمي يحفظ لهم حقهم بتعليم بدون خوف. بإصلاحات منطقية، يمكن للبنان أن ينهي العقاب البدني في المدارس".

قد يهمك ايضا:

 

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طلاب المدارس اللبنانية يتعرضون للعنف والإهانة والمُعلمين لا كبير لهم طلاب المدارس اللبنانية يتعرضون للعنف والإهانة والمُعلمين لا كبير لهم



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 01:20 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة مي عز الدين تشبّه والدتها بالحياة والأكل والشرب

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 10:15 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

رامي جمال يحيي حفلًا غنائيًا في الفيوم 5 آذار

GMT 22:48 2016 الخميس ,05 أيار / مايو

طريقة عمل بلح بالبشاميل

GMT 20:39 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد رمضان يظهر في شخصيتين خلال فيلمه الجديد "الكنز"

GMT 00:56 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

الفنان أحمد الفيشاوي يرفض الرد على الشائعات

GMT 00:57 2017 الخميس ,13 تموز / يوليو

هيفاء وهبي تنسحب من بطولة فيلم "ثانية واحدة"

GMT 05:36 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

علماء يكشفون السبب الرئيسي لبدانة الأطفال

GMT 12:11 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

طرد الأهلي يجعل من النني أسطورة في أرسنال

GMT 04:04 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

دراسة تكشف أن الملح غير مسؤول عن ضغط الدم

GMT 19:33 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

هواوي تطلق سلسلة هواتف Y Series 2018 فى الأسواق المصرية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen