آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

العودة لإفريقيا عبر الاقتصاد

اليمن اليوم-

العودة لإفريقيا عبر الاقتصاد

بقلم - عماد الدين حسين

هل الأفضل أن نزيد من الاستثمارات المصرية داخليا، أم نوجه بعضها إلى القارة الإفريقية؟!
أطرح هذا السؤال بمناسبة الدورة الثالثة لمنتدى «إفريقيا ٢٠١٨» التى تنظمها وزارة الاستثمار بقيادة الوزيرة سحر نصر وبمشاركة العديد من المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية وبمشاركة أكثر من ٣٠٠٠ شخص.
البعض يقول إن الإجابة تتمثل فى الحكمة القائلة «ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع»، وبالتالى فلا داعى لإنفاق أموالنا بالعملة الصعبة فى إفريقيا، التى لن نستفيد منها شيئا، والأفضل توفير فرص عمل لملايين المصريين العاطلين.
تقديرى الواضح أن أصحاب وجهة النظر هذه مخطئون كليا.
أولا: لا يوجد تعارض بين تعظيم الإنتاج والاقتصاد فى الداخل، والاستثمار فى الخارج، والدليل أن كل بلدان العالم المتقدمة والمتوسطة لديها استثمارات بمئات المليارات من الدولارات بالخارج رغم أن بلدانهم تعانى من مشاكل اقتصادية داخلية كثيرة، ويوجد لديها عاطلون وتضخم وديون كثيرة.
ثانيا: فإن إجمالى الاستثمارات المصرية فى بلدان الكوميسا وعددها ٢١ دولة منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الآن لم تزد عن ٤.٧ مليار دولار، ٦٠٪ منها موجودة فى السودان و٢٠ موجودة فى إثيوبيا، ومعظم هذه الاستثمارات خاصة وليست حكومية، وإجمالى هذه الاستثمارات تقترب من تكلفة مشروع واحد تقيمه الصين أو تركيا فى القارة الإفريقية.

ثالثا: فأن أى مستثمر لا يذهب الي إفريقيا من اجل النزهة بل لتحقيق الارباح .
ندخل الآن فى صلب الموضوع أكثر ونسأل: وما هى أهمية وجود استثمارات مصرية فى إفريقيا؟
القارة السمراء مترامية الأطراف وبها ٥٥ دولة فى حين أن الكوميسا تضم ٢١ دولة بينها دول حوض النيل الـ١١، وبالتالى فتعظيم الاستثمارات المصرية مع هذه البلدان يحقق العديد من الفوائد، أهمها ضمان التأثير فيما يتعلق بمصالحنا، وفى مقدمتها تدفق حصتنا من مياه النيل.
حينما يذهب رجل أعمال مصرى للاستثمار فى إفريقيا وإذا تمكن من تحقيق ربح، فإن ذلك سينعكس إيجابا عليه أولا، وعلى الاقتصاد المصرى، إضافة إلى أن أمواله وراسماله وارباحه بالعملة الصعبة ستعود في النهاية الي بلده.
لكن التأثير الأكبر هو ما سيعود على المصالح المصرية من تعظيم وزيادة الاستثمارات والتبادلات التجاربة مع البلدان الإفريقية خصوصا الواقعة فى منطقة حوض النيل ذات الأهمية الاستراتيجية لنا.
هناك مثل أكرره كثيرا يتعلق باستيراد اللحوم، وهو أيهما أفضل لمصالحنا: أن نستوردها حية من السودان وإثيوبيا أو أى دولة إفريقية، أم مجمدة من بلدان فى أقصى أمريكا اللاتينية؟
إذا طبقنا هذا المعيار على العديد ومن الواردات التى يمكن أن نستوردها من إفريقيا فسوف نفيد ونستفيد، سوف نوفر لهم فرص عمل فى حين أن رجال أعمالنا سيحققون أرباحا كثيرة والأهم هو ضمان وجود التأثير المصرى هناك.
تخيلوا أيضا لو أن لدينا استثمارات ومبادلات وعلاقات اقتصادية متشبعة مع دول مثل إثيوبيا والسودان، هل ستفكر أى منهما فى الإضرار بمصالحنا خصوصا فى المياه؟!!.
أدرك تماما أن مناخ الاستثمار فى إفريقيا ليس بالمثالى، ومن ذهب إلى هناك واجه صعوبات كثيرة، بعضها يتعلق بالفساد، وبعضها يتعلق بالروتين وبعضها يتعلق بغياب الأمن والاستقرار، وهنا يأتى دور الحكومة المصرية فى مساعدة ودعم كبار رجال الأعمال على الذهاب إلى إفريقيا والصمود هناك، باعتبار أن ذلك سوف يصب فى النهاية فى مصلحة الاقتصاد المصرى.
نقرأ كثيرا فى الفترات الأخيرة عن وجود اقتصادات إفريقية واعدة مثل إثيوبيا ورواندا وغيرها. علينا أن ننظر إلى الأمام ونفكر فى المستقبل. كنا روادا فى إفريقيا فى الخمسينيات والستينيات، ثم تراجع دورنا، لا وقت للبكاء على اللبن المسكوب، بل التفكير فى المستقبل، والإجابة على سؤال كيف نعود إلى الأشقاء الأفارقة بصورة صحيحة من بوابة المصالح المشتركة والمتشابكة وليس فقط الحديث عن الشعارات؟

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العودة لإفريقيا عبر الاقتصاد العودة لإفريقيا عبر الاقتصاد



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 01:20 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة مي عز الدين تشبّه والدتها بالحياة والأكل والشرب

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 10:15 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

رامي جمال يحيي حفلًا غنائيًا في الفيوم 5 آذار

GMT 22:48 2016 الخميس ,05 أيار / مايو

طريقة عمل بلح بالبشاميل

GMT 20:39 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد رمضان يظهر في شخصيتين خلال فيلمه الجديد "الكنز"

GMT 00:56 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

الفنان أحمد الفيشاوي يرفض الرد على الشائعات

GMT 00:57 2017 الخميس ,13 تموز / يوليو

هيفاء وهبي تنسحب من بطولة فيلم "ثانية واحدة"

GMT 05:36 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

علماء يكشفون السبب الرئيسي لبدانة الأطفال

GMT 12:11 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

طرد الأهلي يجعل من النني أسطورة في أرسنال

GMT 04:04 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

دراسة تكشف أن الملح غير مسؤول عن ضغط الدم

GMT 19:33 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

هواوي تطلق سلسلة هواتف Y Series 2018 فى الأسواق المصرية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen