آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

تجديد البلد

اليمن اليوم-

تجديد البلد

بقلم - عمرو الشوبكي

تحتاج مصر إلى تجديد كامل، يتطلب أيضا إصلاحاً شاملاً فى كل المجالات، وليس فقط فى مجال الخطاب الدينى، وأن الحديث المتكرر عن ضرورة تجديد الخطاب الدينى بمعزل عن تجديد الخطاب السياسى والثقافى لا يضعنا فى الاتجاه الصحيح، ويقدم قضية تجديد الخطاب الدينى وكأنها قضية منعزلة عن باقى أزمات المجتمع.

والحقيقة أنه لا يوجد مجتمع تقدم واعتبر قضية تجديد الخطاب الدينى قضية تخص فقط رجال الدين إنما هى بالأساس قضية نظام سياسى، فأوروبا على سبيل المثال لم تجدد كنيستها نفسها إلا بعد أن تطور المجتمع نفسه ودخل فى عصر النهضة، واضطرت الكنيسة للانسحاب من المجال السياسى وأصبحت ملتزمة بقواعد دولة القانون المدنية والديمقراطية.

ورغم أن الكنيسة عرفت فى القرون الوسطى مجددين وإصلاحيين، إلا أن انتقالها إلى مرحلة جديدة بدأ عقب تطور المجتمع نفسه، ولم يطالبها أحد بأن تتطور فى ظل جزيرة متخلفة محيطة بها من كل جانب.

وقد قدم الأزهر وفضيلة الإمام أحمد الطيب رؤية تجديدية فى كثير من الجوانب (نراها غير كافية)، حتى إنها بدت فى كثير من الجوانب أكثر تقدماً من المجتمع نفسه، فكيف يمكن أن نطالب الأزهر بأن يكون مجدداً فى ظل مجتمع ملىء بالجهل والتعصب؟!.

ومَن قال إن الأزهر هو المسؤول فقط عن انتشار التعصب والطائفية فى كثير من ربوع مصر، أليست الدولة مسؤولة أيضا عن عدم نشر تعليم جيد وتطبيق دولة القانون؟، أليست الدولة مسؤولة عن خطاب سياسى وإعلامى يكرس قيم العدالة واحترام القانون؟، أليست الدولة مسؤولة كما قالت مرات عديدة عن محاربة الإرهاب بالتنمية والعدل وليس فقط بتجديد الخطاب الدينى؟!.

لو أصبح الأزهر مؤسسة مدنية مستنيرة بالكامل وتخلى عن كل ما يراه صحيح الدين، وبقى المجتمع على حاله دون أى تنمية (سياسية واقتصادية) أو تعليم جيد، يُغيّب إعلامه النقاش العام ويسطح قضايا السياسات العامة (صحة، تعليم، مواصلات) ويشاهد يوميا جرعات من الخرافة والبذاءة.. فهل سيختفى التطرف والجهل والتعصب؟ الإجابة بالقطع لا.. لأن محاربة كل هذه الآفات هى بالأساس مهمة الدولة والنظام السياسى، لأن كثيراً من المتطرفين الذين اعتدوا على المسيحيين وهدموا بيوتهم هم أقرب فى ثقافتهم إلى البلطجية والمجرمين، وكثير منهم لم يقرأ ابن تيمية، ولم يطلع على تفسير مستنير أو متشدد لآية قرآنية أو حديث، إنما هى الغوغائية والجهل السائدان فى مجالات أخرى.

صحيح نحتاج لمزيد من التجديد فى خطابنا الدينى ونحتاج لمزيد من الإصلاحات داخل الأزهر، ولكن نحتاج لتجديد أكبر بكثير فى منظومتنا السياسية والثقافية وإصلاح أكبر (بكثير) لمؤسسات الدولة.. وإن الشعوب تتقدم بمنظومة سياسية تنقلها للأمام وتفرض على الجميع احترامها وليس فقط عبر تجديد خطابها الدينى.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجديد البلد تجديد البلد



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:39 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 00:00 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 02:44 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 04:08 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انخفاض أسعار السيارات الكهربائية خلال العامين المقبلين
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen