جبل حبشي

لم تنعم مديرية جبل حبشي (غربي تعز) بالأمطار كثيرًا، بقدر ما أغرقتها هذه الأمطار، وكانت سبب بؤس سكانها، فقد شهدت المديرية أضرارًا كبيرة خلفتها سيول الأمطار الغزيرة، مما جعل أهالي المديرية يطلقون نداء استغاثة عاجلة.وتحاط مديرية جبل حبشي بسلسلة جبال متمثلة بهيجة عامر، والمتارس، وذي زنه، والمدرج، وشعب درع، وشعب عريف، وشعب المعلم، وشعب الغوز، ومن جبال الهياج وقممها العالية في ريمة. وتدفقت السيول بقوة كبيرة نتيجة الانحدار الشديد لهذه المرتفعات، وجرفت كل ما يقابلها من شجر وحجر.
وكان لقرية وادي البير بعزلة بني عيسى، وقرية بيت الوافي بعزلة بلاد الوافي، وعزلة الشراجة، النصيب الأكبر من الأضرار الناتجة عن السيول.
وضاعفت أضرار السيول من معاناة سكان بلاد الوافي، إحدى عزل جبل حبشي المحاصرة من قبل جماعة الحوثي التي تسيطر على خط الرمادة وهجدة، ما يجبر أهالي العزلة على سلوك طرق فرعية عبر قرى عزلة بني عيسى، إلا أنها هي الأخرى باتت مقفلة أمامهم نتيجة الصخور التي جرفتها سيول الأمطار، لتبقى العزلة محاصرة من جميع الجهات، مما اضطر سكانها لاستخدام الحمير في نقل المواد الغذائية لساعات طويلة.
تعرضت الطرق الرئيسية والفرعية، وكذلك أعمال الرصف، للدمار الكامل، مما فاقم حجم المعاناة في قرى مديرية جبل حبشي بتعز. كما أن منسوب المياه ارتفع في قرية وادي البير، وقرية بيت الوافي، إلى أكثر من متر ونصف.
جرف حقول زراعية


وكان للسيول تأثير كبير على القطاع الزراعي في المديرية، إذ جرفت السيول أكثر من 423 قطعة أرض زراعية، بعد أن كان المواطنون على وشك قطف محاصيلهم، لتصبح أكثر من 4000 أسرة في المديرية، لا تمتلك شيئًا لاعتمادها بشكل كلي على النشاط الزراعي، وفق رصد المجلس المحلي بمديرية جبل حبشي.
وتشير الإحصائيات إلى أن أضرار السيول في المديرية أسفرت عن إصابة عشرات المواطنين، وتعطل 15 مصدر ومشروع مياه، وتضرر أكثر من 10 منازل، وقطع 5 طرق فرعية بالعزل، بالإضافة إلى نفوق عشرات المواشي.
ويقول الإعلامي في إذاعة “وطني إف إم”، وأحد سكان مديرية جبل حبشي، المعتصم الجلال،إن الكثير من أُسر القرى تقطع مسافات طويلة مشيًا على الأقدام، حتى تصل إلى المرافق الخدمية، سواءً في مركز المحافظة أم مفرق جبل حبشي، بسبب أن قطع الطرق.
ويضيف الجلال أن السيول الجارفة دمّرت ما لا يقل عن بئرين في منطقة ريمة، وتسللت إلى حوافي مدرسة الشهيد قيس الجلال التي تغطي بتعليمها 8 قُرى مجاورة، لتضعها تحت تهديد الانهيار.
ووجه الأهالي والسلطة المحلية بمديرية جبل حبشي، نداء استغاثة ومناشدة عاجلة إلى محافظ تعز نبيل شمسان، والجهات المعنية والمنظمات الإنسانية، لإغاثة أبناء المديرية والنازحين الذين تعرضوا لأضرار بالغة، وخسائر مادية جسيمة، بسبب كوارث الأمطار والسيول الجارفة التي اجتاحت عزل المديرية، واتخاذ الحلول العاجلة لما خلفته السيول من دمار في الأراضي الزراعية، باعتبارها من الحوادث القاهرة والكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى وضع حلول مستدامة.
وبعد إطلاق نداء الاستغاثة من أهالي قرى مديرية جبل حبشي، وجه المحافظ شمسان، مدير المديرية، فارس المليكي، بمباشرة العمل على إنقاذ المناطق المنكوبة في جبل حبشي. وجاء في البرقية العمل على فتح الطرق ورصد الأضرار والاستعداد التام لعمليات الإنقاذ الطارئة للمواطنين، والتعامل مع توقعات الطقس التي تتحدث عن استمرار هطول الأمطار الغزيرة على المديرية خلال الأيام القادمة.