آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

مع الغرب.. وضده

اليمن اليوم-

مع الغرب وضده

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

ليس غريباً أن تكون مع الغرب، وضده، فى آن معاً. كثير من العرب، والشرقيين عموماً، كذلك. يمكن أن تكون مع الغرب للاستفادة من نهضته التى غيرت وجه الحياة على الأرض، منذ القرن الثامن عشر، ومازالت. فى هذه النهضة ما يمكن، بل ما ينبغي، استلهامه وليس نقله كما هو فقط.

ويمكن أن تكون ضد الغرب فى بعض سياسات هذه الدولة أو تلك من دوله، منذ العصر الاستعماري. ألحقت سياسات الهيمنة الغربية أضراراً متفاوتة بالبلدان التى خضعت، أو أُخضعت، لها.

يبدو من الطبيعي، إذن، أن يكون الشخص مع الغرب فى أمور، وضده فى غيرها. لكن قد يكون غريباً أن يبدى المرء الحماسة نفسها. فيما يعجبه فى الغرب، وفيما يرفضه فيه، أيضاً. وربما يكون المفكر الراحل سلامة موسي، الذى حلت الذكرى الستون لرحيله قبل أيام، أحد أكثر من أيدوا القدر نفسه من الحماسة فيما نقلوه عن الغرب، وفيما رفضوه فيه. فقد آمن إيماناً جازماً بأن اتباع خطى الغرب هو السبيل الوحيد لمواجهة التخلف، وتحقيق النهضة والتقدم. شاركه مفكرون ومثقفون مصريون، وعرب آخرون، الإيمان بإعلاء شأن العقل، والأخذ بأسباب العلم، وتحرير المجتمع من قيود اجتماعية وثقافية تكبله، فى إطار رؤية كانت جديدة وقتها للإنسان والكون. لكن طريقته فى تقديم ما آمن به كانت صادمة فى الأغلب الأعم لقطاع معتبر من المجتمع. ولذلك هوجم، كما لم يُهاجم أحد فى الثلث الأول من القرن الماضي، وخصوصاً عندما شرح نظرية دارون فى النشوء والتطور، وكذلك عندما عبر عن إيمانه باشتراكية لم تكن مألوفة فى ذلك الوقت. كان الهجوم عليه متواصلاً، بخلاف ما حدث مثلاً فى حالة د. طه حسين الذى هوجم بسبب كتابه فى الشعر الجاهلي.

وبالحماسة نفسها، وقف سلامة موسى ضد الاستعمار الغربي، ولم يكتف بالتعبير عن رفض الاحتلال البريطاني، بل تحرك ضده، وسعى لتحويل شعار مصر للمصريين إلى عمل على الأرض عن طريق تأسيس جمعية المصرى للمصرى التى حثت المصريين على مقاطعة السلع الإنجليزية.

كان الراحل الكبير علماً من أبرز أعلام الثقافة والفكر فى عصره. ولكن تراثه لم يلق العناية الواجبة بعد.

المصدر :جريدة الاهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع الغرب وضده مع الغرب وضده



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 23:44 2016 الأحد ,29 أيار / مايو

كريم طبيعي وبسيط يزيل رائحة العرق بسهولة

GMT 01:36 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

جامعات يابانية تستعرض برامجها الدراسية في "نجاح 2016"

GMT 14:51 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بدر الشعيبي ينشر صورة طفلته الجديدة على موقع "إنستغرام"

GMT 22:15 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

المؤتمر الوطني يعتمد تشكيل حكومة الوفاق الوطني

GMT 06:57 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 3

GMT 09:22 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مليارات من الجراد تجتاح كينيا

GMT 13:21 2021 الجمعة ,02 تموز / يوليو

السيارات الطائرة ستصبح حقيقة بحلول 2030
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen