آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

ما كشفه فيديو حارة الدرديرى

اليمن اليوم-

ما كشفه فيديو حارة الدرديرى

بقلم - عماد الدين حسين

الفيديو الذى يصور مشهد القبض على الارهابى الحسن عبدالله بالدرب الأحمر قبل ان يفجر نفسه، يكشف عن معانٍ شديدة الدلالة، ويساوى مليون مقال وصورة وخطبة وتصريح مجتمعين معا.

هناك أكثر من فيديو لهذه الحادثة، لكن أتحدث تحديدا عن ذلك المشهد الذى يخرج فيه الإرهابى من مسكنه بحارة الدرديرى. ويبدأ فى ركوب دراجته الهوائية، وبعدها ينقض عليه رجال الأمن، ويقبضون عليه، فقام بتفجير نفسه فيهم.
دور البطولة فى هذه القصة ليس فقط لرجال الامن، ولكن لكاميرات المراقبة، سواء فى الشوارع أو النوافذ والمنشآت العامة والخاصة. هذا الدور صار شديد الأهمية، ويمكن أن يكشف أعتى الألغاز والجرائم.

كاميرا بسيطة ثمنها قد لا يزيد عن ٣٠٠ جنيه مصرى «أقل من ١٧ دولارا»، حسمت امورا كثيرة، وأوقفت الكثير من الجدل و«اللت والعجن».
عرفنا أن هذا الإرهابى ــ وعمره 37 عاما ــ هو الذى وضع القنبلة أمام كمين مسجد الاستقامة بالجيزة يوم الجمعة الماضى. الكاميرا صورته، وبعدها أمكن تتبع تحركاته بالكاميرات الموجودة فى أماكن كثيرة مر منها.
شاهدنا أيضا العديد من الفيديوهات لهذا الإرهابى، فى أكثر من مكان، وهو يتحرك فى شوارع مختلفة، بل وهو يعبر بدراجته، من فتحة صغيرة فى الفاصل الحديدى بشارع كبير، ثم وهو يقود دراجته فى شارع آخر.

إذا فإن تحركات الإرهابى كانت تحت سيطرة الأجهزة الأمنية بصورة شبه كاملة، بعد قليل من تنفيذه عملية مسجد الاستقامة. شاهدنا رجال الامن ينتظرون قرب مسكنه، وفى اللحظة التى تحرك فيها، انقضوا عليه. لكن من الواضح أيضا أن هذا الإرهابى شديد الاحتراف والتدريب، وكان يضع فى حساباته أنه قد يقبض عليه فى أى لحظة، ولذلك فإن عملية تفجير نفسه لم تستغرق أكثر من ثانية، وهو أمر على أجهزة الأمن التحسب له، مستقبلا، بحيث لو كرره آخرون، ينتحرون هم فقط، ولا يتسببون فى أضرار لرجال الأمن.
نعود مرة أخرى لدور الكاميرات، لنؤكد على ضرورة وجود تشريع يلزم كل الهيئات والمؤسسات والمحلات العامة والخاصة بل والمبانى، بوضع كاميرات مراقبة فى أكثر من موضع، خصوصا أنها لم تعد مكلفة، وفوائدها لا تعد ولا تحصى.

الكاميرا التى صورت مشهد الحارة، قطعت ألسنة كثيرين كان يمكنهم الادعاء بأن الموضوع كله مفبرك من أوله لآخره، أو أنه مخالف للرواية التى تقصها أجهزة الأمن. 
هذا الأمر تكرر فى أكثر من عملية قبل ذلك، وللموضوعية، فإن بعض الملابسات كانت تعطى البعض الفرصة للتشكيك فى أى رواية حكومية.
النقطة الأخرى، هى أن هذه العملية كشفت عن تقدم كبير فى قدرة أجهزة الأمن على الحصول على المعلومات، ولم تعد فقط مجرد متلقى للضربات الإرهابية. حينما تصل أجهزة الأمن لبيت الإرهابى بعد نحو ٤٨ ساعة من عمليته الإرهابية، فهو خبر يطمئن المواطنين كثيرا، ويجب أن يصيب الإرهابيين بالرعب.

كنت قد سألت أحد كبار المسئولين السابقين بوزارة الداخلية قبل عام، عن السبب وراء تزايد العمليات الإرهابية فى السنوات السابقة. فقال لى إن هناك أسبابا متعددة، أهمها أن هناك جيلا كاملا من الإرهابيين لم تكن أجهزة الأمن تعرف عنهم شيئا. جيل بلا ملفات، لأنه حينما قامت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ كانوا ربما تلاميذ فى المرحلة الابتدائية، وأمكن تجنيدهم من التنظيمات الإرهابية. وهو يعتقد أن أجهزة الأمن صارت تعرف غالبية العناصر الإرهابية، فى حين أن الكوادر والقيادات الكبيرة للمتطرفين، فهم إما موجودون فى السجن، أو مطاردون فى المنافى، أو هاربون ومختبئون.

العامل الثانى هو الهزة الكبيرة التى تعرض لها جهاز الأمن الوطنى «أمن الدولة سابقا» منذ ٢٥ يناير وحتى قيام ثورة يونيو ٢٠١٣، والتنقلات والاستقالات داخله، الأمر الذى أدى إلى عدم تراكم الخبرة وانتقالها بصورة طبيعية.

هذا المصدر الأمنى الكبير قال لى يومها، إن كل ذلك انتهى، وعادت الأمور إلى طبيعتها فيما يتعلق بمراقبة ومتابعة ومطاردة ومكافحة المتطرفين.
المعلومات الساخنة هى العنصر الحاسم فى عملية مكافحة الإرهاب، ومن دونها لا يمكن الوقاية من هذا الفيروس الغامض. القبض على الكبار من القيادات والكوادر أحياء، أهم كنز للحصول على هذه المعلومات.
رحم الله شهداء التفجير الانتحارى الإرهابى فى الدرب الأحمر، وأسكنهم فسيح جناته.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع    

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما كشفه فيديو حارة الدرديرى ما كشفه فيديو حارة الدرديرى



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 01:20 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة مي عز الدين تشبّه والدتها بالحياة والأكل والشرب

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 10:15 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

رامي جمال يحيي حفلًا غنائيًا في الفيوم 5 آذار

GMT 22:48 2016 الخميس ,05 أيار / مايو

طريقة عمل بلح بالبشاميل

GMT 20:39 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد رمضان يظهر في شخصيتين خلال فيلمه الجديد "الكنز"

GMT 00:56 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

الفنان أحمد الفيشاوي يرفض الرد على الشائعات

GMT 00:57 2017 الخميس ,13 تموز / يوليو

هيفاء وهبي تنسحب من بطولة فيلم "ثانية واحدة"

GMT 05:36 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

علماء يكشفون السبب الرئيسي لبدانة الأطفال

GMT 12:11 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

طرد الأهلي يجعل من النني أسطورة في أرسنال

GMT 04:04 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

دراسة تكشف أن الملح غير مسؤول عن ضغط الدم

GMT 19:33 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

هواوي تطلق سلسلة هواتف Y Series 2018 فى الأسواق المصرية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen