آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

جوائز الدولة

اليمن اليوم-

جوائز الدولة

بقلم : مصطفي الفقي

أتابع منذ سنوات طويلة مسيرة جوائز الدولة من بدايتها وتحديدًا عندما حصل عليها «طه حسين» و«العقاد» في عامين متتاليين حيث قام «عبدالناصر» بتسليم «عميد الأدب العربى» جائزة الدولة «التقديرية» فكان شديد السعادة والامتنان بينما كان الأمر بالنسبة «للعقاد» مختلفًا حيث ألقى المفكر العربى الكبير كلمة ليس فيها نغمة مجاملة للرئيس وبدا شامخًا أمام «عبدالناصر» حتى لا يكاد المرء يعرف من الذي يمنح الجائزة للآخر، وقد ظلت جائزتا الدولة «التقديرية» و«التشجيعية» في مسيرتهما الطبيعية إلى أن وقعت الواقعة وحدثت «نكسة 1967» فانقطع منح الجائزتين لعام واحد وذلك يفسر تأخرهما عن جائزتى «التفوق» و«النيل»، ولأننى عضو في «المجلس الأعلى للثقافة» ولجانه المتخصصة منذ ما يزيد عن ربع قرن كما حصلت على جائزة الدولة «التشجيعية» في مطلع تسعينيات القرن الماضى وحصلت على جائزة الدولة «التقديرية» بعدها بعشر سنوات ثم جائزة «النيل» بعدها بعشر أخرى تقريبًا، فإننى أطرح التساؤلين التاليين:

أولًا: إن جائزة الدولة ليست جائزة أكاديمية بحتة مثلما هو الأمر بالنسبة لجوائز «أكاديمية البحث العلمى» إذ إن جوائز «المجلس الأعلى للثقافة» هي جوائز دولة بمعنى اتجاهها إلى أصحاب الإسهامات الكبيرة في خدمة الوطن عبر تخصصات مختلفة تدور أساسًا حول الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية و«المجلس الأعلى للثقافة» هو وريث لما كان يسمى «المجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب»، ولقد كان من حظى أيضًا أن حصلت من ذلك المجلس السابق في ستينيات القرن الماضى على جائزتين للشباب حول مقالين أحدهما سياسى وكان بعنوان «الهاشميون والواقع العربى» والثانى مقال إنسانى اجتماعى بعنوان «ذبائح الليل» حول مأساة السقوط الأخلاقى بين بعض الشباب وهكذا أتيح لى أن أحصد كل جوائز المجلسين في ستينيات القرن الماضى ثم تسعينياته وما بعدها، لذلك فإنه لا شبهة لهدف شخصى أو غاية ذاتية فيما أكتب ولكننى أقرر هنا أن هناك طابورًا طويلًا من شخصيات تستحق جوائز «المجلس الأعلى للثقافة» ولكنها لم تصل إليها، وأنا أشعر بسعادة غامرة أن حصل على جائزة «النيل» في العلوم الاجتماعية هذا العام الفيلسوف المصرى الكبير الدكتور «مراد وهبة» وهو يقترب من منتصف تسعينيات عمره المديد.

ثانيًا: لم تنل جوائز «المجلس الأعلى للثقافة» في «مصر» على المستويين الإقليمى والدولى مكانة تستحقها بل إن هناك جوائز عربية متعددة تفوق شهرتها شهرة الجوائز المصرية لذلك جاء القانون الجديد لجوائز الدولة مخصصًا جائزتين على الأقل في فروع الآداب والفنون للمبدعين العرب وقد جرى تطبيق ذلك بداية من هذا العام وأستطيع أن أزعم أن التصويت أصبح أكثر رشدًا من ذى قبل وتوارت منه معايير العلاقات الشخصية لتسود القيم الموضوعية وذلك بشكل نسبى حتى الآن ومازالت الإجراءات حائلًا في بعض الأحيان دون وصول الجائزة لبعض مستحقيها، ولعلنا نتذكر أسماء مثل «جابر عصفور» و«محمد سلماوى» و«حسن حنفى» و«على الدين هلال» و«فاروق جويدة» و«جلال الشرقاوى» و«زاهى حواس» و«فاروق حسنى» و«محمد نور فرحات» و«سناء البيسى» و«مفيد شهاب» و«فوزى فهمى» وعشرات من الأسماء الأخرى التي رحل بعضها عن عالمنا دون تكريم.

إن جوائز الدولة قد دخلت مرحلة جديدة في ظل وزيرة فنانة عركت الحياة الثقافية في كل مراحلها.. دعنا ننتظر الأفضل للمجلس وجهوده الثقافية وجوائزه السنوية، وتبدو أهمية ما نكتب حوله اليوم من أننا نستقبل عامًا يمكن أن نطلق عليه عام الثقافة فالسنوات الأربع القادمة سوف تُعنى ببناء الإنسان بعد أن كانت السنوات الأربع الماضية مكرسة لاستكمال البنيان، ولا شك أن الإنسان هو صانع الحضارات وحامل الثقافات وخليفة الله في الأرض.

المصدر : جريدة المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جوائز الدولة جوائز الدولة



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 20:26 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إتيكيت كتابة الإيميل و طريقه تعاملك مع الاشخاص

GMT 09:26 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

الدباسي يعلن انضمام ناقلة نفط إلى أسطول "البحري"

GMT 20:17 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كراينوفيتش يتأهل إلى ربع نهائي بطولة باريس بيرسي

GMT 05:53 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

بيلا حديد تسحر العيون بإطلالة هي الأجرأ على الإطلاق

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 09:38 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 02:49 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إلغاء 5 رحلات دولية في مطار القاهرة بسبب قلة عدد الركاب

GMT 20:35 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد المصارعة "wwe" ينفي وفاة بيغ شو في حادث سير
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen