آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

6 حبات شعير بطناً إلى بطن

اليمن اليوم-

6 حبات شعير بطناً إلى بطن

بقلم - سمير عطا الله

يستخدم الناس على مدى القرون كلمات وتعابير لا تعرف معانيها بدقة. وقد قرأنا يافعين كتاب عالم المخيلة للفرنسي الشهير جول فيرن: «20 ألف فرسخ تحت البحر»، من دون أن نعرف قياس الفرسخ بالتحديد. ولم يكن ذلك ضرورياً. فعندما قرأنا الكتاب وشاهدنا الفيلم، كانت الغواصة التي تخيلها جول فيرن قد أصبحت قطعة من المتحف بالنسبة إلى الغواصة المنفذة. وعندما شاهدنا في الستينات فيلم «حول العالم في ثمانين يوماً» عن رحلة بالمنطاد، كان الإنسان قد بدأ يدور حول الأرض، ويسافر من باريس إلى نيويورك في ثلاث ساعات، بأسرع من الصوت.

لكن كلمة فرسخ ظلت تظهر أمامنا في النصوص القديمة. وإلى اليوم نستخدم كلمة فلس في بلدان كثيرة، ولم أكن أدري أنها عبرية إلا منذ فترة، وبمحض الصدفة.
بالتأكيد قرأت مرات كثيرة «المسالك والممالك» لابن خرداذبة. وما زلت أعود إليه في بعض المراجعات برغم طباعته السيئة التي لا تزال الطبعة الأولى «في مدينة ليون المحروسة، مطبعة بريل، سنة 1889 المسيحية». ولم أنتبه من قبل أنني سوف أعثر على شرح الفراسخ عند هذا الجغرافي الراسخ. وفوقها كل ما تحتاج من قياسات، من الذراع (لا وجود للمتر) إلى الإصبع.

يطمئننا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله ابن خرداذبة، بالدرجة الأولى، أن الأرض «مدورة كتدوير الكرة، موضوعة في جوف الفلك كالمُحة في جوف البيضة». ويكمل: «واستدارة الأرض عند خط الاستواء 360 درجة، والدرجة خمسة وعشرين (كذا في النص) فرسخاً، والفرسخ اثنا عشر ألف ذراع، والذراع أربع وعشرون إصبعاً، والإصبع ست حبات شعير مصفوفة بطون بعضها إلى بعض، فيكون ذلك تسعة آلاف فرسخ».

فيا عزيزنا أبا القاسم، شكراً. ولقد نوَّرت إذ شرحت، وأوضحت إذ فسَّرت، لكنك عقَّدت إذ استطردت. فكيف لواحد مثلي أن يتمكن من رصف 6 حبات شعير، بطناً إلى بطن، ومن ذا يستطيع أن يميز في الشعير البطن من الظهر، أو الأعلى من الأسفل؟

ويُفهم من كتابك الثمين أن الحنطة كانت موجودة على أيامك، فلماذا حبات شعير لا حنطة؟ هل الواحدة أسمن، أو أقل سمنة، من الأخرى؟ ويا مولانا، العالم يتغير، أما الأرض (بتتكلم عربي) فما تزال مدورة مثل الكرة كما تفضلت وأسبقت. لكن اليوم لا فراسخ ولا شعير. أي هاتف (لم يتغير اسمه منذ أن هتف المستر ألكسندر بل، عبر الأطلسي، هالو، هل تسمعني) جوال يبلغك كم فشخة فشخت وكم فرسخاً فرسخت

نقلا عن الشرق الأوسط 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

6 حبات شعير بطناً إلى بطن 6 حبات شعير بطناً إلى بطن



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

تفاصيل وطرق تطور صناعة القش في البلدان العربية

GMT 18:21 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 00:18 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

عبد المجيد الرافعي يعتبر ذاكرة مدينة طرابلس

GMT 01:29 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

هاني جهشان يبيّن أن القتل الجماعي للأسرة ظاهرة خطيرة

GMT 11:31 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

غريفيث يزور مسقط غدًا السبت لإنعاش المفاوضات

GMT 12:50 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

تعرف على مزايا "يوتيوب ميوزيك" الجديدة

GMT 05:11 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

البورصة التونسية تغلق على تراجع في تعاملاتها

GMT 22:45 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

بايرن ميونخ يفقد روبرت ليفاندوفسكي في لقاء ليفركوزن
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen