آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

حتى في اليمن... ابحث عن الروس!

اليمن اليوم-

حتى في اليمن ابحث عن الروس

بقلم : حسين شبكشي

تعودت دائماً في قراءتي للأحداث ومحاولة تحليلي لمجرياتها أن أبحث وباستمرار عن المستفيد الأكبر والنهائي حتى لو لم يكن ظاهراً في الصورة بشكل واضح. تذكرت هذه القاعدة، وأنا أتابع تداعيات الأحداث الأخيرة التي حصلت في عدن، وتبادر إلى ذهني فوراً دور الروس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلف الكواليس، فمشروع إعادة الشرعية للحكم في اليمن والقضاء على انقلاب الحوثيين يلقى دعم الولايات المتحدة والغرب عموماً، والروس لديهم حوافز جوهرية لإحباط المشاريع السياسية التي ترعاها الولايات المتحدة مثلما حصل في سوريا، وحالياً ما يحصل في دعم النظام الإيراني في مواجهة أميركا، وحتى دعم العراق مؤخراً لصالح نفس الهدف والغاية أيضا.
المجلس الانتقالي الجنوبي قام بعملية انتقامية خادعة ضد قوى الشرعية نفسها سعياً وراء حلم الانفصال الجنوبي، الذي يراود الكثير منذ زمن ليس بقليل.
المجلس كيان سياسي وعسكري تعود جذور فكرته للدولة التي كانت برعاية الاتحاد السوفياتي قبل سقوطه في بداية التسعينات، وبالتالي هناك «بقايا العلاقات» مع الاستخبارات الروسية القائمة اليوم. لعل أهم كيان سياسي تبنى فكرة استقلال الجنوب كان «رابطة الجنوب العربي الحر»، التي كان قبل دولة اليمن الجنوبية، وبعد تأسيس دولة اليمن الجنوبي، اختطف المشروع الجنوبي على أيدي الاشتراكيين والشيوعيين، الذين دمروا البلاد وساهموا في هجرة رؤوس الأموال والبشر والنخبة المثقفة والكوادر السياسية، وبعد انهيار المعسكر السوفياتي «اضطر» الجنوبيون لقبول فكرة الوحدة مع شمال علي عبد الله صالح الذي وعد فأخلف ما تم الاتفاق عليه مع قادة الجنوب.
اليوم تظهر على السطح في المجلس الانتقالي نغمات غريبة منها «انفصال الانفصال» انفصال عن الشرعية نفسها (وهي إضعاف لحجة الاستقلال المنشود)، وانفصال عن الجغرافيا (هناك من ينشد انفصال عدن عن حضرموت داخل دولة الجنوب المستقل). فكرة استقلال الجنوب نفسه لها شرعية ووجهة نظر ومصوغات ومنطق، ولكن هناك أولويات سياسية من المفروض أن تحصل لإكساب الشرعية المصداقية التي تنبثق منها، وخصوصاً أن قراراً بالاستقلال بحاجة لدعم دبلوماسي وشرعية سياسية أممية ودولية تماماً كما حصل في صيف 1963 عندما حصل رواد النضال لاستقلال الجنوب على قرارات من الأمم المتحدة نفسها باستقلال الجنوب العربي ووحدة أراضيه، وانتقال السيادة لشعبه.
رابطة الجنوب العربي لم تكن طرفاً في مشروع الوحدة الإجباري المبني على الخديعة، ولا كانت طرفاً في المجلس الانتقالي الجنوبي الحالي، ولذلك وجب التفريق بين من يناضل لأجل الهدف الأسمى وبين من يشتت الأهداف ويخلط الأولويات تحت تأثير الإغراءات والتضليلات الاستخباراتية الروسية، وهي التي تبقى دائماً المستفيد الأهم مما يحدث لإحباط مشروع إعادة الشرعية إلى اليمن ككل.
الروس في عهد بوتين اهتماماتهم ضد أميركا ومشروعها الديمقراطي ونشره حول العالم، ولأجل ذلك لن يتوقفوا عن إحباط كل شرعية تدعمها أميركا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى في اليمن ابحث عن الروس حتى في اليمن ابحث عن الروس



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 03:09 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قاوم شهيتك وضعفك أمام المأكولات الدسمة

GMT 23:33 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

مقتل لاعب نادٍ يمني شهير في مواجهات البيضاء

GMT 03:55 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

علي الديك يؤكّد أن شقيقه حسين "مثل ابنه" وينفي الخلاف

GMT 02:06 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

«مؤامرة» على قطر!

GMT 21:11 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

آبل تطلق هاتفا يدعم شبكات "5G"

GMT 23:38 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

زيني منزلك بأجمل الأكسسوارات الخاصة بعيد الفطر

GMT 17:55 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الفيشاوي" موقوف بقرار من غرفة صناعة السينما المصرية

GMT 03:43 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس "HSBC" ينفي فكّ الشراكة مع السعودية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen