آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

في مئوية الحرب الكبرى

اليمن اليوم-

في مئوية الحرب الكبرى

بقلم - مصطفى زين

مئة عام مرت على انتهاء الحرب العالمية الأولى. أو حرب تفكيك الإمبراطوريات النمسوية والألمانية والسلطنة العثمانية وتوسع أخرى، وإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية الأوروبية، ثم بروز الإمبراطوريتين السوفياتية والأميركية اللتين قسمتا العالم إلى قسمين.

قيل في تلك الحرب إنها ستكون نهاية الحروب في أوروبا لكن التنافس على المستعمرات كان السبب الرئيسي في نشوب الثانية وهي اشد هولاً واكثر تدميراً بسبب التقدم في صناعة الأسلحة والحاجة إلى المزيد من الأموال لتشغيل مصانعها، تماماً كما هو حاصل الآن فسباق التسلح يستهلك معظم الموارد البشرية، ولم يعد مقتصراً على أوروبا، بل عم الدول الأكثر فقراً التي تغرق في حروب أهلية تغذيها أطماع الإمبراطوريات السابقة التي تحتكر هذه الصناعة وتطورها كل يوم، وتتكتل ضد أي دولة تحاول المنافسة.

ومن نتائج الحرب الكبرى أنها أعادت رسم الخريطة الأوروبية وخريطة البلدان التي كانت خاضعة للإمبراطورية العثمانية وتقاسمها بين بريطانيا وفرنسا اللتين خاضتا الحرب الثانية، مستخدمتين أبناء المستعمرات وقوداً لها، فكان الإفريقي يقتل الإفريقي والعربي يقتل العربي والمسيحي يقتل المسيحي والمسلم يقتل المسلم باسم السيد الذي يدعي حمايته وتعليمه الحرية والديموقراطية ويدفعه إلى القتل في الوقت ذاته.

ومن نتائج التنافس على المستعمرات أيضاً بروز الإمبراطورية الأميركية التي ورثت فرنسا وبريطانيا وشكلت معهما حلفاً ضد أعدائهما في أوروبا وفي المستعمرات، ودافعت عنهما في مواجهة الإتحاد السوفياتي. أي أنها حدَثت، بما لديها من قوة ونفوذ، النهج الإستعماري فكانت الإمبريالية التي نعرفها اليوم، وحل الإستعمار الإقتصادي محل الإستعمار المباشر. ولم تنته الحروب، بل زادت وتيرتها، خصوصاً في الشرق الأوسط وإفريقيا حيث مصادر الطاقة.

بعد مئة سنة على الحرب الكبرى هل انتهت الحروب؟ كل الدلائل تشير إلى عكس ذلك. سباق التسلح ما زال قائماً. التنافس على المستعمرات القديمة «المستقلة» ما زال كما كان. الأيديولوجيا الإستعمارية هي ذاتها. المملكة المتحدة ما زالت تدعي ملكيتها جزر الفوكلاند قرب الأرجنتين. فرنسا ما زالت متمسكة بتاريخها وترفض الإعتذار إلى الجزائر.

الولايات المتحدة تهدد أي دولة أو شخص يعارض سياساتها وتفرض العقوبات يميناً ويساراً على من يخالفها ويعارض إسرائيل. روسيا التي كانت حليفة خلال الحربين العالميتين أصبحت عدواً.

الشرق الأوسط نموذج للحروب المتناسلة منذ اقتسام «أملاك» السلطنة العثمانية إلى اليوم. ومنذ وعد بلفور لليهود وإنشاء إسرائيل بعد الحرب الثانية لتكون قاعدة عسكرية متقدمة تحمي المصالح الإستعمارية.

يحيي القادة الأوروبيون غداً ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى ويتحدثون عن السلام والحرية وتقديس الحياة ولدى كل منهم خطة لمزيد من الحروب، فمصانع الأسلحة في حاجة إلى من يستهلك إنتاجها وهناك من هو مستعد لشرائها. كما أن الجيوش جاهزة للتحرك ومساعدة «الحلفاء» والأصدقاء».

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في مئوية الحرب الكبرى في مئوية الحرب الكبرى



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen