آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

رحيل حسين العودات: المناضل بالفكر والكلمة

اليمن اليوم-

رحيل حسين العودات المناضل بالفكر والكلمة

بقلم: طلال سلمان

يكاد رثاؤك أن يكون رثاء لسوريا، قلب العروبة النابض، يا أبا خلدون... أنت الذي أمضيت عمرك كله مناضلاً بالكلمة والموقف، فأنتجت مكتبة كاملة عن جدارة هذه الأمة، فكراً وقدرات، وأهلية تبني المستقبل الأفضل.
ناضلت حزبياً، بل عقائدياً، وقدمت جهدك في خدمة الدولة حيث أمكنك أن تفيد بقدراتك في المجال الثقافي عامة وفي الإدارة والإعلام خاصة، وكنت بين من اختارتهم القيادة ممثلة بالراحل حافظ الأسد لتكون في «غرفة العمليات» إبان حرب تشرين التي اغتيل النصر الموعود فيها بانحراف الشريك الأكبر، السادات، الذي وظف دماء الشهداء لتسوية مستحيلة مع العدو الإسرائيلي.
وواصلت نضالك فكرياً وثقافياً فأنتجت مكتبة كاملة عن فلسطين وعن الدين وعن الصحافة وعن العرب النصارى وعن المرأة العربية وعن «الآخر في الثقافة العربية» وأشرفت على موسوعة المدن الفلسطينية إلخ...
كتبت كثيراً ونشرت عبر دار الأهالي في دمشق نتاج بعض الكُتَّاب والمبدعين.. وحاضرت كثيراً في جامعة دمشق وفي معهد التدريب الإذاعي والتلفزيوني التابع لاتحاد الإذاعات العربية.
لكنك بشخصك، بفكرك، ببيتك الذي تحول إلى منتدى ثقافي بإدارة رفيقة عمرك ونضالك السيدة «أم خلدون»، كنت واحداً من معالم النضال السياسي، التقدمي العربي، في دمشق.
ولقد تحمَّلت مثل سائر أبناء الشعب السوري جميعاً الكلفة الدموية الباهظة للحرب في سوريا وعليها وظللت تحلم وتعمل، كمعارض من أجل إصلاح النظام، ولكنك رفضت أن تنضوي في صفوف الجبهات والهيئات التي «استضافتها» عواصم النفط والغاز لتقاتل بها سوريا بذريعة خصامها مع النظام.
لقد عشت عمرك مخلصاً لوطنك وأمتك ولأفكارك، وناضلت بالرأي والنقد من أجل الإصلاح ليكون لسوريا النظام الذي يليق بشعبها الذي اجتهد في بناء وطنه وظل طليعة نضالية من أجل المستقبل الأفضل لهذه الأمة، مقاتلاً في فلسطين، مقدماً الدعم للثورة الجزائرية، معيناً شعب لبنان خلال محنة الحرب الأهلية التي ضربت وحدته وخربت دولته.
أيها الذي أعطى بفكره مكتبة كاملة، وعاش مناضلاً بالثقافة والرأي ومعارضاً بالموقف لا بالسلاح من أجل إصلاح يليق بوطنه... وحتى حين أنشأ دار الأهالي للنشر كان يساعد على تقديم نتاج المبدعين وأصحاب الأقلام المضيئة.
أيها الذي اعتصم بوطنه فبقي فيه حتى آخر رمق، في حين تشرد معظم أفراد عائلته كباقي السوريين المشتتين داخل الوطن المقطع الأوصال أو الهائمين في أربع رياح الأرض حتى لا يقتلهم رصاص الحرب التي بدأت معارضة ثم وجدت من يغذيها فيجعلها مقتلة لشعب سوريا، مدمرة لعمرانها، ودولتها بالأساس.
لقد آن أن ترتاح، أيها الحوراني ابن أم الميادين، الذي نُسف بيته في قريته وهو بالكاد قد أنجز بناءه ليتقاعد فيه.. ثم هدّه المرض الذي أصابه في قلبه وفي فكره قبل جسده وفيه.
ولقد آن لمناقشاتك الفكرية مع الدكتور شحرور حول القرآن والإسلام وموقعه من كرامة الإنسان وحقه في التفكير الحر طلباً للتقدم، أن تجد ختامها المفروض بقوة القدر.
وستفتقد «السفير» مقالك الأسبوعي، ويفتقد القراء الذين طالما أصر بعضهم على مناقشتك حتى الجدال...
إلى اللقاء، أيها الذي به يتباهى أصدقاؤه بل كل من عرفه أو قرأ له.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل حسين العودات المناضل بالفكر والكلمة رحيل حسين العودات المناضل بالفكر والكلمة



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:39 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 00:00 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 02:44 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 04:08 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انخفاض أسعار السيارات الكهربائية خلال العامين المقبلين
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen