اقر مجلس النواب البرازيلي باغلبية ساحقة الاحد اجراءات اقالة الرئيسة اليسارية ديلما روسيف من قبل مجلس الشيوخ في تصويت تاريخي جرى في اجواء من التوتر الشديد.
واقر اجراء التصويت بموافقة 367 نائبا، اي بزيادة 25 نائبا على الثلثين (342 نائبا) المطلوبة للسماح لمجلس الشيوخ باتهامها.
وصوت ضد الاقالة 137 نائبا معظمهم ينتمون الى اليسار واليسار المتطرف. وامتنع سبعة نواب فقط عن التصويت بينما تغيب ثلاثة آخرون.
وبذلك، نجحت المعارضة في مجلس النواب في تأمين الاغلبية اللازمة للمضي قدما في عملية عزل الرئيسة اليسارية ديلما روسيف المتهمة بالتلاعب بالحسابات العامة.
وما ان بلغ عدد الاصوات المؤيدة للعزل 342 صوتا حتى انفجر نواب المعارضة اليمينية فرحا وتصفيقا وانشدوا نشيد مشجعي المنتخب الوطني في كرة القدم خلال مونديال 2014 "انا برازيلي بكثير من الفخر وكثير من الحب".
وقبيل ذلك اقر زعيم كتلة نواب حزب روسيف حزب العمال جوزيه غيمارايس بان الهزيمة باتت محتومة ولا مفر منها، ولكنه اكد ان خسارة المعركة "لا تعني خسارة الحرب".
وقال غيمارايس للصحافيين بينما كانت عملية التصويت مستمرة لكنها تميل لمصلحة المعارضة، ان "الانقلابيين انتصروا هنا في المجلس" ولكن هذه "الهزيمة الموقتة لا تعني خسارفتح الطريقة الحرب".
وبهذه النتجية اصبحت روسيف التي دخلت التاريخ في 2010 كأول اول امرأة تنتخب رئيسة للبرازيل، في وضع حرج جدا اذ يكفي ان يصوت اعضاء مجلس الشيوخ بالاكثرية البسيطة بحلول 11 ايار/مايو لمصلحة اقالتها من اجل توجيه التهمة اليها رسميا وابعادها عن الحكم لفترة اقصاها ستة اشهر في انتظار صدور الحكم النهائي بحقها.
وعندها سيتولى نائب الرئيسة ميشال تامر الذي كان حليفها في الحكومة واصبح خصمها، السلطة ويفترض ان يشكل حكومة انتقالية.
وشهدت جلسة مجلس النواب مشادات وتبادل شتائم منذ افتتاحها وسط هتافات معادية من نواب اليسار، من قبل رئيس المجلس ادواردو كونا العدو اللدود لروسيف والمتهم في اطار فضيحة شركة النفط العملاقة بتروبراس.
وحلت الفوضى في بعض الاحيان كان النواب فيها يتعاركون بالايدي، ثم عاد الهدوء. وبعج تدخل رئس البرلمان وقادة الكتل البرلمانية منح كل نائب عشر ثوان ليصوت.
وتشهد البرازيل انقساما حادا حول هذه الازمة التي تشل هذا البلد العملاق في اميركا اللاتينية بالتزامن مع فضيحة فساد هائلة وانكماش اقتصادي غير مسبوق.
وفي برازيليا تجمع حوالى 53 الف برازيلي يؤيدون الاقالة و26 الفا من انصار الرئيسة، يفصل بينهما حاجز معدني كبير، لمتابعة نقاشات المجلس مباشرة على شاشات عملاقة.
وما ان اعلنت النتيجة النهائية حتى بدأ انصار الرئيسة بالانسحاب من المكان وقد بدت عليهم خيبة الامل.
وكانت شعبية روسيف تراجعت في 2015 الى مستوى قياسي بلغ عشرة بالمئة، ثم سجلت تحسنا طفيفا في نيسان/ابريل (13 بالمئة). ويرغب اكثر من ستين بالمئة من البرازيليين برحيلها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر