آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

هل هى موجة ثانية (2- 2)

اليمن اليوم-

هل هى موجة ثانية 2 2

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

بعيدا عن اعتبار ما جرى فى السودان وما يجرى فى الجزائر والعراق ولبنان على أنه موجة ثانية من الانتفاضات العربية، أو موجة جديدة تختلف فى مضمونها ونتائجها عما جرى فى بلاد الموجة الأولى (تونس، مصر، ليبيا، سوريا، اليمن) إلا أن المؤكد أن هذه الموجة مختلفة ولن تنتمى فى نتائجها لتجارب الفشل الكامل التى شهدت حروبًا أهلية وانهيارًا لمؤسسات الدولة.

ومازال النقاش مستمرًا بين كثير من باحثى وأساتذة العلوم السياسية فى الغرب والشرق عن تأثير البعد الاقتصادى فى الانتفاضتين العربيتين الأولى والثانية.

والحقيقة أن فى تجربتى تونس ومصر كانت قضية المطالبة بالكرامة الإنسانية وشعور قطاع واسع من الشعب بالتهميش الاجتماعى والسياسى من أسباب اندلاع الانتفاضتين فى كلا البلدين أكثر من الدافع الاقتصادى المباشر.

إن شعور قطاع واسع من الشعب بالتهميش والتجاهل والإهانة، خاصة مع تصاعد مشروع التوريث فى مصر، كما أن رد فعل الشاب «بوعزيزى» على إهانته من رجال الشرطة التونسية بحرق نفسه وموته، تعبير عن تلك الحالة من اليأس وغياب الكرامة، وهى كانت من الأسباب التى دفعت الناس للثورة ورفض النظم القائمة.

بالمقابل يمكن القول إن الأزمة الاقتصادية ومشاكل الفقر والتهميش كانت حاضرة كسبب رئيسى وراء اندلاع الموجة الثانية من الانتفاضات العربية، خاصة فى السودان والعراق ولبنان، وبدرجة أقل الجزائر، مقارنة بالموجة الأولى فى تونس ومصر.

ورغم أن الأوضاع الاقتصادية فى مصر أصعب من معظم البلدان العربية، كما أنها تعانى من مشكلات فقر وعدم عدالة فى توزيع الثروة إلا أنه تظل الأسباب الرئيسية وراء اندلاع انتفاضة يناير بالأساس أسبابا سياسية وأسبابا لها علاقة بقضايا التهميش والشعور بعدم العدالة وغياب الكرامة أكثر منها مشاكل الفقر والعوز الاقتصادى، خاصة مع الدور الواسع الذى لعبته شرائح الطبقة الوسطى فى هذه الانتفاضة.

بالمقابل يمكن القول إن العامل الاقتصادى كان هو المحرك الأول لانتفاضة السودان، وأن الاحتجاجات فى بدايتها كانت بالأساس لأسباب اقتصادية نتيجة الغلاء ورفع الدعم عن بعض السلع، ثم تحولت بعد ذلك إلى مطالب سياسية تدعو إلى إسقاط النظام.

والمؤكد أن العامل الاقتصادى حاضر بقوة فى انتفاضتى العراق ولبنان وقضايا الفقر والتهميش والفساد والمحاصصة الطائفية، كلها عوامل أدت إلى اندلاع الاحتجاجات الواسعة فى هذه البلدان.

يقينًا العامل الاقتصادى حاضر فى الاحتجاجات العربية، لكن من الصعب اعتباره، بمفرده، عاملا رئيسيا، فهو محرك لعوامل أخرى، أهمها عدم الثقة فى النخب الحاكمة لأسباب مختلفة بعضها يتعلق بالمحاصصة الطائفية، كما فى العراق ولبنان، وبعضها الآخر نتيجة البقاء الطويل فى السلطة لنفس التحالف الحاكم، كما هو الحال فى الجزائر، مما عجل بموجة جديدة من الانتفاضات العربية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هى موجة ثانية 2 2 هل هى موجة ثانية 2 2



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 20:26 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إتيكيت كتابة الإيميل و طريقه تعاملك مع الاشخاص

GMT 09:26 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

الدباسي يعلن انضمام ناقلة نفط إلى أسطول "البحري"

GMT 20:17 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كراينوفيتش يتأهل إلى ربع نهائي بطولة باريس بيرسي

GMT 05:53 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

بيلا حديد تسحر العيون بإطلالة هي الأجرأ على الإطلاق

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 09:38 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 02:49 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إلغاء 5 رحلات دولية في مطار القاهرة بسبب قلة عدد الركاب

GMT 20:35 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد المصارعة "wwe" ينفي وفاة بيغ شو في حادث سير
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen