آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الموقف الأمريكى يزداد سوءا!

اليمن اليوم-

الموقف الأمريكى يزداد سوءا

بقلم - مكرم محمد أحمد

 يبدو أن رحلة نائب الرئيس الأمريكى بنس إلى الشرق الأوسط ـ التى زار فيها مصر والأردن وإسرائيل ـ بعد قرار الرئيس الأمريكى المفاجىء الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل لم تأت بجديد، ولم تفتح أى طريق لتضييق شقة الخلاف مع الإدارة الأمريكية حول القدس، ولم تساعد على استئناف عملية التفاوض العالقة بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين، وان كان من المؤكد انها تمثل خطوة جديدة للوراء زادت الموقف سوءا. وإذا كان الفلسطينيون قد قبلوا أخيراً بأن تكون واشنطن ضمن وساطة جديدة تشارك فيها مصر والأردن، أو يشارك فيها الاتحاد الأوروبى والصين وروسيا، فلا يزال الإسرائيليون يصرون على وساطة واشنطن المنفردة ويعتبرون من يرفض الوساطة الأمريكية مناهضاً للسلام, والواضح أن نائب الرئيس الأمريكى بنس سمع من العاهل الأردنى الملك عبدالله، أن القدس هى مفتاح سلام الشرق الأوسط الذى ينهض على حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وأنه حذر واشنطن مراراً على امتداد العام الماضى من خطورة أن تستبق مرحلة التفاوض وتعلن فى قرار منفرد القدس عاصمة لدولة إسرائيل، متمنياً على الرئيس الأمريكى ترامب مواجهة هذا التحدى الجديد الذى يمكن أن يثير القلاقل فى المنطقة لإعادة بناء الثقة المتبادلة والسير بمباحثات التسوية السلمية قدما إلى الأمام.

وهو ما سمعه نائب الرئيس الأمريكى من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القاهرة أولى العواصم الثلاث التى زارها، مؤكداً للرئيس السيسى وقوف الولايات المتحدة إلى جوار مصر فى حربها الضروس ضد الإرهاب، لكن يبدو أن نائب الرئيس الأمريكى حين مناقشته قضية القدس مع الرئيس السيسى كان مستمعاً, كل همه الدفاع عن قرار ترامب بأنه مجرد اعتراف بالأمر الواقع لا يضيف جديداً، وأن القدس لا تزال على جدول المفاوضات النهائية خاصة ما يتعلق بحدودها تنتظر اتفاق الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى، لكن واقع الأمر يؤكد أن الحقيقة غير ذلك، وأن القدس قد رفعت من جدول التفاوض كما تؤكد تصريحات المسئولين فى الإدارة الأمريكية، وأن الولايات المتحدة بعد قرار ترامب ليست مستعدة لقبول أى تغيير فى موقفها من القدس، لأن القرار يعبر عن موقف ترامب النهائى كما يعبر عن الشعب الأمريكى، فضلاً عن الإجراءات العملية التى تتخذها الإدارة الأمريكية لسرعة تنفيذ القرار ونقل السفارة فى أسرع وقت إلى المبنى القائم فى القدس كقنصلية أمريكية, واستخدامه كمقر مؤقت للسفارة دون انتظار بناء سفارة جديدة.

وذكرت صحيفة «هاآرتس» أن الإدارة الأمريكية تعتزم نقل السفير الأمريكى لدى إسرائيل دافيد فريدمان إلى مبنى القنصلية مع طاقم محدود من أعضاء مكتبه إلى المبنى القنصلى فى حى أرنونا بحيث يتم ذلك فى غضون عام 2019. وقد لقى نائب الرئيس الأمريكى حفاوة ضخمة فى إسرائيل حيث ألقى خطاباً فى الكنيست أعلن فيه الإسراع بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس رغم غضب الفلسطينيين ورغم إدانة العالم، وأن عملية نقل السفارة سوف تبدأ فى غضون أسابيع قليلة بحيث تنتهى فى غضون عام على أكثر تقدير، وقال بنس ان الرئيس ترامب طلب من الخارجية الأمريكية البدء فوراً فى نقل السفارة التى سوف تفتح أبوابها العام المقبل وكان التقدير السابق أن يتم الأمر خلال 4 سنوات، ومع بدء حديث نائب الرئيس الأمريكى فى الكنيست خرج النواب العرب من القاعة احتجاجا, يحملون لافتة كتبت بالعربية والإنجليزية تقول (القدس عاصمة فلسطين) بينما يلاحقهم رجال الأمن يدفعونهم بقوة إلى الخارج.

وقد كان واضحاً للعيان كما كتبت صحيفة «بواشنطن بوست» مدى الارتياح الذى ظهر واضحاً على نائب الرئيس الأمريكى, عكس موقفه فى مصر والأردن يكتسى وجهه بالضيق وهو يحاول الدفاع عن القرار الأمريكى, الذى أكد أن إدارة ترامب ـ كما قال صائب عريقات ـ هى جزء من المشكلة وليست جزءاً من الحل, بينما كان الرئيس محمود عباس فى اجتماعه مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى بروكسل, يحثهم على الاعتراف الجماعى بدولة فلسطين رداً على الموقف الأمريكى مؤكدا أن اوروبا هى الشريك الحقيقي.

والواضح أخيراً أن نائب الرئيس الأمريكى كان الأشد حماساً لصدور قرار التعجيل بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس باعتباره واحداً من غلاة الإنجيليين الذين يشتد حماسهم لكل مطلب إسرائيلى مهما يكن ضاراً بعملية السلام أو يثير غضب الفلسطينيين..، وبهذه الخطوة الأمريكية الجديدة التى تعبر عن نزق أمريكى شديد, أصبح من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يستأنف الفلسطينيون تفاوضهم مع الإسرائيليين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموقف الأمريكى يزداد سوءا الموقف الأمريكى يزداد سوءا



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 02:42 2017 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

أشرف بنشرقي يتطلع للحصول على دوري أبطال أفريقيا

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 13:21 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال 21 شخصًا في أعمال شغب بسبب نزاع في ماليزيا

GMT 17:58 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طريقة تحضير منقوشة الزعتر بالخضار

GMT 19:04 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفضل تصفيفات وتسريحات الشعر الكيرلي

GMT 10:39 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"من فيسبوك" تغضب مستخدمي "واتسآب" وتدفعهم إلى حذف التطبيق

GMT 06:35 2016 الأربعاء ,27 تموز / يوليو

Glamorous New York Fashion

GMT 06:22 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مميزة لديكور تلفزيون مودرن في غرفة المعيشة

GMT 20:24 2016 الإثنين ,08 آب / أغسطس

فوائد عشبة القلب
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen