آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

ليسوا واحدًا

اليمن اليوم-

ليسوا واحدًا

بقلم - عمرو الشوبكي

من يضع كل زعماء الغرب والشرق فى سلة واحدة مخطئ ومتطرف، فالتنوع والتباين والتناقض ليس فقط فى التوجه السياسى، إنما أيضا فى المشاعر الإنسانية أمر مؤكد بين هؤلاء الزعماء والقادة.
وما جرى فى نيوزيلندا له أكثر من دلالة، فهى بلد غربى صغير، 75% من سكانه من أصل أوروبى، بينما يشكل «الماورى»، وهم السكان الأصليون، حوالى 15%، أما الباقى فمن أصول آسيوية مختلفة، ولا يتعدى عدد المسلمين النيوزيلنديين 1% من عدد السكان، أى حوالى 50 ألفا من أصل 5 ملايين نسمة.رئيسة وزراء نيوزيلندا هى أصغر رئيسة وزراء فى العالم (37 عاما)، وتنتمى لحزب العمال اليسارى، وتحمل قيمًا مدنية تؤمن باحترام التنوع الثقافى وترفض أى أفكار تتعلق بتفوق العرق الأبيض واستعلائه، وهى أم ومنحازة أيضا لقضايا المرأة. رد فعل رئيسة وزراء نيوزيلندا «جاسيندا أردرن» على الجريمة الإرهابية البشعة التى سقط على أثرها 50 شهيدا مسلما فى بيت من بيوت الله هو رسالة شديدة الاحترام لكل قادة العالم، فهى ليست مسلمة، وربما يكون موقفها أقرب للحياد من قضايا الدين والإسلام، ولكنها انتفضت لقيم مدنية ترفض الكراهية والتعصب والإرهاب، وواجهت بشكل عملى مواقف كثيرٍ من القادة الغربيين الذين «شرعنوا» خطاب اليمين المتطرف.ليس معتادًا فى بلد غربى، معظم مواطنيه أصولهم أوروبية، أن يرفع الأذان فى وسائل الإعلام، وأن ترتدى رئيسة الوزراء غطاءً للرأس مثلما يفعل المتدينون المسلمون، وأن تشارك ضحايا الجريمة البشعة حزنهم ومشاعرهم الإنسانية حين وقفت إلى جانبهم كأنها فرد منهم، فى مشهدٍ إنسانى غير متكرر حتى فى عالمنا العربى حين اعتاد كثير من زعمائه ألا يشاركوا شعوبهم الأحزان والمصائب ويبقون منعزلين فى أبراجهم المحصنة. (لن ينسى المصريون هذا التبلد فى التعامل مع حادث غرق العبارة السلام فى عام 1998 وموت ألف شخص فى عرض البحر).قد يرى البعض أن نيوزيلندا بلد غربى صغير، وبالتالى ما قامت به رئيسة الوزراء من ردود فعل أخلاقية وسياسية لا يعبر عما هو متصاعد فى البلاد الغربية من تعصب وكراهية، والحقيقة أن القيم التى عبرت عنها رئيسة الوزراء هى قيم إنسانية عالمية موجودة فى الغرب والشرق، مع فارق أساسى أن هناك محاولات غربية دائما لحصار هذه الأفكار المتطرفة من خلال الديمقراطية ودولة القانون. تجاوزت رئيسة وزراء نيوزيلندا الصورة الذهنية التى يحملها البعض عن زعماء الغرب، وبدت أكثر احترامًا لمشاعر المسلمين أكثر من بعض العرب والمسلمين الذين أصابهم تبلد إنسانى وسياسى نادر.فكما أن هناك متطرفا وإرهابيا كتب 74 صفحة عن «الإحلال الكبير» مليئة بالعنصرية والكراهية، وضرب أمثلة بالحروب الصليبية وأبدى إعجابه بكل رموز اليمين القومى المتطرف فى أوروبا، وخاصة ترامب، هناك أيضا من هو مثل رئيسة وزراء نيوزيلندا التى تبنت قيماً إنسانية نبيلة قبل أن تتعاطف مع المسلمين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليسوا واحدًا ليسوا واحدًا



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 05:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

نشاطات واعدة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 08:19 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

"جبل السودة" لمحبي الطبيعة الساحرة والخيال

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 14:30 2018 السبت ,12 أيار / مايو

نسب النبي صلى الله عليه وسلم

GMT 02:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

الهردومي يؤكد الانتصار على الجيش مهم لخنيفرة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen