آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

حكيمي يستعيد حريته

اليمن اليوم-

حكيمي يستعيد حريته

بقلم - بدر الدين الإدريسي

غير الثناء الذي يستحقه الشاب أشرف حكيمي ومعه محيطه القريب، على أنه لم يتزحزح ولو للحظة عن اقتناعه الكامل باللعب للفريق الوطني، وهو الذي كان مهيئا له مع وجوده داخل ريال مدريد أعرق وأكثر الأندية وجاهة بالجارة إسبانيا، اللعب مع الماتادور الإسباني، غير الإشادة بروح الإنتماء للوطن، الذي لا يقبل بأي مزايدة من أي نوع، هناك بالطبع الإيثار الذي أبداه هذا الشاب الرائع منذ أن وصل إلى الفريق الوطني، فخورًا أيما افتخار باللعب لأسود الأطلس، ففي المباريات الدولية 14 المسجلة بإسمه حتى الآن، لعب أشرف حكيمي ما لا يقل عن 90 بالمائة من هذه المباريات في مركز الظهير الأيسر وهو الذي تربى ونشأ، بل وخاض مئات المباريات مع الفئات العمرية الصغرى للريال وحتى مع الفريق الأول في مركز الظهير الأيمن، من دون أن يتأفف أو يضجر أو يلتمس العذر لنفسه في عدم مطابقة نفسه وفي عدم التعبير مطلقا عن الإمكانات التقنية الرائعة التي يتمتع بها.

وتزامن مجيء حكيمي مع الإصابة البليغة التي تعرض لها حمزة منديل الظهير الأيسر للفريق الوطني، إصابة استدعت خضوعه للجراحة ومعها فترة غياب طويلة للعلاج والنقاهة، المؤسف أنها تزامنت مع مرحلة مفصلية في التاريخ الحديث للفريق الوطني، إذ عاد الأسود بعد نهائيات كأس إفريقيا للأمم بداية عام 2019 بالغابون إلى تصفيات كأس العالم بأمل اقتناص التذكرة المونديالية الوحيدة المتاحة في مجموعة الموت التي جمعتهم بمنتخبات كوت ديفوار والغابون ومالي.

وأمام غياب بديل لمنديل بالمقاسات التقنية والتكتيكية التي تقنع الناخب الوطني هيرفي رونار، لجأ الأخير إلى خيار وضع أشرف حكيمي في الرواق الأيسر لدفاع الفريق الوطني، في نزالات شرسة وصعبة، وبدا الأمر أشبه ما يكون بامتحان عسير نجح فيه حكيمي باقتدار، فالفتى كان يملك من المدخرات التقنية ومن الرأسمال النفسي ومن التحفيزات المعنوية ما ساعده على أن يؤدي واجبه بسلاسة وبأقل الأخطاء الممكنة، فلا أذكر في كل المباريات التي لعبها حكيمي ظهيرا أيسر، أنه ارتكب أخطاء مكلفة ومؤثرة، بل إن من يعيد مشاهدة المباريات الثلاث التي خاضها أسود الأطلس الصيف الماضي بروسيا، سيقف على حقيقة أن حكيمي فعل كل شيء من أجل التغطية على أن مركزه الأصلي هو اللعب يمينا وليس يسارا، والمثير في الأمر أنه نجح في ذلك لأبعد الحدود عند مواجهة المنتخبين البرتغالي والإسباني، اللذين يتواجد بهما لاعبون يعرفون من خلال معاشرته بريال مدريد، من هو حكيمي وما مقدار الصعوبة التي سيلاقيها في تمثل دور ليس من الطبيعة، برغم ما يتم ترديده اليوم من أن لاعب المستوى العالي لابد وأن يكون "بوليفالان"، أي متعدد الإختصاصات.

ومع هذا الإتقان في العمل، إلا أننا كنا نشعر بمطلق الأمانة أن حكيمي لا يتوصل مخافة ارتكاب حماقات في أداء الدور، إلى التعبير عن كل مكنوناته الفنية.

اليوم يبدو وكأن أشرف حكيمي سيتحرر من قبضة مركز كان يستنزف الكثير من قدراته التقنية، فمع اكتمال جاهزية حمزة منديل الذي شكل انتقاله من ليل الفرنسي إلى شالك الألماني، مفاجأة جميلة له وللفريق الوطني، إذ تمكن سريعا من فرض نفسه كواحد من ثوابت شالك، سيكون ممكنا أن نشهد في مباراة جزر القمر، حضور حكيمي في الرواق الأيمن بخاصة مع التراجع الكبير الذي تشهده تنافسية نبيل درار مع فريقه التركي.

وطبعا مع هذه العودة المرتقبة لحكيمي إلى وكر الإبداع ومركز التخصص، سنسجل تلك الإنسيابية في الأداء، بالنظر إلى أن حكيمي يجيد مع أداء الأدوار الدفاعية على اختلافها، خلق الكثافة العددية هجوميا بفضل طلعاته المتقنة وتمريراته الحاسمة ورفعاته الجميلة وكذا أهدافه من الزوايا الصعبة لوجود قدرة رهيبة لديه للجمع بين القوة والدقة في كل تسديداته.

مع وجود الشابين الرائعين أشرف حكيمي وحمزة منديل في قمة الجاهزية، سنكتشف الوجه الجميل لدفاع يتوسطه على الخصوص السخي والكاريزماتي غانم سايس، دفاع يعطي الأمان ويضمن متعة مشاهدة جناحين دفاعيين يحلقان للهجوم بكل ألوان السحر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكيمي يستعيد حريته حكيمي يستعيد حريته



GMT 10:32 2018 الخميس ,14 حزيران / يونيو

جميعا نحو سفر تاريخي

GMT 14:59 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

لا تصدقوا الوديات

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 20:26 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إتيكيت كتابة الإيميل و طريقه تعاملك مع الاشخاص

GMT 09:26 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

الدباسي يعلن انضمام ناقلة نفط إلى أسطول "البحري"

GMT 20:17 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كراينوفيتش يتأهل إلى ربع نهائي بطولة باريس بيرسي

GMT 05:53 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

بيلا حديد تسحر العيون بإطلالة هي الأجرأ على الإطلاق

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 09:38 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 02:49 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إلغاء 5 رحلات دولية في مطار القاهرة بسبب قلة عدد الركاب

GMT 20:35 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد المصارعة "wwe" ينفي وفاة بيغ شو في حادث سير
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen