آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

جدها في «عاموديا»

اليمن اليوم-

جدها في «عاموديا»

بقلم - سمير عطا الله

التقينا على غداء في مزرعة المهندس ميسرة سكر، مجموعة ضيوف بينهم الرئيس فؤاد السنيورة. تقع المزرعة في بلدة «الجيّة» الساحلية وتبلغ مساحتها 120 ألف متر مربع. وقبل الغداء دعانا صاحبها إلى جولة في سيارة «غولف» كهربائية أقرب إلى باص صغير، تتسع للضيوف، وتغالب الطلعات الحادة، وتفوق سرعتها في النزول طيور المزرعة، الغريب منها والمألوف.
كل شيء كان غير مألوف لي. بدا الأمر وكأنني أحضر فيلماً من أفلام الخيال العلمي. كان من عادتنا في الماضي البعيد، أن نمرَّ في «الجيّة» لكي نشتري من سهولها «الخس» بالجملة. نصف سكانها كانوا يقفون على الطرقات أيام العطلة وأمامهم أكداس خضراء حملوها من السهول القريبة.

في مزرعة ميسرة سكر لا سهول ولا أتربة ولا فلاحة ولا أسمدة: قساطل أفقية بيضاء مثقوبة، وفي كل ثقب شتلة. وفي مساحة صغيرة من هذه القساطل النظيفة مثل مشكاك المناشف في الحمام، يقوم موسم يفوق 50 ضعفاً نتاج موسم مشابه في سهول الجية.

ولا أرض ولا عقار ولا جدران ولا حيطان. إنها مزارع المياه الجديدة. وفي هذه المزرعة تسعون في المائة مياه و10 في المائة تراب وفيتامين يشبه فيتامين الصيدليات. هذه هي الآن «الحدائق المعلقة» كما كانت تسمى جنائن بغداد في عصور الخلفاء. لا هدر في المياه ولا في المساحات ولا إرهاق في الحرث والعناية والقطاف. أقرأ دائماً في صحف مصر عن الشكوى من كميات المياه التي تذهب هدراً في سقاية الغمر. وعندنا في لبنان قضم الإسمنت المتوحش كل خضرة والغذاء والجمال، من دون أن تحُل مكانها، هذه «الزراعة الذكية» أو «الزراعة النظيفة» بلغة هذه الأيام، حيث تأخذ الآلة محل الإنسان والحيوان ومعلم الحساب وصالة الجراحة الطبية.

كنت ولا أزال أذهل أمام عجائب الخلق. وفي مساحة 100 متر من التراب، تستطيع أن تزرع ورداً وزهوراً وشجرة زيتون وشجرة تفاح ومسكبة نعناع وغيرها. الآن تُزرعُ أصناف معلقة في قسطل مياه. وتتكفل المياه إعطاء كل نبتة لونها وطعمها وغذاءها. وبدل الزراعة الأفقية أصبح الخيار والبندورة والكوسى يتدلى عمودياً بأحجام متساوية مثل طوابع البريد. وفي الإمكان أن تحول شرفة منزلك إلى حديقة صغيرة فيها جميع مكونات «السلطة» طوال العام.

خطرت المزرعة العمودية سنة 1999 لأستاذ علوم البيئة ديكسون دي بومييه في نيويورك عندما وضع تلامذته مشروعاً لزرع مبنى من 30 طابقاً يمكنه تزويد 50 ألف نسمة بحاجاتهم من خضار كثير. غير أن صاحب الفكرة الأساسية كان جيلبرت ايليس بيلي العام 1915. وحلم دو بومييه بأن يطعم مانهاتن كلها من مزارع ناطحات السحاب. أما ضيوف ميسرة سكر فوجدوا في صناديق سياراتهم بعدما عادوا إلى منازلهم كميات من الخضار والفواكه الموضبة في علب كرتونية تشبه علب الثياب عند «لانفان».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدها في «عاموديا» جدها في «عاموديا»



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 20:26 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إتيكيت كتابة الإيميل و طريقه تعاملك مع الاشخاص

GMT 09:26 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

الدباسي يعلن انضمام ناقلة نفط إلى أسطول "البحري"
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen