آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

آلام الصحافة

اليمن اليوم-

آلام الصحافة

بقلم : أمينة خيري

«هنا» طالبتى النجيبة فى كلية الإعلام، بإحدى الجامعات الخاصة، طلبت منى الإجابة عن عدد من الأسئلة التى أزاحت الغطاء من فوق صندوق الآلام: هل تحظى مهنة الصحافة بالاحترام فى مصر؟، هل تغير حجم هذا الاحترام فى السنوات الأخيرة؟ هل الصحافة المصرية مهددة؟، هل الكتاب الصحفيون المعروفون فى الصحف المصرية يصلون إلى قراء الجيل الحالى؟، ما رأى الكتاب الكبار فى الصحفيين الشباب وطلاب الإعلام؟، ما تقييمك للجيل الحالى وتوقعاتك المتسقبلية لهم؟

هذه الأسئلة وغيرها كانت كفيلة بتحريك ما لم أكن أود تحريكه. فوأد المخاوف أحيانًا يكون مطلوبا، وإقصاء القلق ربما يكون مرغوبًا بعض الوقت، وعدم مواجهة الواقع بكل تأكيد مصدر للراحة النفسية حتى وإن كانت وقتية.

ووقت دخولى مجال العمل الصحفى كانت مهنة الصحافة تحظى باحترام، فلنقل إلى حد كبير. لكنها، كشأن مهن أخرى كثيرة، من طب وهندسة ومحاسبة وغيرها، أصابها ما أصاب المجتمع المصرى من انقلاب لموازين الأمور وخلخلة لتفاصيل الحياة.

فمن كان مصنفا باعتباره «مهمًا» أو «محترمًا» أو يشغل مهنة تجعله مميزًا فى مجتمعه لأنه يعالج الألم أو يبنى المنشآت أو يكشف الحقائق ويحلل المعلومات لم يعد كذلك؛ لأن الأهمية والاحترام والتميز انتقلت لمن «هلّب تهليبة محترمة» فى أعقاب عصر الانفتاح.

وجانب منها انتقل لمن هاجروا إلى الخليج هجرة اقتصادية، وأصابت الصحافة- أو فلنقل بعضها- أمراض المجتمع ككل، حيث الانتهازية والمحسوبية والاتكالية وغيرها من الآفات التى نعلمها جميعًا، وننكرها أيضًا جميعًا. فنجد الأب والابن والابنة وابنة العم وابن الخال وابن عم زوج الأخت وابنة خال عم الأم وغيرهم انضموا لهيكل مهنة الصحافة التى يفترض أنها ضمن قائمة المهن المعتمدة على الموهبة والشغف أكثر من الكوسة والقرع. ثم جاءت الثورة المعلوماتية وعصر السماوات المفتوحة وزمن الرقمنة وصحافة المواطن وغيرها لتنقل دفة العمل الصحفى من غرفة الأخبار والتحقيقات والفيتشر والتحليل إلى شاشة الموبايل وصفحات الأصدقاء والصديقات والمؤثرين والمؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعى.

هذا الهجوم العنكبوتى المباغت والذى أصمَمْنا أمامه آذاننا وأغممنا عيوننا حتى لا نراه، وهو يأتى على أخضر الصحافة ويابسها تزامن وتحجر لتصل درجة الجمود إلى مناهج كليات الإعلام والصحافة، وتزامن التحجر مع تدنى الرواتب واختناق أفق العمل الصحفى. ورغم ذلك، تفتح كليات الإعلام أبوابها على مصاريعها لتخرج الآلاف من الأجيال الجديدة حاملين شهادات ومفتقدين روح العمل الصحفى، وهى الروح القابعة فى العناية المركزة منذ فترة. واليوم نجد مشهدًا صحفيا فى حال يرثى لها: أعداد بالآلاف المؤهلون منهم والموهوبون منقرضون. ومهنة معرضة لخطر الانقراض، سواء من حيث المحتوى أو الوسيلة. والأجواء ملبدة بغيوم الصوت الواحد والتوجه الواحد والمحتوى الواحد. أما المستقبل، فلا يعلمه إلا الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آلام الصحافة آلام الصحافة



GMT 16:30 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 21:49 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 21:44 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

أردوغان محشوراً فى الزاوية

GMT 21:39 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

عيون وآذان (عصابة إسرائيل ضد الجميع)
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:39 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 00:00 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 02:44 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 04:08 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انخفاض أسعار السيارات الكهربائية خلال العامين المقبلين
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen