آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الوزير والأمهات

اليمن اليوم-

الوزير والأمهات

بقلم : كريمة كمال

اندلعت المعركة ما بين وزير التربية والتعليم والأمهات.. كانت البداية عندما قال وزير التربية والتعليم طارق شوقى فى مؤتمر الأسبوع الأول للتنمية المستدامة الذى نظمته الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى إن «أمهات مصر اللى عايشين أربعة وعشرين ساعة على فيسبوك مش فاضيين لتربية ولادهم» ثم فى حوار تليفزيونى معه هاجم جروبات الأمهات قائلا إن هذه المجموعات التى تعتبر نفسها شخصيات اعتبارية على الإنترنت ليس لها مشروعية التحدث باسم أولياء الأمور مشبها هذه الجروبات بالألتراس مؤكدا أنها تشكل خطرا شديدا على الدولة بأكملها.. وردا على كلام الوزير انتشرت البوستات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى مستنكرة هجوم الوزير مع طرح السؤال: لماذا يهاجم الوزير «جروبات الأمهات»؟

من المؤكد أن الوزير يشعر بالضيق من هذه الجروبات ويجد أنها تتدخل فيما لا تفهم فيه كما عبر شخصيا لكن الوزير الذى ضاق بهذه الجروبات لم يسأل نفسه: لماذا تكونت هذه الجروبات من الأصل؟ والإجابة نجدها فى أحد التعليقات على فيس بوك، حيث قالت إحداهن «اضطررنا للجوء للفيس بوك لأنه الوسيلة الوحيدة لتوصيل أصواتنا للمسؤولين حول مشاكل التعليم والمناهج» هذه الكلمات تفضح الواقع الذى يؤكد أن الممثل الشرعى والمعبر عن أولياء الأمور وهو مجالس الآباء لم يعد له وجود فعلى قوى؛ من هنا فإن الأمهات لجأن إلى تشكيل كيان معبر عنهن وهو هذه الجروبات لتتحدث باسمهن وتعكس شكواهن، أى أن هذه الجروبات قد تم تشكيلها بناء على الحاجة إليها وهو إحساس مجموعة معينة بأنها فى حاجة للتجمع والتحدث بشكل جماعى من واقع المعاناة من مشاكل بعينها فى نظام التعليم من خلال متابعتهن أولادهن..


هذه التشكيلات تمت بناء على الحاجة إليها وليس على سبيل التسلية كما يردد السيد الوزير. إحساس الأمهات بأن هناك مشاكل هن فى حاجة إلى مناقشتها ورفعها للمسؤولين هى التى دفعتهن لتكوين هذه الكيانات.. الحاجة إلى التنظيم تنشأ من واقع معين يدفع الى السعى لتشكيل هذا التنظيم ومجرد التفكير فى تشكيل تنظيم معين ليلعب دورا فى التحدث باسمهن وتصدير المشاكل ورفعها للمسؤولين، ويجب بأى حال من الأحوال ألا يتم مطاردته بمثل هذا الشكل ومهاجمته، فالحاجة إلى التنظيم هى حاجة طبيعية بل مطلوبة.

إذا ما كانت الحاجة إلى التنظيم هى حاجة طبيعية فإن علينا أن نقف أمام هجوم وزير التربية والتعليم على هذه الجروبات لنتساءل: هل أصبحت الدولة ضد أى شكل من أشكال التنظيم؟ وهل أصبحت تتوجس من أى من التنظيمات حتى لو كانت تنظيمات للأمهات؟ إن هذه التنظيمات تتشكل تلقائيا فى العالم كله، وليس حقيقيا ما قاله الوزير من أن هذه الجروبات لا يوجد مثيل لها فى العالم كله، فالمجتمعات تشكل الكيانات المعبرة عنها بشكل مستمر ودائم، وشرعيتها تستمدها من وجودها أصلا ومن الحاجة إليها، وهى تعكس بشكل ما حاجة المجتمع إلى المجتمع المدنى الذى يمثله ويتحدث باسمه.

من هنا فإن ضيق الوزير بهذه الجروبات لا يعكس سوى ضيقه من أن يكون هناك من يناقشه أو حتى يسائله، ورفضه أن يكون هناك من يعبر بحق عن أولياء الأمور فى مواجهته ومواجهة قراراته.. هذا الضيق يعكس تعنت الوزير تجاه طرف أساسى فى العملية التعليمية وهم أولياء الأمور الذين من المؤكد أنهم يدركون المشاكل والأخطاء ويريدون التعبير عن رأيهم فيها لعل وعسى.. أما كلام الوزير عن أن هذه الجروبات تشكل خطرا على الدولة بأكملها فهو تضخيم لا يستدعى سوى السخرية.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوزير والأمهات الوزير والأمهات



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen