آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

مفكرة البحرين: طريق اللؤلؤ

اليمن اليوم-

مفكرة البحرين طريق اللؤلؤ

بقلم - سمير عطا الله

كنتُ في افتتاح متحف البحرين الوطني قبل نحو ثلث قرن. ويتساءل المرء في نفسه: ماذا لدى هذه الدولة الصغيرة تبني له متحفاً؟ التاريخ ليس مساحة. ولن أكف عن استخدام تعابير مثل «مدهش» و«مبهر» مهما كانت غير مرغوبة في العمل الصحافي. وقد عدت إلى متحف البحرين أمس من أجل جولة في جناحه الجديد «طريق اللؤلؤ»؛ إحدى اللآلئ الوطنية التي صنعتها مي الخليفة.

لطالما قرأت منذ بداية عملي في الكويت عن هذا الموضوع الأثير عند أهل الخليج: الغوص والنواخذة واللؤلؤ وصيد الرزق من أعماق المياه. لكن الآن ها هي مراحل الطريق الصعب أمامك: الملقط العظمي الحاد الذي يسد به الغواص أنفه بإحكام لكي لا يتسرب إليه الماء ويخنقه. أربع دقائق يطارد الصدفة، وقد غاص خلفها حاملاً بيده حجراً ثقيلاً جداً يساعده على سرعة النزول.

وما إن يلمحها ويسحبها، حتى يؤشر بشد الحبل إلى رفاقه في المركب أن أصعدوني إلى فوق.

في الواجهات الزجاجية تشاهد أدوات وسكاكين فتح المحارة الغالية، ونماذج من أحجام اللؤلؤ، وصور الغطاسين القدامى بصدورهم العارية، وميزان اللؤلؤ وكتاب الأسعار، وفهرس الأنواع، وصندوق النواخذة (القبطان) الخشبي الأحمر اللون.

كان مضيئاً طريق اللؤلؤ من الأفواق إلى الأعماق. لكنه كان الحصاد الوحيد في أرض قاحلة. حتى حجر البناء القاسي كان يأتي من الهند. وما يُعثر عليه هنا لا يبني مبنى مرتفعاً. ومع ذلك، لعبت البحرين دورها كعاصمة قديمة على هذا الساحل الممتد إلى ما بين النهرين لبلاد عُرفت قبل 4 آلاف سنة باسم ديلمون.

يقف هذا المتحف الجميل شاهداً على ماضٍ متنوع. وفيما نحن في جولتنا، مررنا بفرق من تلامذة المدارس يتعرفون بدورهم على ما وراء يفاعهم من تراث. كيف تفاخر بوطنك إذا لم يكن له تاريخ يعتز به. لكن الأكثر أهمية وبراعة أن تحافظ على التاريخ من أجل الخروج إلى المستقبل. تلك هي طريق الحياة الحقيقية. فالإنسان يستدل بالماضي، لكنه لا يتجمد فيه، على عكس شريعة الخلق ومنطق الحياة.

كلما عدت إلى البحرين، أجد في انتظاري عملاً تأريخياً جديداً للبحاثة الدكتور عبد الله المدني؛ أو بالأحرى عملاً موسوعياً. كتابه الآن «النُخب في الخليج العربي» قاموس لكبار أهل المنطقة في سائر حقول الحياة. نحو 700 شخصية لعبت أدواراً مختلفة في بناء عمارة الخليج منذ أوائل القرن الماضي حتى اليوم. إضاءات علمية مدققة على سِيَر كنتُ نعتقد أننا نعرفها ولا نعرفها.

«فالحضرمي الذي أحب الكويت حتى الثمالة» لم نكن ندري أن أحمد السقاف كان حضرمياً. ولم نكن ندري أن عبد العزيز حسين، الوزير الذي أصر على الطقم الإفرنجي طوال عمره، كان جده قرشياً من مكة.

إلى اللقاء...

نقلا عن الشرق الأوسط 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة البحرين طريق اللؤلؤ مفكرة البحرين طريق اللؤلؤ



GMT 04:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وكيل أميركا في سوريا

GMT 04:58 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عيون وآذان (أهم أخبار إدارة ترامب)

GMT 04:52 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

إنصافا للدبلوماسية المصرية

GMT 04:38 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف قبلي!!

GMT 04:36 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

خفض الأسعار والتضخم
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 02:08 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شينولا تطرح أفضل سماعات للرأس بتصميمات أنيقة

GMT 14:48 2016 الأربعاء ,03 آب / أغسطس

كوكتيل الرمان

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

الجودة في التعليم مسؤولية متقاسمة بين المجتمع والمدرسة

GMT 03:02 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هل تعرفين أثار الضرب على طفلك؟

GMT 22:55 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع لا بورا ملاذ مخصص للسيدات

GMT 13:12 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

أزارو يخلق أزمة بالاتفاق السعودي

GMT 04:46 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

بولتون يؤكّد أن ناسا لديها برنامج يتوقع الجفاف
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen