آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

بجوار مكتب الوزير!

اليمن اليوم-

بجوار مكتب الوزير

سليمان جودة
بقلم : سليمان جودة

كتبت في هذا المكان من قبل، أن آبى أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، وضع خطة لزراعة عشرات الملايين من الأشجار في بلاده، وأنه بدأ زراعتها فعلًا، وأنه عبأ البلد كله في اتجاه تحقيق هذا الهدف!.

وعندما نقلت وكالات الأنباء هذا الخبر عن الحكومة الإثيوبية، تمنيت لو أن الوكالات نفسها نقلت خبرًا مماثلًا عن حكومتنا، لأننا أحوج الناس إلى زراعة شجرة في كل متر مربع، ولأن القاهرة والمحافظات تتغطى بالتراب كلما هاجمتها موجة جديدة من رياح الخماسين، ولأن من حق كل مواطن أن يتنفس هواءً نقيًا.. هذا حق أصيل يكفله الدستور وليس مجرد كلام!.

وعندما التقى رئيس الوزراء الإثيوبى مع الرئيس في موسكو قبل أيام، قال إنه عرض أن تشارك القاهرة في عملية التشجير واسعة النطاق التي تنفذها حكومته، وأن الرئيس رحب بالتعاون في الموضوع!.. وفى اللحظة نفسها التي كان الرئيس يتكلم فيها بهذه الروح المتعاونة مع آبى أحمد، كان بلدوزر وزارة الزراعة يزيح إحدى بوابات حديقة المتحف الزراعى من طريقه، وكان يقتحم الحديقة ويجرف أشجارًا فيها من جذورها!.

ڤيديوهات إزالة البوابة والأشجار موجودة، وهى لا تكذب لأنها تسجيل حى لجريمة وقعت وربما لا تزال تقع في حديقة المتحف في الدقى.. والجريمة ليست في حق سكان الدقى فقط، ولكنها في حق كل مواطن، لأن الهواء في النهاية يتنفسه الجميع، ولأن شجرة واحدة قادرة على التخفيف من عبء التلوث على الصحة العامة، فما بالنا بأشجار كثيرة جرى قطعها في الحديقة، بلا أدنى شعور بالذنب ولا حتى بالمسؤولية!.

والطريف أن تجريف حديقة المتحف كان يتم لإقامة معرض زهور الخريف، في التاسع من هذا الشهر، وكأننا «نقطع شجرة من أجل عرض زهرة»!!.. وهذا لا بد أنه شعار جديد يسمع به العالم لأول مرة، ويسجله حصريًا لوزارة الزراعة المصرية التي تنظم المعرض!.

والأشد طرافة أن المعرض يقع على بعد أمتار من مكتب وزير الزراعة، الذي تقع عليه مسؤولية حماية كل فرع في كل شجرة على امتداد البلد، إذا فاته أن يضيف المزيد من الأشجار في كل ركن من الأركان!.

إن وزير الزراعة يعرف أن كل شجرة في عواصم كثيرة حول العالم تحمل لوحة صغيرة، وأن اللوحة تحمل ما يشبه البطاقة الشخصية للشجرة، وأن أحدًا هناك لا يجرؤ على أن يمس ورقة في أي شجرة، إلا بإذن مُسبق من مسؤول الحى الذي يتبعه المكان!.. وقد رأيت هذا بعينى في روما قبل سنين!.

نحن أمام متحف للزهور يقوم على جثث الأشجار!!.. وهذا أمر لا يقبله ضمير حى، ولا بديل عن أن يكون محل حساب!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بجوار مكتب الوزير بجوار مكتب الوزير



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 03:09 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قاوم شهيتك وضعفك أمام المأكولات الدسمة

GMT 23:33 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

مقتل لاعب نادٍ يمني شهير في مواجهات البيضاء

GMT 03:55 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

علي الديك يؤكّد أن شقيقه حسين "مثل ابنه" وينفي الخلاف

GMT 02:06 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

«مؤامرة» على قطر!

GMT 21:11 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

آبل تطلق هاتفا يدعم شبكات "5G"
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen