آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

خدعة العصيان المدني في السودان

اليمن اليوم-

خدعة العصيان المدني في السودان

محمد إبراهيم
بقلم – محمد إبراهيم

دون سابق إنذار إمتلأ فضاء وسائل التواصل الإجتماعي في السودان بـ "هاشتاغ" يدعو الى العصيان المدني وجد تفاعلاً منقطع النظير من قطاعات الشعب السوداني المختلفة، ولكن هذه "الدعوات" تسلقت الفضاء "الأسفيري" كنبت شيطاني أو طفل مجهول الأبوين لم تتبناه جهه معلومة سياسية أو حتى منظمات مجتمع مدني معلومة ومعروفة للناس، وكانت الدعوة كأنها طوق نجاة بعد تداولها بصورة سريعة بين السودانين، وسرعان ما أعلنت احزاب سياسية معارضة وحركات مسلحة انضمامها لحملة العصيان المدني في السودان التى اطلقها "ناشطون" على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعلنت الاحزاب مشاركتها بكامل عضويتها في العصيان المدني المقرر انطلاقه اليوم الأحد ويستمر لثلاثة أيام متتالية.

كلنا ابتلعنا الطعم، انطلت علينا الخدعة توقف الفعل الثوري والاحتجاج في السودان على زيادة الاسعار في المحروقات ورفع الدعم عن الدواء نتيجة لدعوة "مجهولة الجهة" لعصيان مدني، وجد رواجًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، من دون أن تكلف الجهة الداعية للعصيان نفسها بانشاء صفحة على الـ"فيسبوك" لمتابعة الحراك اليومي ورصد التفاعلات، قبل أن نسألها بعد ذلك : ثم ماذا بعد هذا؟ والابتعاد عن اسئلة اخرى قد تبدو تجريمية عن خطوات اخرى لم تستخدمها في اطار النضال ضد الحكومة، ومنها بالطبع المظاهرات، لاعصيان ينحج دون حراك في الشارع.

ولنسأل أنفسنا بعض الاسئلة في محاولة للوصول الى الجهة المجهولة التي تدعو الناس الى العصيان المدني دون ان تتكلف بالاجابة على مايدور في الاذهان، هل من مصلحة جهاز المخابرات السوداني ان تمتلئ الشوراع والميادين والجامعات ومدارس الاساس والثانوي بمواكب الاحتجاج الرافضة أم أنه يفضل بقاء مناصروا المعارضة خلف شاشات هواتفهم النقالة يستعرضون نجاحات العصيان؟

أيهما اكثر تكلفة لجهاز المخابرات السوداني : أن نقبع في البيوت نلعن الزيادات ونرفض ونعارض خلف الجدران، أو مواجهة غير مأمونة العواقب في اشتعال فتيل الثورة؟
أي الخيارين أفضل للجهاز: ان ينفس الغضب في فعل مقاومة ناعم لا نتائج له في المدى الزمني القريب عبر العصيان – غض النظر عن نجاحه من عدمه – ويرسل من خلاله رسالة سالبة بأننا لا نقدر على مواجهة النظام، ولنكتفي بمشاهدة الدوري الاوروبي؟ أم مواجهته في الميدان؟

الفعل الثوري له خطط وأهداف، وغايات منشودة، تتصاعد تدريجيا، حتى تصل مرحلة العصيان المدني في التتويج، حينما تستخدم السلطة كل ألياتها، ولكن أن نصعد السلم من قمته، فان ذلك يثير الشكوك ويجعلنا نبحث عن نظرية "مانعة الصواعق" التي تفرغ الشحنات فتسري الكهرباء الساكنة في الارض، يسلم الانسان منها، وكذلك الدعوات المجهولة التي لا تتبناها احزاب المعارضة وتحشد لنجاحها، لايكفي للأحزاب أن تعلن مساندتها بل عليها أن تقود الفعل بنفسها لا أن تلحق به عبر البيانات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خدعة العصيان المدني في السودان خدعة العصيان المدني في السودان



GMT 21:15 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الحوثيين... ذلك الإعصار المدمر

GMT 10:36 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 09:31 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 13:05 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

GMT 04:15 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

نحو اتفاق عالمي جديد حول الهجرة

GMT 12:39 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

الكونفدرالية من جديد

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen