آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

المشهد بعد الصدمة

اليمن اليوم-

المشهد بعد الصدمة

عريب الرنتاوي

استفاق العالم من “صدمة” القرار الروسي المفاجئ بالانسحاب الجزئي من سوريا، فماذا وجد؟
وجد أن القرار قد أنعش الآمال والرهان على أول فرصة حقيقية لحل سياسي للأزمة السورية على حد تعبير جون كيري، الذي قرر صبيحة اليوم التوجه إلى موسكو للتباحث مع القيصر حول “الخطوة التالية”.
وأن مسار جنيف الذي لم يحرز شيئاً في جولاته السابقة، سوى إعادة انتاج الفشل، والإبقاء على “المتاريس” ذاتها، قد تحرك، واكتسب قوة زخم جديدة، وفقاً لوصف ستيفان ديمستورا.
وأن المواقف الأوروبية، وإلى حد كبير، العربية، التي ذهبت بعيداً في نقد السياسة الروسية و”شيطنة” زعيم الكرملين، قد اتخذت منحى مغايراً، وبدأت تفضل نبرة الإشادة والتثمين، كما ورد على لسان هولاند ونظرائه الأوروبيين.
وأن روسيا التي ظلت محاصرة بأغلال القرم وأوكرانيا، قد توفرت على فرصة لتكسير أغلالها، والخروج من أطواق العزلة، التي ضربتها حولها واشنطن وحليفاتها الأوروبيات.
وأن مسار “تصحيح” أسعار النفط، الذي جمع الرياض وموسكو على الرغم مما يباعدهما من خلافات، سيكتسب زخماً سياسياً، وليس اقتصادياً فحسب، تفيد منه موسكو والرياض وسائر الدول المصدّرة، سيما بعد قيام لافروف بـ “إلقاء التحية” على الرياض، مثمناً جهودها في توحيد المعارضة و”عقلنتها”.
وأن الذين امتهنوا هجاء “الاحتلال الروسي” لسوريا، و”بلطجة بوتين وشبيحته”، هم أنفسهم الذين شرعوا في تثمين الخطوة، واستذكار أن موسكو لم تكن تنوي البقاء إلى الأبد في سوريا، وأن تدخلها فيها، لم يكن كرمى لعيون الأسد، وإنما لأهداف أخرى، لن تجد المعارضة صعوبة في التأقلم معها، حتى لا نقول في تأمينها.
وأن مسار التهدئة الذي ظنته المعارضة وبعض رعاتها تكتيكاً يتعين القبول به بشروط ثقيلة، قد بات واحداً من حقائق الميدان السوري، وأنه في طريقه لأن يصبح وقفاً لإطلاق النار، وتوطئة لمزيد من خطوات بناء الثقة.
وأن المصالحات الميدانية (المحلية) التي طالما تم التشكيك في جدواها، ستصبح مع الأيام وقادم التطورات، أحد ركائز استراتيجية الحرب على داعش والنصرة والإرهاب، وأنها تتوفر على غطاء دولي، وليست محاولة لسحب البساط من تحت أقدام المعارضة (لا أدري إن كان هناك بساطٌ أصلاً، وعن أي بساط يتحدثون).
وأن الحرب على الإرهاب، ستكتسب زخماً إضافياً بعد القرار، وليس نكوصاً أو انتكاساً، سيما بعد المعلومات عن تقاسم عمل وظيفي بين واشنطن وموسكو وحلفائهما لمطاردة داعش حيثما ثقفوها.
وأن النصرة بدورها لن تختبئ إلى الأبد، خلف “دروع الكثافة البشرية” في مناطق تواجدها، أو تحت ستار مضلل من التحالف مع المعارضات والفصائل الأخرى ... زمن الانفصال عن النصرة قد أزف، وسوريا قد تواجه سيناريو أفغانياً، ليس بالضد من مصلحة روسيا، ولكن بالضد من مصلحة الجهاديين، الذين حذر أبو قتادة الفلسطيني من اقتتالهم وتفرقهم، “فتذهب ريحهم” تماماً مثلما حصل لأسلافهم بعد الانسحاب السوفياتي من أفغانستان.
وأن دائرة التوافق الأمريكي – الروسي ستشهد المزيد من الاتساع والتعمق، لتشمل ربما الدخول في ثنايا ودهاليز الحل السياسي والعمل الميداني سواء بسواء، كما قال بيسكوف متفائلاً.
وأن الخلاف الروسي – السوري، سيضع دمشق على محك لم تعهده من قبل، في علاقتها مع “الحليف الاستراتيجي”، فإما التقدم على طريق الحل السياسي تحت سقف التوافق الأمريكي الروسي، وما يعنيه من مخرج آمن كما قال تشوركين ذات يوم، وإما الاستمساك بنظرية “التعديل الوزاري” بوصفها أقصى ما يمكن أن تقدمه دمشق من تنازلات، وتتحمل تبعاً لذلك، عواقب وعقابيل موقفها وحدها.
وأن حلفاء دمشق الإقليميين، لم يبق لهم بدورهم سوى التكيف مع الوقائع الجديدة الناشئة ... يبدو أن حزب الله، ومن قبله إيران، قد تسلموا الرسالة، والحزب في طريقه مرحلياً إلى مناطق عمله التي حددتها موسكو “القلمون الشرقي” لحماية ظهره وظهر بيئته الحاضنة من جهة، ولمقارعة داعش والنصرة في هذا الشريط من جهة ثانية، على طريق العودة إلى لبنان.
أما روسيا، وقيصرها الخبير بأسلوب “العلاج بالصدمات”، فقد خرجت من الموقف بصورة أفضل ودور أكبر، وأحسب أنها ستكون في وضع ربما يمكنها من ترجمة ذلك، إلى مكاسب إضافية أبعد من سوريا والإقليم... بدءا من أوكرانيا وانتهاء بأوروبا والأطلسي والغرب عموماً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشهد بعد الصدمة المشهد بعد الصدمة



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 01:20 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة مي عز الدين تشبّه والدتها بالحياة والأكل والشرب

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 10:15 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

رامي جمال يحيي حفلًا غنائيًا في الفيوم 5 آذار

GMT 22:48 2016 الخميس ,05 أيار / مايو

طريقة عمل بلح بالبشاميل

GMT 20:39 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد رمضان يظهر في شخصيتين خلال فيلمه الجديد "الكنز"

GMT 00:56 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

الفنان أحمد الفيشاوي يرفض الرد على الشائعات

GMT 00:57 2017 الخميس ,13 تموز / يوليو

هيفاء وهبي تنسحب من بطولة فيلم "ثانية واحدة"
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen