آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

حال الإعلام فى بريطانيا.. وفى مصر!

اليمن اليوم-

حال الإعلام فى بريطانيا وفى مصر

بقلم - عماد الدين حسين

الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تضرب صناعة الإعلام المصرى لا تخفى على أحد. لكن المفارقة أننا لسنا وحدنا الذين نعانى. الإعلام البريطانى يعانى نفس المشكلة، لكن بالطبع هناك اختلافات ضخمة فى الدرجة والشكل والمضمون.

قبل أيام نشرت الصحف البريطانية مضمون تقرير فى غاية الأهمية، أعدته الباحثة الاقتصادية المرموقة فرانسيس كيرنكروس، بتكليف رسمى من رئيسة الوزراء تيريزا ماى.
لماذا نهتم بهذا التقرير هنا؟!. لسبب بسيط أنه يتشابه فى بعض جوانبه مع أزمتنا ــ مع الفوارق المعروفة ــ وبالتالى يمكن أن ندرس التوصيات والحلول التى تم اقتراحها لحل الأزمة، فربما تفيدنا فى أزمتنا.

تقرير «حال الإعلام البريطانى»، استغرق إعداده عاما كاملا، وشارك فيه خبراء من الصحافة الورقية والرقمية والإعلانية.
وبعد وصف مطول للأزمة بمختلف جوانبها، قدمت كيرنكروس العديد من الاقتراحات للخروج من الأزمة، منها استعادة التوازن بين ناشرى الأخبار، وبين المنصات الرقمية، كما اقترحت ضرورة وجود إشراف حكومى فى بعض الأحيان من أجل إلزام منصات أخبار الإنترنت بمعايير إعلامية ومهنية، لتحسين الثقة فى الأخبار التى تبثها مع تعيين مراقب عليها.

من بين الاقتراحات أيضا أن تنظر لجنة الاحتكارات فى سوق الإعلان الرقمى لتتأكد من وجود منافسة عادلة. وأن تبذل منصات الإنترنت جهدا فى تحسين حصول مستخدميها على الأخبار بأسلوب جيد، وتحت رعاية من جهات رقابية، وأن تتأكد مؤسسة «أوفكوم» الحكومية للرقابة الإعلامية، من أن هيئة الإذاعة البريطانية لا تمارس الاحتكار، وأنها تقدم الدعم للناشرين المحليين، وضرورة إنشاء صندوق للابتكار، ومعهد مستقل لتوفير الأخبار التى تهم الصالح العام.
كان منطقيا أن يرحب البعض بجوانب فى التقرير، لكن كان واضحا الانتقادات الشديدة لأفكار ومصطلحات خصوصا «الصالح العام» أو معهد مستقل لتوفير الأخبار، باعتبار أنها تتعارض تماما مع حرية الصحافة، فلا يمكن بالنسبة لهم تخيل وجود حرية صحافة مع وجود هيئة تشرف على الأخبار أو جودتها، لكن هؤلاء أيضا رحبوا بفكرة دعم الصحف المحلية لمحاربة احتمال وجود الصوت الواحد.

اتفق الجميع على أن هناك تحديا صعبا هو التوغل الرقمى الذى لا يعرف حدودا جغرافية، خصوصا أن احتكار المؤسسات العالمية العملاقة، يسحب جانبا كبيرا، ليس فقط من ملايين المستخدمين، بل من الإيرادات الإعلانية.

رد الفعل على التقرير كان متباينا، فشركة فيسبوك أكدت أنها ملتزمة بدعم الناشرين، وأنها دشنت صندوقا فى بريطانيا لدعم الصحف المحلية بقيمة ٤٫٥ مليون جنيه إسترلينى.
أما موقع «جوجل» فقال إنه يشارك الناشرين فى ٧٠٪ من إيراداته الإعلامية، وأنه ملتزم بتقديم خدمات إعلامية لها قيمة حيث يقوم بالتعامل مع مصادر أخبار ١٠ مليارات مرة شهريا. وهيئة الإعلان قالت إنها تدعم الحاجة إلى صناعة إعلام جيدة ومستقلة ومستدامة على المدى البعيد. أما وزير الدولة للثقافة والإعلام والرياضة توم واطسون، فقد رفض فكرة الإعفاءات الضريبية للمواقع الرقمية التى «تهم الصالح العام»، قائلا إنها فكرة تنتمى لحزب العمال. معتبرا أن المشكلة الحقيقية تكمن فى حصول فيسبوك وجوجل على نصف الدخل الإعلانى البريطانى، مما يجعل تطوير وسائل الإعلام المستقلة على أسس مالية مستدامة، مسألة صعبة المنال. فى حين أن هيئة الإذاعة البريطانية نفت وجود أى دليل على مزاحمتها لمصادر الأخبار المحلية.

ما سبق هو تلخيص شديد لإبراز ما جاء فى التقرير، وهناك جزء مهم يتعلق بـ«الأخبار الكاذبة»، أرجو أن أعود إليه فى يوم لاحق.
أتمنى أن تدرس كل الجهات ذات الصلة بالإعلام فى مصر سواء كانت حكومية أو خاصة أو حزبية أو أهلية هذا التقرير، لنعرف هل يمكن أن يفيدنا أم لا.
وأسأل ما هى إمكانية أن تكلف الحكومة جهة قومية أو نقابة الصحفيين أو المجلس الأعلى للإعلام، بإجراء دراسة مشابهة عن حال الإعلام فى مصر، وما هى مشاكله الحقيقية وكيف يمكن إصلاحه على أسس حقيقية ومستدامة، وليست «ترقيعية!».

إذا كانت بريطانيا بكل ما لديها من إعلام مهم يأتى فى المرتبة الثانية بعد الإعلام الأمريكى، قد شكلت هذه اللجنة، للخروج من الأزمة، فالمؤكد أننا أكثر احتياجا منهم، خصوصا أن حال إعلامنا لم يعد يخفى على أحد، ولم يعد يسر إلا الأعداء والمتربصين والمتطرفين!!!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حال الإعلام فى بريطانيا وفى مصر حال الإعلام فى بريطانيا وفى مصر



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 23:44 2016 الأحد ,29 أيار / مايو

كريم طبيعي وبسيط يزيل رائحة العرق بسهولة

GMT 01:36 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

جامعات يابانية تستعرض برامجها الدراسية في "نجاح 2016"

GMT 14:51 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بدر الشعيبي ينشر صورة طفلته الجديدة على موقع "إنستغرام"

GMT 22:15 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

المؤتمر الوطني يعتمد تشكيل حكومة الوفاق الوطني

GMT 06:57 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 3

GMT 09:22 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مليارات من الجراد تجتاح كينيا

GMT 13:21 2021 الجمعة ,02 تموز / يوليو

السيارات الطائرة ستصبح حقيقة بحلول 2030
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen