آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

مؤسس الكذب

اليمن اليوم-

مؤسس الكذب

بقلم : سمير عطا الله

كان جوزيف غوبلز من عبدة هتلر. عاش مع «الفوهرر» يفلسف له وعنه الموت والحياة. وعندما قرر الزعيم النازي الانتحار، انتحر غوبلز معه. وأجبر زوجته وأبناءه الخمسة على الانتحار أيضاً. هايل هتلر، فليحيا القائد.أقرأ في مفكرة (وليس مذكرات) غوبلز في 8 أبريل (نيسان) 1941 أن الفوهرر كان مفتوناً بالحضارة اليونانية، و«منع قصف أثينا (وكان هذا قراراً نبيلاً منه). روما وأثينا كانتا بمثابة مكّة إليه. وهو يشعر بأسى شديد لاضطراره إلى محاربة اليونانيين. الفوهرر رجل يعشق الحضارات القديمة. وهو يكره المسيحية لأنها أعاقت كل ما هو نبيل في الإنسانية. كم هو هائل الفارق بين زويس (إله الإغريق) الطيب الضاحك وبين المسيح المصلوب المحطم بالألم. إن نظرة الشعوب

القديمة إلى الله كانت أيضاً أكثر نبلاً ورحمة من المسيحيين. يا للفارق بين كنيسة قاتمة ومعبد قديم مضيء. إن القائد يصف الحياة في روما القديمة بأنها مبهجة وعظيمة: الجمهورية الأعظم في التاريخ. وليتنا نعود الآن فوراً إلى تلك المدينة الخالدة. الفوهرر لا يطيق الثقافة القوطية. لا يحب الغموض والقتوم بل الوضوح والجمال. وفي هذا

المعنى هو رجل حداثة تماماً».سوف تلاحظ في مفكرة غوبلز عن سيده أنه يكرر استخدام مفردات مثل الإنسانية والجمال والحرص الشديد على الفرح والبهجة. كان يعبر عن هذه الروح الشهمة وهو في الطريق إلى احتلال تشيكوسلوفاكيا، وتدمير بولندا، وإحراق روسيا، وقصف بريطانيا، والزحف على فرنسا.لكن لم تكن تلك انفصامية رجل نمساوي مريض قاد ألمانيا إلى التدمير والانتحار. تلك كانت فلسفة غوبلز في الكذب. ظل يكذب إلى أن صدق نفسه وأرسى في العالم مدرسة إعلامية لا تزال تنتعش برغم

موتها وتحللها. كان لقب ستالين «الرجل المحب للسلام» وهو يزحف نحو أوروبا الشرقية، لضمها بعد خروج هتلر منها.الرجل الذي يحب الألوان الزاهية والأماكن المشرقة

والفرح، أغرق العالم في أحزان وجنازات بلا حدود. ودمّر وتسبب في تدمير أجمل المدن. وفي عز الحرب، لم يكن لدى جوزيف غوبلز ما يقوله للعالم سوى أن سيده يعشق جماليات روما ومعابد أثينا المضيئة وحضارة أثينا وفلاسفتها. وأثينا كانت نقيض ما عشق حقاً. هو، كان مثاله إسبارطة، التي عاشت في حرب وماتت في حرب، بينما بقيت أثينا أساساً حضارياً يدّعيه حتى هتلر وغوبلز.

يذكرنا غوبلز دائماً بالذين يكتبون نصوص السياسيين هذه الأيام. هراء من هنا وهراء من هناك، والنتيجة هراء بهراء. أكرمكم الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤسس الكذب مؤسس الكذب



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:39 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 00:00 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 02:44 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 04:08 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انخفاض أسعار السيارات الكهربائية خلال العامين المقبلين

GMT 02:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

هويدا ابنة صباح تدخل في مرحلة خطيرة من اليأس

GMT 17:20 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

جوارديولا يُزاحم برشلونة على صفقة جديدة

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,24 آب / أغسطس

10 زيوت عطرية لا بد أن تتوفر دائماً في منزلك

GMT 20:10 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

علاج البروستاتا بالأعشاب

GMT 04:27 2016 الأربعاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة سيلينا غوميز تتألق في مطار لوس أنجلوس
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen