آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

إدلب: المعركة المؤجلة

اليمن اليوم-

إدلب المعركة المؤجلة

بقلم - عمرو الشوبكي

نجح اجتماع سويتشى بين بوتين وأردوجان فى تأجيل معركة استعادة إدلب من قبل النظام السورى وإيقاف معركة الحسم التى رتبها بعد أن أعد العدة لاقتحام المدينة بدعم جوى روسى.

ويوجد فى إدلب 10 آلاف عنصر من تنظيمى داعش والقاعدة الإرهابيين، وحوالى 40 ألفا من عناصر المعارضة المسلحة من الجيش الحر المدعوم مباشرة من تركيا، وكلاهما مزروعان وسط 3 ملايين مدنى.

وقد توافقت تركيا وروسيا على وضع استراتيجية لعزل مقاتلى القاعدة وجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) أولا عن المدنيين، ثم بعد ذلك عن باقى الفصائل المسلحة حتى يتم استهدافها والقضاء عليها، وأعلنت تركيا استعدادها المشاركة فى العملية العسكرية، واعتبرت هيئة تحرير الشام، التى سبق أن دعمتها، أنها منظمة إرهابية فى إدلب.

والحقيقة أن هناك إصرارا سوريا روسيا على ضرورة تصفية البؤر الإرهابية فى إدلب واستعادتها بالكامل حتى لو كان على حساب عشرات الآلاف من المدنيين يعيشون فى داخل المدينة المنكوبة.

ونقل القادة الروس لعدد من أعضاء الفريق الأممى، الذى يقوده «ديمستورا»، حجة تقول: إنه حين كانت الولايات المتحدة تدعم استعادة القوات العراقية للموصل لم يعترض العالم ولم يتحدث عن المدنيين، فى حين أن العالم الآن قلب الدنيا على إدلب لأن روسيا هى التى تدعم الهجوم.

والمؤكد أن المنظومة العالمية لديها تحيزات لصالح الغرب وأمريكا، ولكن هذا لا يعنى التعامل مع المدنيين فى أى مكان بهذا القدر من الاستباحة، خاصة أن عدد سكان إدلب هو الأكبر بين كل المدن التى تمت استعادتها مؤخرا فى العراق وسوريا.

والحقيقة أن أخذ التنظيمات المسلحة والإرهابية المدنيين كرهائن والاختباء خلف النساء والأطفال جريمة حرب مكتملة الأركان، مثلها مثل خطط استعادة تلك المدن على يد القوات الحكومية وداعميها دون إعارة أدنى اهتمام لحجم الضحايا المدنيين.

والحقيقة أن الاتفاق التركى- الروسى ليس هدفه فقط حماية المدنيين، إنما من الوارد أن يكون له تداعيات سياسية مهمة وخطيرة، فوجود منطقة منزوعة السلاح فى إدلب سيجعل انتصار النظام منقوصا وسيضعف من خطاب السيادة الكاملة والتحرير الذى يروجه كل يوم، لأنه سيعنى عمليا اقتطاع جانب من الأراضى السورية ووضعه تحت الحماية التركية والروسية.

والحقيقة أن الهدف التركى الحقيقى وراء توقيع تلك الاتفاقية يختلف عن الهدف الروسى، (ولذا من الوارد التعارض)، لأنه سيعتبر ذلك خطوة من أجل إضعاف النظام قد تمهد فى المستقبل لإسقاطه، فى حين أن التحدى الحقيقى الذى تواجهه تركيا هو فى قدرتها على إحداث هذا الفصل بين الجماعات الإرهابية والمدنيين، وهو أمر ليس بالسهل وأمامه تعقيدات كثيرة.

معركة إدلب مؤجلة وطبيعتها وحدودها متوقفة على النجاح فى القضاء على التنظيمات الإرهابية حتى يمكن حماية المدنيين وتجنب سوريا دماء جديدة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدلب المعركة المؤجلة إدلب المعركة المؤجلة



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 23:44 2016 الأحد ,29 أيار / مايو

كريم طبيعي وبسيط يزيل رائحة العرق بسهولة

GMT 01:36 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

جامعات يابانية تستعرض برامجها الدراسية في "نجاح 2016"

GMT 14:51 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بدر الشعيبي ينشر صورة طفلته الجديدة على موقع "إنستغرام"

GMT 22:15 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

المؤتمر الوطني يعتمد تشكيل حكومة الوفاق الوطني

GMT 06:57 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 3

GMT 09:22 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مليارات من الجراد تجتاح كينيا

GMT 13:21 2021 الجمعة ,02 تموز / يوليو

السيارات الطائرة ستصبح حقيقة بحلول 2030
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen