آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

إنقاذ الإعلام العربى

اليمن اليوم-

إنقاذ الإعلام العربى

بقلم - أمينة خيري

أقل ما ينبغى أن يصدر عن «منتدى دبى للإعلام» فى دورته الـ18 التى انعقدت فى دبى يومى 27 و28 مارس الجارى، ملخص يحوى صورة حقيقية لواقع الإعلام العربى، وومضات عن الاحتمالات المستقبلية.هذه الومضات تنقسم إلى نصفين: الأول يضىء فى حال تنبّه القائمون على أمر الساحة الإعلامية إلى ما ينبغى عمله ويتوجّب تفاديه، ليبقى الإعلام قائماً ومؤدياً لدوره، والثانى يفرقع فى وجوه الجميع حال رفض القائمون التفكير وأصروا على إبقاء الوضع على ما هو عليه.وضع الإعلام العربى الحالى لا يسر كثيراً. هناك قصص نجاح عديدة واضحة للجميع، حيث محاولات هنا وهناك لمواكبة العصر، بل ومسارعته، مثلما يحدث فيديو مثلاً من حيث الرقمنة والتعايش السلمى مع ما هو قادم من «روبوت إعلامى» وتجهيزات لتعزيز الحضور على «لينكد إين»، أو التفاعل مع جمهور «فيس بوك» وبناء المجتمعات عبر الفيديو والمجتمعات، وغيرها.لكن هناك أيضاً ملامح عناد ومعالم اكتفاء بشكل خارجى توحى بالتحديث، وتقول إنه مواكب للتجديد، لكنه أبعد ما يكون عن ذلك.فعاليات المنتدى هذا العام، الذى أقيم تحت رعاية نائب رئيس الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تنضح بقلق واضح حول واقع الإعلام العربى. عنوان «الإعلام العربى: الواقع والمستقبل» حمل كشفاً للوضع الراهن الذى لا يمكن وصفه إلا بالمثير للقلق ومدعاة التفكير من أجل التصويب.

كما سلط الضوء أيضاً على المستقبل القريب الذى يحمل تحديات بقدر حمله فرصاً وإمكانات.لكن ماذا تفعل الفرص والإمكانات لو كان القائمون على أمر المهنة سعداء بفقاعات الشائعات، وراضين بتحول مهمة الصحافة من بحث عن الحقيقة، وكشف للمعلومة، إلى تنقيب فى بالوعات الشائعات وتسليط الضوء على كل ما لا ينفع فى عوالم الأخبار الكاذبة والمجتزأة والملفقة؟ وماذا تفعل الفرص والإمكانات حين يطول وقت الإغراق فى صحافة إعادة تدوير المعلومات المغلوطة والأخبار المطبوخة بمكونات فاسدة على متن بعض منصات التواصل الاجتماعى وتقديمها للمتلقى فى طبق «الصحافة المسئولة»؟ وماذا تفعل الفرص والإمكانات لو أعمت نسب المشاهدة المرتفعة والـ«ترافيك» الهائلة الناجمتين عن «شاهد قبل الحذف» و«اقرأ كيف سبّ فلان علان» عن مهمة الإعلام الأصلية فى الإعلام والإخبار والتوعية والوقاية؟التوعية والوقاية، والإخبار والإعلام، أو كل ما سبق، فى زمن اعتماد الملايين على تدوينات «فيس بوك» مصدراً للمعلومة، ومجموعات «واتس آب» وسيلة للتواصل معرضة لأخطار داهمة. هذه الأخطار سببها ليس مواقع التواصل الاجتماعى فى حد ذاتها، بل تسليم الكثيرين من العاملين فى الإعلام التقليدى، والمفترض أنهم مدربون ومحنكون فى ما يختص برسالة الإعلام بأن أسهل طريق للانتشار والنجومية يمر عبر بوابة إعادة تدوير ما ينجم عن هذه المنصات، دون تدقيق أو حتى تصحيح. تصحيح الوضع الحالى فى الإعلام العربى لم يعد رهن مواكبة العصر ورقمنته و«روبوتاته»، التى بدأت تقرأ نشرات الأخبار بديلاً عن القارئ الإنسان هنا وهناك فقط. لكن التصحيح يبدأ بالنظر فى المرآة والتسليم بأن واقع الإعلام العربى -كما اتضح من جلسات «منتدى الإعلام العربى»- فى أزمة حقيقية.

هذه الأزمة تبدأ بخلطة جهنمية للسياسة بالإعلام، وتمر بمحتوى فى حاجة ماسة إلى إعادة النظر وإعادة الهيكلة حتى لا يفقد المزيد من المتلقين المنصرفين عنه إلى عوالم عنكبوتية، وينتهى بدراسة متعمّقة، لكن على وجه السرعة لما يحمله هذا الإعلام من رسائل كراهية وتحريض (ربما دون أن يدرى)، وإعادة نشر للأكاذيب والبروباجاندا (سواء للاستهسال أو لرفع نسب القراءة والمشاهدة).وفى خضم الأزمة، يتوجّب على الإعلام التوقّف لحظة ومحاسبة نفسه، أملاً فى أن يقوّم مساره. وإذا كانت المنطقة العربية يعصف بها التطرّف عصفاً ويحوّل الإرهابُ التكفيرى دولاً بأكملها إلى خارطة شرق أوسط جديد قوامه فتنة، وإطاره فوضى، فقد حان وقت التفكير بديلاً عن التكفير. الشيخ محمد بن راشد لفت إلى دور الإعلام الذى تتعاظم أهميته مع ارتفاع منحنى التحديات التى تمر بها المنطقة والعالم، جراء المتغيرات السياسية والأيديولوجية. وهو تحدث بصراحة عن غياب الرسالة الإعلامية المتوازنة، مما أدى إلى إزكاء وتوسيع دائرة التبعات السلبية. هذا يستوجب التصدّى لخطاب الكراهية والفضل المضلل الذى يُلهى شعوب المنطقة عن مستقبلها ويعيقها عن غايتها فى بناء أفرادها.مستقبل الإعلام يتطلب مراجعات حقيقية ومبادرات واقعية. رئيسة نادى دبى للصحافة ورئيسة اللجنة التنظيمية للمنتدى السيدة منى المرى، قالت أو وضعت تصورات المستقبل لا بد أن يمر بمراجعة دقيقة للواقع. وهذا هو مربط الفرس فى إنقاذ الإعلام العربى.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع   

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنقاذ الإعلام العربى إنقاذ الإعلام العربى



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 03:09 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قاوم شهيتك وضعفك أمام المأكولات الدسمة

GMT 23:33 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

مقتل لاعب نادٍ يمني شهير في مواجهات البيضاء

GMT 03:55 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

علي الديك يؤكّد أن شقيقه حسين "مثل ابنه" وينفي الخلاف

GMT 02:06 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

«مؤامرة» على قطر!

GMT 21:11 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

آبل تطلق هاتفا يدعم شبكات "5G"
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen