آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

العرب وأوروبا.. ماذا يريد كل طرف؟

اليمن اليوم-

العرب وأوروبا ماذا يريد كل طرف

بقلم - عماد الدين حسين

أن يأتى قادة أوروبا والعالم إلى مصر، فهذا إقرار بأن سياستنا الخارجية قد استعادت جزءا كبيرا من دورها وزخمها.

وحتى من منطق بروتوكولى شكلى فإن هؤلاء القادة لا يأتون إلى بلد غير مستقر، أو به مشاكل ضخمة، وبالتالى فإن القمة العربية الأوروبية ــ الأولى من نوعها ــ التى بدأت مساء أمس فى شرم الشيخ، وتختتم اليوم، هى رسالة مهمة جدا بأن أوروبا والعالم العربى يدعمون مصر فى استقرارها. وهى رسالة عكسية إلى كل من حاولوا عزل مصر ومقاطعتها ومعاقبتها بأن محاولاتهم قد فشلت تماما، بل يمكن فهم تصريحات الرئيس التركى صباح أمس ضد مصر والرئيس السيسى انطلاقا من هذه النقطة فقط !!.

بعد هذا المدخل، نسأل: ماذا يريد الأوروبيون من العالم العربى، وماذا يريد العرب من الاتحاد الأوروبى؟!

قبل أن نجيب، نؤكد على أن التطورات خلال السنوات الاخيرة، نسفت إلى حد كبير، وجود إجماع عربى أو حتى إجماع أوروبى. كل طرف يعانى بشدة، وربما يعيش أصعب فتراته منذ زمن طويل.

المنطقة العربية تعيش أسوأ مراحلها بسبب تفشى طاعون الإرهاب مقترنا بالفقر والاستبداد والتخلف. الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية والجهوية تضرب معظم مناطق الوطن العربى.

والحروب الأهلية دمرت كل شىء من البنية التحتية فكرة الوطن نفسه، وخلفت مئات الألوف من القتلى، وتم استنزاف غالبية الثروات والمدخرات العربية لتمويل هذه الصراعات، التى لم يستفد منها إلا إسرائيل وسائر أعداء الأمة العربية.

فى المقابل فإن أوروبا، ليست فى أفضل أحوالها، خصوصا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، الأمر الذى جعل البعض يسأل بجدية عن إمكانية استمرار الاتحاد نفسه.

يقترن بذلك صعود اليمين المتطرف فى أكثر من مكان مدعوما بوجود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأزمة اقتصادية غير مسبوقة فى أوروبا، ومنها فرنسا التى شهدت مظاهرات دامية فى الأسابيع الأخيرة، كشفت عن عمق الأزمة الاقتصادية الاجتماعية التى تعيشها القارة العجوز بأكملها.

الاتحاد الأوروبى يريد من منطقتنا العربية، خصوصا الدول العربية الإفريقية على شاطئ المتوسط، أن يوقفوا الهجرة غير الشرعية إلى الضفة الشمالية للبحر بأى وسيلة كانت.. بالقوة كما تريد إيطاليا، أو بإغراءات المال كما تريد ألمانيا، لأن الاتحاد الأوروبى يعتقد أن الهجرة هى العامل المهم فى صعود اليمين المتطرف، الذى يكتسب أرضا جديدة كل يوم فى العالم أجمع.

وهناك تقديرات بأن أوروبا ستعرض على بعض الدول العربية مشروعات محددة ومغرية لوقف تدفق المهاجرين.

كما تريد أوروبا من العرب أن يساعدوها فى استئصال ورم الإرهاب، الذى تمكن من توجيه ضربات موجعة إلى العديد من البلدان الأوروبية.

فى المقابل فإن العرب يريدون من أوروبا، شراكة اقتصادية حقيقية، وأن تدعمهم بالاستثمارات المباشرة، التى توفر فرص عمل حقيقية، وليس فقط، المشروعات والصفقات الجاهزة، سواء كانت عسكرية أو مدنية. 

يريد العرب من أوروبا أيضا أن يوقفوا دعمهم غير المباشر لأفكار وممارسات تشجع على استمرار الإرهاب، وقد نقلت أكثر من دولة عربية شكاوى مستمرة إلى بريطانيا، ودول أخرى، بأن تساهلهم مع بعض قيادات التطرف، يشجع على استمرار العنف والإرهاب، وليس العكس.

يتمنى العرب من الأوروبيين أن يساعدوهم فى كسر الأحادية القطبية التى تمثلها أمريكا. لكن لا الأوروبيون جاهزين لهذا الأمر، ولا العرب فى وارد الاستغناء عن أمريكا، خصوصا فى ظل الاستقطاب الحاد فى المنطقة.

يراهن البعض واهما على دور أوروبى فاعل لحل القضية الفلسطينية، والحقيقة أن إدارة ترامب وانقسام العرب وغرقهم فى مشاكلهم الداخلية جعل القضية الفلسطينية فى مؤخرة اهتمام الحكومات العربية. بل إن التدخل الإيرانى فى أكثر من عاصمة عربية، جعل بعض الحكومات الخليجية تقترب أكثر من إسرائيل، وتراها أقرب من جارتهم إيران.

ظنى الشخصى أن انعقاد هذه القمة تطور مهم جدا، وتحسب لمصر والجامعة العربية وأمينها السفير أحمد أبوالغيط، لكن الأهم أن نتفق نحن العرب أولا على ماذا نريد، وأن ننسق مواقفنا معا، قبل أن نطالب الأوروبيين أن يقدموا لنا أى شىء.

فى العلاقات الدولية تحصل البلدان على مكاسب سياسية، بقدر قوتها الشاملة وأوراقها التفاوضية، وبالتالى مطلوب أن نحصن مجتمعاتنا وأوطاننا جيدا. وأن نضمن وجود أكبر قدر من التوافق والانسجام. إذا حدث ذلك فإن العالم كله سوف يحترمنا ويقدرنا ويساعدنا.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع     

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب وأوروبا ماذا يريد كل طرف العرب وأوروبا ماذا يريد كل طرف



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 15:28 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

رئيس ميانمار الجديد يؤدي اليمين الدستورية

GMT 13:58 2017 الخميس ,22 حزيران / يونيو

دراسة تكشف غياب المرأة عن وسائل الإعلام اليمنية

GMT 06:04 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

خواتم من الأحجار الكريمة لأناقتك في "ليلة الكريسماس"

GMT 06:07 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تسريبات جديدة عن هاتف سامسونغ الذكي "غالاكسي S10"

GMT 23:23 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

نصائح لاحتراف وضع طلاء الأظافر

GMT 03:02 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

ما هو الدليل السريع والبسيط لفهم طفلكِ؟

GMT 22:50 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

مطار هيثرو البريطانى يلغى 80 رحلة ترقبًا لتساقط الثلوج

GMT 11:55 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

كارتر في بغداد لتعزيز جهود محاربة تنظيم "داعش"

GMT 14:45 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

"يونيسيف" يعلن 18 طفلًا أصيبوا بفيروس"الإيدز" كل ساعة

GMT 14:57 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جاتوزو ينوي تغيير طريقة لعب ميلان والتحول لـ3-4-3

GMT 00:54 2016 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

سجاد الحائط يعود إلى ديكور المنزل الداخلي

GMT 03:49 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستال كيمبر تفوز بالجائزة الكبرى في "Fashions on the Fiel"

GMT 23:29 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

ما هي أسباب تأخر النطق عند الاطفال؟
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen